أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نتائج عبثية جوانن شورشگر















المزيد.....

نتائج عبثية جوانن شورشگر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7229 - 2022 / 4 / 25 - 02:40
المحور: القضية الكردية
    


في كوكب آخر، يتم البحث عن نظام كوني بديل عن الأنظمة الكلاسيكية، لا يتأثر بنظام المجرات، ولا تؤثر فيها الكوارث الكونية. صراعاته مع الأخرين لا تشبه حروب الأرض، قادته لا يدرسون مجريات الأحداث إلا ما يمس نظامهم.
وعلى الأرض، الوطنية تغيب مع ترجيح المصالح، والمطالب القومية ترسل إلى المتاهات. النظرية القومية والوطنية تقزم أمام الإيديولوجية الأممية، وما أجملها لو طبقت بعدالة مع الشعب الكوردي وقضيته، كما وردت كنظرية اقتصادية-سياسية للشعوب، لكن مفاهيمها تلقن وتدرس نظريا، وعمليا تسود ما يشبه الدكتاتورية بحق الحراك الكوردي حصراً، هذا ما فعلته الأحزاب الشيوعية في المنطقة سابقاً.
وضمن جغرافية كوردستان، الديمغرافية الكوردية في ذوبان مستمر، العشيرة والحزب الواحد يسود، ومستويات المعيشة في أدنى درجاتها، والمشاريع القومية تطبق لخدمة المصالح الذاتية، فتنتج السلبيات، والوطنية تبحر في الطوباويات، ولا مكان للمعارضة ولمن يخالف النظام.
وفي منطقة قوى الإدارة الذاتية، خلقت منظمات لا علاقة لها بالسياسة، تنسخ تجارب الأحزاب الشمولية، من الشيوعية إلى النازية، والحالتين رغم تناقضهما، وجهي نقيض لإشكالية واحدة، فكلاهما كان لهم الشباب الثوري، الذي كانوا وراء الكثير من المصائب في دولهم. قصر التجربة، وقلة الخبرة لا تنتسى وتؤخذ بعين الاعتبار، لكن التفرد بالرأي خطأ، يضر الذات قبل الأخرين، قد يؤدي إلى الفشل.
ووجوانن شورشگر تجربة منسوخة من سابقات أثبت التاريخ عدم جدواها، بالمنهجيات التي طبقت. ربما الإشكالية المتناولة هنا ليست بذات الأهمية في البعدين القومي والوطني، لكن وكنصيحة للإخوة قادة الإدارة الذاتية ومنظماتها، نذكر أنها توسع شرخ الخلافات الداخلية، وقد تفتح أبواب لا يحمد عقباه للمنطقة وللإدارة الذاتية بشكل خاص، وتضعف إمكانيات مواجهة الأعداء المتربصين، وفي مقدمتهم تركيا والنظام.
منظمة تحتضن طاقة خام لا يستهان بها، بإمكانها أن تحمل وجهي التناقض، إما الانحدار بالمسيرة والقضية، أو النهوض بالمجتمع والنظام، فهم من جيل العصر، قد يكونوا أمل الأمة، ويصبحوا القدوة للشباب المهاجر ولپيشمرگة روژ آڤا للعودة إلى الوطن، على أكتافهم يجب أن تنجح القضية وينهض المجتمع، ويجلبوا المفاهيم الحضارية ويرسخوها بين الشعب، أو يكونوا حطب الكوارث الجارية ونواة لغيرها من المصائب.
في التجارب الدولية السابقة، سميت المنظمات الشبابية بمسميات عدة، لم تطالهم التطور الحضاري، وضعوا خارج المفاهيم الديمقراطية، لقنوا من الاستبداد مفاهيمها. لذا ففي تجربة المنطقة الكوردية، يجب دراسة تجارب الماضي، ليخدموا الأمة لا يطعنوا فيها، يحمون المجتمع لا يرهبونهم، يكونوا من دعائم الديمقراطية، لا الاستبداد، يعملوا على تطوير المجتمع والعائلة، وتثقيف الأجيال الشابة، لكن أغلبية نتائج أعمالهم حتى اللحظة تعكس خلافها، وما ينشر على الإعلام تنبئ لبدايات كارثية قادمة.
بإمكان المنظمات العديدة التي تم تشكيلها التابعة للإدارة الذاتية أو خارجها، أن تخلق مجتمعا متطورا، تبدأ من نظافة الشارع الكوردي، من الرصيف، إلى الفكر والسياسة، إلى تحسين العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، تقوم بخدمة البلديات في المدن، والفلاحين في المزارع، وبناء الأماكن العامة في القرى كالمدارس والمراكز الثقافية، وتقوم بحماية البيئة، وغيرها.
