|
لينين والماركسية .. في الستراتيجية والتكتيك
فرحان قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 15:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان صرخة انجلز في مقدمة طبعة البيان الشيوعي لعام 1890 " الا ليت ماركس كان بجانبي ليرى بعينيه كل هذا" لتعبر عن الخط البياني المتصاعد لدور حركة الطبقة العاملة ونمو الأحزاب الاشتراكية ، على الرغم من الانتكاسات التي واجهت ماركس وانجلز ، سواء بعد ثورة عام 1848 ام بعد كومونة باريس عام 1871. فهل المشهد المعاصر وبعد عقود طويلة من رحيل لينين وبالرغم من انهيار تجربة الاشتراكية الفعلية والنظرة السوداوية للكثير من المفكرين المحسوبين على الفكر الاشتراكي او المعادين له يسمح لنا ان نتفاءل ارتباطا باتساع جبهة معاداة الرأسمالية، وتعمق ازماتها التي تركت اثارها السلبية المدمرة ليس على بلدان الأطراف فحسب وانما بدات تعصف ببلدان المركز الرأسمالي نفسه. واعتقد جازما ان الصراع الذي خاضه ماركس وانجلز ولينين وبقية المفكرين والقادة الاشتراكيين يمدنا بمعين لاينضب من الثقة بانتصار الانسان للانتقال من مجتمع الضرورة الى عالم الحرية الفسيح . حينما وصف لوكاتش المفكر الماركسي المجري لينين بانه "المنظر الوحيد الذي كان بمستوى ماركس" فانه اكد ما ذهبت اليه كلارا زيتكن بعد وفاة لينين بان "رجلا لا بديل له قد رحل عنا"، فلينين خلال ثلاثين عاما فقط مابين عامي (1893و1923) كتب (45) مجلدا ضم عشرات الكتب والاف المقالات والخطب والتقارير شكلت ارثه الفكري الثر. ان ما طرجه لينين بشكل عام يعكس التطبيق الخلاق للماركسية ضمن نطاق فترة تاريخية جديدة ارتبطت بانتقال مرحلة راسمالية المنافسة الحرة الى مرحلة الامبريالية ، وبعملية تحول الثورة البرجوازية الديمقراطية الروسية الى ثورة اشتركية . يمكن اجمال نظريات واطروحات لينين في مجال النظرية والتطبيق في أربعة حقول مترابطة ببعضها : الحقل الاول: تحليله العميق للامبريالية بوصفها مرحلة عليا في الرأسمالية ودراسة ما هو خاص في التجربة الروسية وخصوصا نمط الإنتاج والمسالة الزراعية ودخول نمط الإنتاج الرأسمالي الى روسيا، كما درس نمط الإنتاج الاشتراكي وشروطه. الحقل الثاني: نظرية الثورة ومفهوم التحالفات وظروف تكوينها، وقضية بناء حزب من طراز خاص، وعلاقة ذلك بمفاهيم الطبقة والجماهير والمركزية الديمقراطية والبيروقراطية ، والاممية البروليتارية، واطروحاته المتعلقة بالمسالة القومية وتقرير المصير، وحركة التحرر الوطني، والثورة الدائمة ، والحرب. الحقل الثالث: اطروحاته الخاصة بالدولة ومفاهيم دكتاتورية البروليتاريا، والديمقراطية، ومجالس السوفيتات، والاشتراكية في بلد واحد والصراع بين النظام الاشتراكي والرأسمالي. الحقل الرابع: نضاله الأيديولوجي في مجال الدفاع عن الفلسفة المادية الديالكتيكية ضد الاتجاهات المثالية والمادية الميكانيكية ومعاركه الفكرية ضد الشعبوية والفوضوية والانتهازية اليمينية واليسارية والنزعة القدرية والاصلاحية واطروحاته الخاصة في الادب والسياسة والثقافة والفن. ولد لينين عام 1870 وارتبط بالحركة العمالية مبكرا وبدأ الكتابة منذ أوائل العشرينات من عمره، وعاش " تناقضات الحركة العمالية عشية الحرب العالمية الأولى التي ظهرت فيها ثلاثة اتجاهات: الأول اتجاه وسطي يقوده كاوتسكي والماركسيون النمساويون وهواتجاه يحافظ على المفردات