أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 47














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 47


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7230 - 2022 / 4 / 26 - 14:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَلَو أَنَّهُم آمَنوا وَاتَّقَوا لَمَثوبَةٌ مِّن عِندِ اللهِ خَيرٌ لَّو كانوا يَعلَمونَ (103)
الإيمان حسب القرآن هو الإيمان بالله وبرسوله المفترض محمد وبالقرآن وسائر كتبه وبالملائكة وبالبعث والنشور والحساب وبالجنة والنار. وإلا أي إيمان باستثناء شيء مما ذكر، أو بأي ضرورة من ضرورات الدين الإسلامي، فهو كفر بمعيار الإسلام. وحتى لو كان الإسلام دين الله الحق، فلا يمكن أن يكون الإيمان وعدم الإيمان سببا للثواب والعقاب، فكم من مؤمن سيئ، وكم من غير مؤمن، أي من ينعته القرآن بالكافر، وهو إنسان صالح. الله يثيب المحسن على إحسانه، آمن أو لم يؤمن، وإذا كان هناك عقاب، فيعاقب المسيء على إساءته وبقدرها، كفر أو آمن، هذا بحكم ضرورات العقل. نعم عندما يمتدح القرآن المؤمنين به ويعدهم بالثواب، فيقرن الإيمان بعمل الصالحات، أو التقوى، كما في هذه الآية. لكن غير المؤمن معاقب حتما، ومعذب أشد العذاب، يعذب به إلى أبد، ومن غير أن يخفف عنه، ولو لثانية، حتى لو كان من أصلح الناس وأعدلهم وأصدقهم وأنفعهم للناس، بل حتى لو كان من أعمقهم إيمانا بالله، ولكن لا وفق الصورة التي يريدها الإسلام منه. ثم التقوى المقرونة هنا بالإيمان لا تعني عموم الصلاح والاستقامة إنسانيا، بل من شروطها الالتزام بواجبات الإسلام والانتهاء عن محرمات الإسلام، حتى لو لم تكن تلك الواجبات وهذه المحرمات، مما توجبه وتحرمه الأخلاق. ثم الآية تعد الذين «آمَنوا وَاتَّقَوا» أنْ لهم «لَمَثوبَةٌ مِّن عِندِ اللهِ»، وتخبرهم أن ذلك «خَيرٌ» لهم، ولكن تقول في النهاية «لَو كانوا يَعلَمونَ»، إذن ما ذنب الذي لا يعلم؟ سنرى إن الذي لا يعلم مشمول بالعذاب. وهذا من تناقضات القرآن، أو من غرائبه اللامفهومة.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقولوا راعِنا وَقولُوا انظُرنا وَاسمَعوا وَلِلكافِرينَ عَذابٌ أَليمٌ (104)
هنا نهي للمسلمين عن استخدام فعل (راعى، يراعي) مقرونا بـ(لا) الناهية، مخاطبا به الرسول، واستبداله بآخر يؤدي نفس المعنى وهو (نظر، ينظر)، أي أمهل، يمهل، فيقول لهم الله كما يفترض مؤلف القرآن «لا تَقولوا [لمحمد] راعِنا وَقولُوا انظُرنا»، والسبب إن الذين لم يؤمنوا بمحمد وبالإسلام، عندما كان يتحدث إليهم، أو يجيب على أسئلتهم، أو يشرح لهم آيات القرآن، كانوا إما لا يستوعبون كلامه، أو يتظاهرون بعدم الفهم، فيطلبون منه أن يراعي عدم قدرتهم على الفهم، فيبسط ويبطئ كلامه، فيقولوا «راعِنا» بطريقة إما فعلا بقصد الاستهزاء به، أو هكذا بدا له. وكان بعض المسلمين الذين يصعب عليهم الفهم أيضا يستخدمون نفس العبارة بقول «راعِنا» دون الالتفات إلى أن غير المؤمنين بنبيهم سواء من اليهود أو غيرهم، إنما كانوا يستخدمونها للاستهزاء، إما فعلا، وإما حسب ما فهم مؤسس الإسلام. ويبدو أن نبي المسلمين كان يتأذى كثيرا من هذه العبارة، بحيث كان بسببها «لِلكافِرينَ [المستخدمين لها] عَذابٌ أَليمٌ»، ثم جعل استعمالها محرما على المسلمين بنهي إلهي «لا تَقولوا راعِنا».
ما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ وَالمُشرِكينَ أَن يُّنَزَلَّ عَلَيكُم مِّن خَيرٍ مِّن رَّبِّكُم وَاللهُ يَختَصُّ مَن يَّشاءُ بِرَحمَتِهِ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظيمُ (105)
فكرة الحسد تبدو مترسخة عند نبي الإسلام، حتى استنزل سورة من الله، وهي السورة ما قبل الأخيرة، ولو إن البعض اعتبرها وقبلها أي المعوذتين ليستا من القرآن، بل ذكرا بنية الاستعاذة، كأي دعاء، ليس من القرآن، وإن كان النبي قد تلاهما كنصين موحيين إليه بهما من الله، بدليل بدايتهما بكلمة «قُل». وقضية الحسد ترد بمضامينها في مواقع عديدة من القرآن، كما في هذه الآية. فالذين لم يؤمنوا بمحمد وبدينه الإسلام، وذلك «مِن أَهلِ الكِتابِ وَالمُشرِكينَ»، وذلك لا لشيء سوى أنهم لم يكونوا يحبون أن يروا (أَن يُّنَزَلَّ على المسلمين مِن خَيرٍ مِّن رَّبِّهِم»، وردا على حسدهم هذا يبرر اختصاص الله المسلمين دون غيرهم بهذا الخير المدعى، بقول «وَاللهُ يَختَصُّ مَن يَّشاءُ بِرَحمَتِهِ»، رغم قوله «وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظيمُ»، والذي يفترض، أي فضله، أن يشمل الجميع بلا تمييز. ولكن هكذا هو توزيع الأديان لرحمة الله وخيره وفضله.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 46
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 45
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 44
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 43
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 42
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 41
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 40
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 39
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 38
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 37
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 36
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 35
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 34
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 33
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 32
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 31
- مسؤولية الدستور عن الاستعصاءات السياسية
- غار حراء لا يقع في واشنطن
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 30
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 29


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 47