ليس دفاعا عن المجلس الوطني الكوردي، ولا أي من الأحزاب المنضوية تحته، لديهم أقلامهم، والتي بعضها لا تقل عبثية عما نحن بصدده. وليس تماهيا مع سياسته، فهو يغرق في مستنقع الأخطاء، من التبعية للائتلاف الوطني السوري، ربيبة تركيا، للحفاظ على الذات من الضياع، قبل أن يكون تحالف للمعارضة في وجه النظام، ولا ننسى المصالح الذاتية للبعض من قادته، والتي على أثرها لم تبين موقفها من الانشقاق الحاصل، أو التصفية، في الائتلاف المتجه نحو الضمور. إلى الاعتماد على دعم الإقليم الكوردستاني، لعرضه ممثلا عن الحراك الكوردي، والحصول على الشرعية كمتحدث باسم الشعب. لكن مع ذلك، ومن البعد الديمقراطي، وحفاظا على منطق الحوارات، فما أقدم عليه جوانن شورشگر، سابقا، وقبل أيام من حرق لمكاتبه (كل الأصابع تتجه نحوهم وتتهمهم بما حصل، ولم نسمع دحضا من قيادتهم) عمليات مدانة، من المجتمع وشريحة واسعة من الإدارة الذاتية نفسها. لا شك في أن هناك قوة سياسية آمرة تدفعهم للقيام بما أقدموا عليه، إن كانت القيادة من الكوادر المتحكمة بتسيير أمور الإدارة الذاتية، أو مباشرة من قيادة قنديل.
أين كان مصدر الأوامر، فهي تغرق المنظمة الشبابية هذه، ومعهم الإدارة الذاتية في السلبيات، نتائج الأعمال التخريبية، كحرق مكاتب المجلس الوطني وغيرها، ستكون وخيمة في قادم الأيام، ولن تكون أقل مضارا من محاولات السيادة على أطراف الحراك الكوردي والكوردستاني، والإيمان بسيادة الحزب الواحد والتبعية. الخاسر الأكبر هنا المخططون للعملية، فالمجلس الوطني الكوردي والقوى الكوردية المعارضة، لم يعد هناك ما تخسره، جلهم يعيشون الهجرة القسرية، بل بالعكس مثل هذه الأعمال تعيد لها الشعبية التي كانت قد خسرته، على خلفية مواقفها الهشة من عفرين، وعلاقاتها مع الإتلاف، وتماهيها مع سياسة تركيا، لهذا فالأولى للقوى المعارضة أعادة فتح مكاتبها، وتوسيعها وتحضيرها للحرق.
التغاضي عن تصاعد نسبة المعارضين لمنهجية القوى السياسية التي تدير الإدارة الذاتية، لن يخلق سوى شرخا واسعا بينها والمجتمع، أي بين الشعب والسلطة، ولن يجدي نفعا منطق الاستبداد المقال (أريد لسانهم لا قلوبهم) فمن المعروف أن جميع من سادوا على هذا المنطق لم يدوموا طويلا، وكانت النهايات كارثية.
نصيحتي لقادة الإدارة الذاتية، وللكوادر المسيرة لجوانن شورشگر، ولكل منظمات المجتمع المدني، العمل على تحسين واقع الشعب المعيشي، وتضييق شرخ الخلافات بين الأطراف الكوردية والكوردستانية بالأساليب السلمية، فكل خطوة نحو تطوير المنطقة طعنة مباشرة للأعداء الخارجيين والداخل، وكل نجاح في المنطقة خسارة للأعداء. فكونوا إدارة ومنظمات يحتذى بهم، لا مجموعات ترهب المجتمع الكوردي وحراكه حصراً.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
22/4/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قدمت وأنا على أبواب السبعين؟
- الطفرة التكنولوجية إلى أين ستجرنا؟
- أوجه المقارنة بين كوردستان وأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية ذكرتني بغورباتشوف
- رد على مقترح منظمة المجتمع المدني، التابع للنظام
- لو كان غورباتشوف مكان بوتين
- مصير القضية الكوردية خلال الصراع الأوروبي
- هل هناك انحراف في صحة بوتين العقلية
- لماذا لم يلتزم الناتو باتفاقية أيسلندا
- بماذا أخطأ فلاديمير بوتين
- ما لم يأخذه فلاديمير بوتين بالحسبان
- هل خسر الإقليم الكوردستاني قوته أمام أدوات إيران؟
- لماذا أصدرت المحكمة العراقية الإتحادية قرارها بحق نفط كوردست ...
- ما الذي يحد من صوت شعبنا الكوردي
- مخطط القوى الإقليمية ضد الصعود الكوردي
- غربي كوردستان ومدخول النفط -4
- غربي كوردستان ومدخول النفط - 3
- غربي كوردستان ومدخول النفط -2
- غربي كوردستان ومدخول النفط -1
- من أين يأتي التآكل الداخلي كوردياً


المزيد.....




- -أفيخاي أدرعي- يعلن اعتقال -نصرالله-
- القضاء الفرنسي يصدق على مذكرة اعتقال بشار الأسد
- مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوري بسبب -الهجوم الكيميائي-
- المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با ...
- -التجويع-.. سياسة ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى منذ بدء الحرب ...
- بن غفير: تقليص مخصصات طعام الأسرى -إجراء ردعي-
- 20 منظمة حقوقية تدعو لبنان لوقف التعذيب وإعادة السوريين قسري ...
- حماس تدعو لمحاسبة قادة إسرائيل على جرائم التعذيب ضد الأسرى و ...
- طائرة وزارة الدفاع الروسية تقل الأسرى المحررين إلى العاصمة م ...
- شاهد.. شبح المجاعة يتربص بآلاف الفلسطينيين في غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - نتائج عبثية جوانن شورشگر