التقليدية الماركسية ويراهن على الطابع الحتمي للتطور التاريخي والتنبؤ بالثورة، لكنه يخفي ممارسة نزعة طمانينة انتهازية. أما الاتجاه الثاني فهو إصلاحي " تحريفي" يقوده برنشتين نما نموا واسعا في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الكبيرة في المانيا وفرنسا وإيطاليا وفي فرنسا وفي روسيا، يوافق هذا الاتجاه على تسويات مع الأيديولوجية القومية ومع الامبريالية واكد على انه ينبغي للاشتراكية الديمقراطية ان تتحول من حزب للثورة الاجتماعية الى حزب ديمقراطي للإصلاحات الاجتماعية وان مفهوم " الهدف النهائي " باطل وانكر نظرية الصراع الطبقي . والاتجاه الثالث هو يساري مشتت يمثله انصار روزا لوكسمبورغ في المانيا و"المنبريون" الهولنديون، والبلاشفة الروس، الذين تبنوا مفهوم الثورة، ودعوا الى الاضراب العام لإيقاف الحرب الوشيكة. شهدت هذه المرحلة إضافة الى لينين بروز مجموعة كبيرة من القادة والمفكرين الذين عاصروا ماركس وانجلز او تتلمذوا على منهجهما، ففي المشهد الفكري السوفياتي برز بليخانوف، وزينوفيف، وماراتوف، وتروتسكي، وبوغدانوف، ولوناتشارسكي، وبوخارين، وستالين، وكامينيف. وفي المشهد الفكري الأوروبي برز لوكاتش، وغرامشي، وروزا لوكسمبورغ، وليبنخت، وكاوتسكي، وبرنشتاين، وبارفوس ورواد مدرسة فرانكفورت. وقد خاض هؤلاء المفكرون وغيرهم صراعا فكريا اغنى الماركسية ومنحها حياة متجددة رغم بعض "الخسائر" التي تعرضت لها الحركة العمالية من خلال ذلك الصراع ، وكانت اطروحات لينين الجديدة هي الحافز لانطلاق تلك الحركة الفكرية الخلاقة التي امتدت الى يومنا هذا وسيظل الصراع الفكري تحت خيمة الماركسية واحدا من علاماتها البارزة . دافع لينين عن الماركسية ضد جميع الاتجاهات التي حاولت تشويهها، وكان له الفضل الأول في كشف القوانين التي حلت بالتطور الراسمالي في عصر الامبريالية حيث تعاظم الصراع بين البلدان الراسمالية من اجل إعادة تقسيم العالم وخلق الحروب الامبريالية، وتقويض جبهة الامبريالية العالمية، التي أوصلت لينين الى استنتاجه الحاسم بان الاشتراكية في البداية يمكن ان تنتصر في عدة بلدان او حتى في بلد واحد.
تقرير المصيروالقضية القومية القضية القومية و "حق الأمم في تقرير مصيرها " مفهومان تاريخيان مرتبطان بقوانين التطور الاجتماعي الخاصة بالتشكيلة الاقتصادية-الاجتماعية الرأسمالية وان الأساس في ظهور المفهومين هو أساسا عامل اقتصادي، يكمن في ان تفوق الإنتاج البضاعي يتطلب استيلاء البرجوازية على السوق الداخلية وتوحيد الأراضي التي يتكلم سكانها لغة واحدة في دولة واحدة. ويمكن القول بان "في العالم كله كان عهد انتصار الراسمالية التام على الاقطاعية مقترنا بظهور ونمو الحركات القومية". ويبدو ان "الميزة النموذجية والشيء الطبيعي هو قيام الدولة القومية في اوربا الغربية كلها بل في العالم المتدن كله"، وان "الرأسمالية بايقاضها القارة الاسيوية قد اثارت حركات قومية تسعى الى انشاء دول قومية، وان هذه الدول بالضبط تضمن للراسمالية احسن الظروف التي يتطلبها تطورها ". ان مسالة حرية الأمم في تقرير مصيرها لم يعالجها البرنامج الروسي الموضوع في سنة 1903 وحسب بل عالجها قرار مؤتمر لندن العالمي المنعقد في سنة 1896. لقد تطور موقف حركة الطبقة العاملة والحركة الشيوعية من المسالة القومية وحق الأمم في تقرير مصيرها تبعا للتطورات الحاصلة في