|
حدث في رمضان هذا
الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 18:55
المحور:
المجتمع المدني
- لا أمل في مجتمع يعادي الفنون ولا يقدس العمل..
1- الحفل الغنائي الليلي في مشدالة( البعض يسميها مشد الله) ولاية البويرة، والمرخص له، أثار الكثير الكثير من الردود والردود المضادة..كان الحفل بعد صلاة التراويح للترويح عن الناس وفي ساحة عامة تعود المشداليون على ان يقيمو فيها مختلف أنشطتهم الثقافية..في جانب من تلك الساحة يوجد مسجد..إمام المسجد أقام الدنيا ولم يقعدها رافضا ذلك الحفل..سابا وشاتم الذين قاموا به..معتبرا إياه ( الحفل) مسا بقدسية المسجد، والذين قاموا به....لكنه اعتذر بعد ذلك..السؤال الذي واجهني مباشرة وألح علي: هل فن الغناء سوء؟..ألا يحتاج الناس إلى الغناء والرقص ليروحوا عن أنفسهم ويريحوا أعصابهم من همومهم اليومية التي لا حد لها؟..أليس الغناء والرقص فنين مثلهما مثل بقية الفنون الأخرى؟..ماذا لو كان النشاط مسرحيا مثلا؟ هل يحتج الإمام عليه ويسب ويشتم الذين قاموا به؟..واقع الحال يقول: إن الكثير من الناس، والإسلاميون المتطرفون منهم أساسا، يعتبرون الغناء والرقص فسوقا..يحرمونه.. تحدثت إلى الكثير من الشباب عن ذلك الحفل..سألتهم: ما رأيهم؟..معظمهم كانوا مع الإمام في تصرفه الساب الشاتم..المعظم هذا شباب لا شغل لهم سوى الوقوف أو الجلوس بجانب الحيطان..يشربون القهوة ويرمون فناجينها الورقية المغطاة أوالبلاستيكية في شتى الاتجاهات أماما او خلفا، يمينا أويسارا..يفعلون نفس الشيء مع بقايا ما يأكلونه هناك بجانب الحيطان..ولا احد منهم يفكر في القيام بحملة نظافة لإزالة ما راكموه من الأوساخ.. تابعت التعليقات في مختلف الصفحات الفيسبوكية..هجوم كاسح على الحفل والذين قاموا به..دكاترة جامعيون اندمجوا في الهجوم ذاك وتبنوا موقف الإمام..بعضهم أرجع الأمر إلى القبائل..رأى أنهم ضد الإسلام ويعملون على الإساءة له..حفل غنائي صار إساءة للإسلام ومسا بحرمة مسجده.. للأسف، مجتمعنا صار مدعوشا بشكل ماكان يخطر على البال قبل اليوم أبدا..لكنه صار واقعا..انحطاط مستوى التعليم..تضخيم نتائج النجاح في البكالوريا..اكتظاظ الأقسام الدراسية بالمتمدرسين..الغش العام في مؤسساتنا التعليمية بما فيها الجامعة..لا تنظيم النسل..الدروس الخصوصية التي حرمت أبناءنا من مطالعة الكتب ومن الترويح عن أنفسهم بمختلف النشاطات الثقافية الترفيهية والرحلات..انسداد الافاق أمامهم..اليأس العام...كلها عوامل أوصلت شبابنا إلى الحالة التي هو عليها الأن، حالة الدعشنة.. 2- في السويد، متطرف يميني يؤمن بفكرة مضمونها أن الإسلام دين عنف وأن المسلمين عنيفون..وأراد ان يثبت للسويدين والأوروبيين صحة فكرته.. وقف في مكان ما وأحرق القرآن الكريم..ويا لفرحته..هاهم المسلمون هناك في السويد يخرجون محتجين على فعلته الشنعاء تلك..لم يخرجوا في مظاهرات سلمية منظمة ، واعية ومبرهنة على انهم أناس سلميون متحضرون..خرجوا غاضبين، وبشدة..أحرقوا وكسروا..ممتلكات عامة وخاصة كسروها أوأحرقوها ليبرهنوا على لا عنفهم.. فرح المتطرف اليميني كثيرا..هاهم المسلمون يثبتون صحة ما قلته لكم..هلى بقي لكم شك فيما قلته؟..اكتسب أتباعا جددا صاروا يؤمنون بصحة رأيه..البعض قالو: لا يمكن للمسلمين الاندماج في مجتمعنا، وإعطاء الجنسية لهم خطأ كبير..بعضهم راح يحصي نسب المسلمين عبر السنوات والعقود في المجتمعات الأورروبية ورأى أنها نسب ترتفع بشكل مستمر، وحذر بذلك الدول والمجتمعات الأوروبية من أسلمة أوروبا بعد عقود من الآن..