|
موسوعة مندلي – الدور /1119
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 21:45
المحور:
المجتمع المدني
# الموقع - دور مندلي،من مدائن العراق التي ورد ذكرها تكراراً في كتب التاريخ. وهي من مدن أطراف العراق الشرقي؛ تبعد عن الحدود الإيرانية بضع كيلومترات عن منطقة جبال (بشت كو).وتتبع بعقوبة وتبعد عنها 93 كلم، وعن بغداد 160 كلم. وأقرب المدن العراقية إليها بدرة وخانقين وبعقوبة و المقدادية.وتقع في لحف جبل حمرين الذي يمتد على طول حدودها الشرقية وينتهي نهائيا قرب أراضي (هشيمة) أي قرب حدود مندلي– بدرة. وتشرف قصبة المدينة على سهول واسعة تسقيها الوديان التي تنبع من جبال إيران وتصب في هذا السهل الفسيح حيث تنتشر البساتين اليانعة في أطراف المدينة وتكتنفها بعض القرى الواقعة على هذا السهل القريبة من بعضها البعض حيث تشرف عليها الروابي والقريبة من الحدود. ويسقي بساتينها ومزارعها (وادي كنكير) الذي ينبع من (هيوان) و يمر في (سومار) أو (سمبار) الإيرانية،حيث يجتاز الحدود مخترقاً جبل حمرين ويصب في السهل بعد أن ينقسم إلى عدة جداول ليسقي المزارع البساتين. التاريخ والتسمية: ويرجع تاريخ المدينة إلى أكثر من 6000 عام قبل الميلاد، وعموماً فإن هذه السهول التي تقع تحت التلال والجبال تعتبر من أوائل المناطق التي أستوطنها الإنسان بعد هجرته الكهوف في الجبال، ثم ظهرت المدنية الأولى على تخومها والتي توجتها السومرية كأول حضارة مثقفة،يمكن الإستدلال على ملامحها.وقد أكدت الحفريات التي قامت بها الحكومة العراقية عام 1966 وجود مدينة عامرة يستعمل النهر في معاشها وفيها بيوت وحياة متحضرة. وقد كانت بساتينها مرتعاً للدول الفارسية المتعاقبة و السلوقية حتى قدوم الفتح الإسلامي حيث وردت في كتب المؤرخين العرب بإسم (البندنجين) الموروث من تلك الحقب.حيث قال عنها ياقوت الحموي في معجمه: (بلدة مشهورة من طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد.. وقد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء وفقهاء وكتاب). وقال عنها المرحوم العلامة أنستاس الكرملي في مجلة لسان العرب إن الاسم الأصلي لها هو (وندنيكان) :إنها جمع وندنيك الفارسية ومعناه (الملاكون الطيبون) وكان قد ذكرها هيرودوتس المؤرخ بإسم (أردريكا) وقال عنها إنَّ فيها عيون نفط. لقد تبعت هذه المدينة بغداد في التقسيم إبان العهد العباسي واستمر حالها هكذا بعد سقوط بغداد وحلول الدولة العثمانية لاحقاً. وقد حدث ما لا يحمد عقباه في تقسيم الحدود بينهم وبين دولة الفرس القاجرية في معاهدات (أرض روم) والحدود المرسومة عام 1905الفاشلة التي لم تحترم في وضعها أبسط شروط التقسيم البشري والجغرافي بين البلدين الذي عاد وبالاً بعد ذلك في تركة مرة ورثتها السلطة العراقية والتي أدت إلى حروب وانتهاكات في تحديد هوية قاطني المنطقة الذين بقوا في داخل إيران ويمتون صلاتهم العائلية بالعراق، وأكثر مثال ملموس في تلك المعضلة هو وضع العراقيين (الفيلية) الذين جاءوا من (بشت كو)، أي ظهر (خلف)الجبل ووسموا بانتمائهم الإيراني بالرغم من عدمه. لقد جرى حينئذ وضع الحدود بحيث أعطيت منطقة (سومار) إلى إيران مقابل (هورين شيخان) و(قورتو) أعطيتا للعراق. ووضع مندلي يدخل في تلك الفوضى التي كانت إحدى ضحاياها، حيث تقسمت المدينة إلى أشلاء على جانبي الحدود وقد كانت حدود المدينة تقع حتى (ديواله) داخل الحدود الإيرانية اليوم وما يدلل على ذلك هو وجود مخفر داخل عمق الأراضي الإيرانية يسمى (مخفر العثمانيين) وكان لها عدة قرى تحمل أسماء عراقية مثل (طيب) و(بيات). ويتذكر المسنون من أهل مندلي أو الناقلون عنهم بان عندما كانت تتقوى العشائر الواقعة داخل الحدود الايرانية على حكومتها المركزية من أمثال رئيس عشيرة (كلهور) أو لورستان وتهرب إلى داخل العراق فيستغل الأهالي مجيء الأمير أو والي (بشتكوه) ليتفاوضون معه مستغلين مجيئه للصيد