دول المركز الراسمالية او في دول الأطراف، وانعكس هذا على الشعارات المركزية التي رفعتها منذ تأسيسها. ففي عام 1848 رفعت رابطة الشيوعيين شعار "يا عمال العالم اتحدوا" في البيان الشيوعي، اذ كان هدفها "ان تصهر الطبقة العاملة الاوربية والأمريكية كلها في جيش جرار ضخم " كخطوة أولى للانقضاض على الرأسمالية. وبعد ثورة أكتوبر وفي المؤتمر الأول لشعوب الشرق الذي عقد في باكو عام 1920 وارتباطا باتساع جبهة العداء للرأسمالي، رفع شعار "يا عمال العالم ويا ايتها الشعوب المضطهدة اتحدوا"، تعبيرا عن نمو حركة التحرر الوطني ومحاولة الانعتاق من نير التبعية الكولونيالية، وفي مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، وسع المؤتمر العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية عام 1969 هذا الشعار الى شعار جديد هو "يا شعوب البلدان الاشتراكية، أيها العمال، يا جميع القوى الديمقراطية في بلدان الرأسمال، أيتها الشعوب المتحررة والمضطهدة، اتحدوا في النضال المشترك ضد الامبريالية، من اجل السلام والاستقلال الوطني والتقدم الاجتماعي والديمقراطية والاشتراكية ". وهذا الشعار يشير الى انه لم يعد الكفاح ضد الراسمالية مقتصرا على تحالف العمال والفلاحين وحسب بل اخذ يمتد افقيا وعموديا الى ان وصل في الوقت الراهن الى مفهوم "عولمة التضامن" مقابل "عولمة راس المال " والتوجه العالمي لبلورة الكتلة التاريخية التي دعا لها غرامشي كاداة واسعة للانقضاض على الراسمالية . واجهت ثورة أكتوبر ثلاثة نماذج من البلدان من حيث حق الأمم في تقرير مصيرها: "النموذج الاول هي البلدان الرأسمالية المتقدمة في اوربا الغربية والولايات المتحدة حيث انتهت الحركات القومية التقدمية البرجوازية منذ زمن بعيد . وأمست كل من هذه الأمم الكبيرة تضطهد امما أخرى في المستعمرات وفي داخل البلاد . والثاني هي دول شرق أوروبا أي النمسا والبلقان وروسيا حيث نمت الحركات القومية البرجوازية الديمقراطية بقوة واشتدت حدة النضال القومي، لذلك لا تستطيع البروليتاريا ان تقوم بمهماتها الا اذا خاضت غمار النضال عن حق الأمم في تقرير مصيرها. ان المهمة الصعبة والهامة في هذه البلدان هي مهمة دمج وتوحيد النضال الطبقي الذي يخوضه عمال الأمم الظالمة مع نضال عمال الأمم المظلومة . والنموذج الاخير هي البلدان شبه المستعمرة مثل الصين وايران وتركيا وجميع المستعمرات. وهنا يترتب على الاشتراكيين الا يطالبوا فقط بتحرير المستعمرات الذي يعني الاعتراف بحق تقرير المصير وانما عليهم ان يساندوا العناصر الأكثر ثورية في حركات التحرر الوطني البرجوازية الديمقراطية وان يساعدوا في قيام ثورتها ضد الدول الامبريالية". ذاد لينين عن حق الأمم في تقريرمصيرها وناضل ضد التعصب القومي البرجوازي وكافح في سبيل وحدة عمل البروليتاريين من جميع الأمم وفي سبيل التلاحم والصداقة والمساواة في الحقوق بين الشعوب وتنبا "بان الاشتراكية وحدها هي التي تؤمن التقارب بين الأمم على أساس ديمقراطي حقا واممي حقا وتؤدي الى التحالف والصداقة بين شعوب حرة ومتساوية في الحقوق". واكد لينين انه "ما دامت روسيا والدول المجاورة لها (ايران، تركيا،الصين) تشهد انبثاقا للميول الرامية الى انشاء دول مستقلة وموحدة من الناحية القومية فاننا نجد من الضروري ان يتضمن برنامجنا فقرة خاصة بحق الأمم في تقرير مصيرها ". ان هذه الحالة تجعل