البعض الثالث طالب بتشديد شروط دخول المسلمين وإقامتهم في أوروبا وطرد المهاجرين غير الشرعيين منهم..وهكذا..جا يسعى ودَّر تسعه.. 3- في خطبة صلاة جمعة اليوم رأى الإمام أن طريق الوصول إلى جنة الاخرة طويلة ومتعبة كثيرا..تحتاج إلى الكثير من العمل لجمع زادها..ماهو هذا العمل ، ياترى؟..إنه صوم رمضان والإكثار من العبادة في نهاره صلاة وذكرا، وقيام ليله في قراءة القرآن والذكر والاستغفار والصلاة.. السؤال الذي واجهني هنا وألح علي أيضا: وكيف يعمل الناس في نهارهم إذن وهم لم يناموا إلا قليلا؟..من صلاة المغرب إلى صلاة التراويح إلى القيام إلى صلاة الفجر وصلاة الصبح؟.. ماذا يقول الواقع؟..الناس في رمضان سكارى وماهم بسكارى..نعسانون دائخون..لا يؤدون أعمالهم على أكمل وجه..ينقصون من ساعات عملهم..يقل إنتاجهم..يتوحمون أكثر..يزداد تبذيرهم..أيهما يحتاج إليك أكثر أيها الجزائري، أيها المسلم، الله لتعبده أكثر،( التعير مجازي،الله طبعا لا يحتاج إلى عبادتنا له..) أم المجتمع لتعمل وتنتج له ما يشبع حاجاته ويفتح لشبابه مناصب العمل ويرتقي بحياته أكثر؟.. يقول أيضا ( الواقع): إن مجتمعنا الجزائري والعربي عموما من أكثر مجتمعات العالم تدينا..من اكثرها عبادة لله..لكنها، في المقابل من أكثرها كسلا ولا مبالاة ولا شعورا بالمسؤولية..من أكثرها تبعية غذائية للدول المنتجة.. العمل عبادة..اليد العليا خير من اليد السفلى..(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...) آية
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنون التشكيلية..ماهيتها وعلاقتها بالواقع
-
عن تراثنا والعولمة..أين نحن منهما؟
-
عن العقلية العربية
-
لماذا نحن هكذا؟
-
كيف تكون كاتبا مؤثرا؟
-
عن مثقفينا وكرة القدم
-
تمدين ودمقرطة المجتمعات المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات
-
عن الجزائر الجديدة
-
أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها
-
كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
-
عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان
-
في معنى الأخلاق..كيف هي عندنا؟..كيف هي عندهم؟
-
بيان مثقفين جزائريين
-
عن مصالح الرعايا..عن مصالح المواطنين
-
بين الدولة الدينية (الإسلامية) والدولة العلمانية
-
الوانتوثريست*..البطالة والفساد الأخلاقي
-
البنية ودلالات الأسماء في رواية-صخرة نيرموندا-
-
عن معيقات الحداثة في عالمنا العربي الإسلامي
-
بين الهند والجزائر
-
أن ينتقِدوا، ذاك حقهم ..من واجبكم مجادلتهم والرد عليهم بالحس
...
المزيد.....
-
تركيا: اعتقال مطلوب دولي بشبهة الانتماء إلى -داعش-
-
تحت ضغط أميركي.. سحب -تقرير المجاعة- بشأن غزة
-
-سوريا الجديدة-.. كيف توازن بين ضبط الأمن ومخاوف الأقليات؟
-
إنفوغرافيك.. اللاجئون السوريون يعودون إلى وطنهم
-
ارتفاع وفيات المهاجرين لإسبانيا عبر الأطلسي في 2024
-
مصدر أمني: ضبط أجهزة تجسس بين خيام النازحين في غزة
-
شاهد.. لماذا يعرقل نتنياهو صفقة تبادل الأسرى مع حماس؟
-
من يكون محمّد كنجو الحسن مسؤول عمليات الإعدام في سجن صيدنايا
...
-
المرصد: إيقاف المسؤول عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا السور
...
-
واشنطن: سعي هونغ كونغ لاعتقال معارضين يهدد السيادة الأميركية
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|