قرب مندلي وبعد شيء من الرشوة يغض الطرف عن تقنين قدوم المياه الوارد اليها وكذلك عودة هؤلاء دون عناء يذكر. وقد أدى ذلك إلى قطيعة مندلي مع محيطها الطبيعي ومصادر ورود الماء إليها من وراء الحدود الذي تحكمت به السلطات الإيرانية لتغير مجراه إلى داخل أراضيهم. ولاسيما بعد ان جعل رضا خان شاه إيران بساتينه ومزارعه الواقعة على الحدود في منطقة (سومار) تسقى بالماء كله الذي كان مخصصاً لمدينة مندلي ومحيطها القروي الذي أدى إلى أن تعاني المدينة من شحة الماء وما تبعه من الفاقة ورحيل الناس عنها باتجاه المدن القريبة. وتتبع مندلي إداريا ناحية بلدروز ويمكن ان يكون اسمها محرفاً عن أسم (براز الروز) التي ذكرها ياقوت في معجمه. وهي تقع على النهير الذي يحمل اسمها بين بعقوبا و مندلي وأهلها من الناطقين بالعربية ومن الطريف في انَّ أراض كثيرة فيها كان يملكها السلطان عبد الحميد التركي وقد فوضها إلى صيرفي يوناني اسمه (ظريفي) بسبب دين له على الحكومة العثمانية وكان يوكلها لآخرين غيره.وقد استمر الحال هكذا حتى العام 1937 حين بيعت أراضيها لملاكين من بغداد و الكاظمية. خصائص المدينة ومميزاتها وتحتوي مدينة مندلي على ستة أحياء كبيرة وأكبر المحلات هي (قلعة جميل بك) و محلة (قلعة بالي) ومحلة (بوياقي) وسكنتها غالبيتهم من الترك ومحلة (قلم حاج) ومحلة (سوق الصغير) وغالبية سكانها من الفرس و(سوق الكبير) وغالبية سكانه من الكورد والعرب. ونلاحظ هنا اللحمة الاجتماعية الذي يشكلها الفسيفساء العرقي (الكورد والترك والعرب والفرس) يقطنون منطقة صغيرة ولتمثل مندلي بذلك أجمل صورة الفتها ذاكرتنا عن المجتمع العراقي "أيام زمان" عندما تحابوا الجميع في كنفه ورتعوا بخيراته ولم يفرقهم أي شيء. وتقاليد أهل مندلي تشبه كثيراً تقاليد (اللور الفيلية)، ومن أغرب ما يحتويه مجتمعها فرقة دينية إسلامية عددها اليوم حوالي الأربعة آلاف نسمة تدعى (العلي اللاهية) ويقال لها هنا (القلم حاجية) نسبة إلى أسم الحي الذي يقطنوه. وهم يعتقدون بأن الإمام علي بن أبي طالب يصلي عنهم ويعوض تركهم لها أما صيامهم فلدى شيوخهم تفسير فحواه أنه ورد بصيغة كردية نصها(سه روز) أي ثلاثة أيام وليس (سي روز) أي ثلاثين يوماً. وهم عادة ما يطلقون لحاهم ويتجنبوا النجاسة كافة. معالم وآثار وتحتوي منطقة مندلي على مناطق آثارية تعود إلى حقب تاريخية مختلفة نذكر منها (جيجكان) الواقعة شمال قصبة المدينة و(كوكتبة) ومعناها بالتركية (التل الأخضر) و(تل تمرخان) ومنطقة (دوجكا) التي تعني بالكردية (التلان). وقلعة (كونة) ومعناها بالكوردية (القلعة القديمة) وكذلك أثار (المدينّة) و(جكامامي) و(كناري) و(قلعة سفيد) وهي أثر ساساني ظاهر ومعناه بالفارسية (القصر الابيض). تنتظر مندلي البحث الحثيث عن آثارها وسابق تأريخها المرتبط حتماً مع حضارة الرافدين والأمل معقود على جعلها مدينة حدودية نموذجية تكرس التعاون على جانبيه بصفاء النوايا والمصلحة المشتركة. ناهيك عن منزلتها النموذجية في مدن العراق وذلك بامتزاج الملل والنحل في ظلال أزقتها وأشجارها.
* من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة تموز 2011م – تدقيق و تصحيح مرايا مندلي
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القصة 4/الصراف
-
سياحة في قضاء مندلي
-
فلسفة غراب ))
-
موسوعة مندلي /1118 كاكائي
-
رثاء عبد العزيز...
-
وه ته ن عه زيزه ..
-
موسوعة مندلي الحضارية -1133/2022م
-
مبدعونا عبر التاريخ 10 منهم
-
مبدعونا عبر التاريخ منهم هؤلاء ..
-
من الأدب العالمي..شيرازي
-
الأشباح و الأسباح ))
-
شموس/111
-
انهار و اعمار
-
ذاكرة الجراح /1
-
التربية و التعليم في مندلي/93
-
لمحات اجتماعية من مندلي /4
-
ذاكرة جامع مندلي /1
-
لمحات اجتماعية من مندلي /3
-
لمحات اجتماعية من مندلي-1
-
لمحات اجتماعية من مندلي /2
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|