ميثم مرتضى الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 19:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القتل المعنوي اشد وطأة من القتل المادي ، لقد قتل علي بن ابي طالب (ع) بيد انصاره مرات عديدة حين بالغوا في نزاعاتهم وغلبوا مصالحهم الشخصيه على مشروعه الانساني بل مالوا وتحالفوا مع خصومه العقائديين انسياقا وراء مصالحهم حتى انتهى به الامر معزولا مخذولا محاصرا في كوفته بعد ان فقد الاقاليم (خراسان ، مصر ومن قبلها الشام المتمردة) حتى قال مقولته الشهيرة (ماهي الا الكوفة اقبضها وابسطها) هذا التفجع والعزلة في محيط صار غريبا عليه ، فطفق الامام وهو القوي المتماسك في كل النزالات يعيش الانزواء محزونا متحسرا على فقدانه لخواصه الذين غادروه تاركين له دنيا بلا اصحاب فبات يخاطبهم وكانه يستعجل منيته متمنيا اللحاق بهم ( اين عمار اين ابن التيهان اين ذوالشهادتين) وكانه استيقن استحالة اصلاح مجتمع لا ينفك ينافق ويتلون ويتحدث بما لا يفعل حتى كللها بدعائه الاليم الذي يقرح القلوب متمنيا الموت على مجاورة اللئام والمتلونين(اللهم اني مللتهم وملوني وسأمتهم وسأموني اللهم ابدلني بهم خيرا منهم وابدلهم بي شرا مني ) ، وهكذا غادر علي محيطه الملئ بالفتن والتقلبات محبطا من جماهيره التي وعدته فاخلفت وناصرته ثم انكفأت مشغولة بمطامحها الضيقة ومصالحها الفئوية وهذا قدر كل قائد يسبق عصره اخلاصا وفكرا .
#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