مهمة البروليتاريا في روسيا مزدوجة وهي محاربة كل نزعة من نزعات التعصب القومي وفي مقدمتها نزعة التعصب القومي الروسي وليس الاقتصار على الاعتراف لجميع الأمم بالمساواة المطلقة في الحقوق بصورة عامة وحسب، بل أيضا بالمساواة في الحقوق فيما يخص انشاء دولة لها أي الاعتراف بحق الأمم في تقرير الأمم في تقرير مصيرها وفي الوقت نفسه لا يجوز فهم حق الأمم في تقرير مصيرها كانفصال ضروري في كل الأحوال ولجميع الشعوب الداخلة في دولة متعددة القوميات وتشكيل عدة دول صغيرة مشتته اقتصاديا ولو انها مستقلة سياسيا ". بعد ان بدا المد الثوري في أوروبا ينحسر صار لينين يعلق أهمية اكبر فاكبر على الحركات القومية الثورية في المستعمرات وشبه المستعمرات. قال لينين في المؤتمر الثاني للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق في 1922 "وفي اثر مرحلة استيقاظ الشرق في الثورة المعاصرة ستحل مرحلة تشترك فيها جميع شعوب الشرق في تقرير مصائر العالم كله، كي لا تظل هذه الشعوب مجرد وسيلة لإثراء الاخرين". و اصبح لينين يرى ان الحركات القومية الثورية في اسيا جزء حاسم من الثورة العالمية حيث قال في رسالة الى عصبة شيوعية هندية "فقط عندما تتشابك ايدي العمال والفلاحين الهنود والصينيين والكوريين واليابانيين والفرس والأتراك يصبح النصر الحاسم على المستغلين مؤكدا "وان مآل النضال يتوقف في نهاية المطاف على روسيا والهند والصين الخ التي تضم الأغلبية الساحقة من سكان الأرض. ان انتصار الاشتراكية النهائي هو بهذا المعنى مؤكد و مضمون تماما وبصورة مطلقة". اكد ماركس على التلازم بين الثورات في البلدان المتخلفة والثورة الاشتراكية ، واعلن نبوءته العبقرية بان "ساعة موت الصين القديمة ستدق عما قريب وسنكون شهودا على احتضار اقدم اميراطورية في العالم وعلى اليوم الذي سيفتتح فيه عهد جديد بالنسبة لكل اسيا ". كما ان التناقض بين دول المركز الراسمالي والدول الطرفية التابعة اصبح من التناقضات التناحرية الأساسية للامبريالية ، وربط لينين بين سبل التحرر الوطني لشعوب الشرق وبين سبل تحررها الاجتماعي. عارضت روزا لوكسمبورغ لينين في قضية حق تقرير المصير القومي ، ووقفت ضد الاشتراكيين القوميين البولنديين معلنة ان الاشتراكيين الروس والبولنديين يجب ان يتحدوا ضد القضية القومية ، وان البروليتاريا يجب ان تسمو على الحدود القومية في صراع دولي في جوهره من اجل الحرية، وبررت موقفها من رفضها انفصال بولندا عن روسيا القيصرية بانه صعب وغير قابل للتحقيق على ارض الواقع ، وتعتبره تعزيزا للنزعات القومية الوطنية التي اكدت الماركسية على وجوب مقاومتها لصالح الأممية ورفضت الاعتراف بالتنازلات التي راها لينين ضرورية لمطالب القوميات الخاصة بالانفصال وإقامة حكومات خاصة بها. لانها كانت تفكر على أساس من "ثورة عالمية" بعيدة كل البعد عن ان تنشئ حدودا جديدة، بل تقضي على الحدود القائمة فعلا. وتنبأت بان هذا المبدأ سوف يخلق فوضى عارمة في حركات الانفصال والاستقلال ما يسبب باضعاف قوة البروليتاريا حول العالم . "ان روزا لوكسمبورغ عجزت تماما حتى عن تحليل قضية البناء الاجتماعي الذي يقوم عليه الحكم في روسيا بالنسبة الى بولندا البرجوازية". اما الخصائص التاريخية الملموسة التي تمتاز بها الحركات القومية في روسيا فهي لم تتعرض حتى الى بحثها ". ولكنها في الوقت نفسه اعتمدت على أساس التحليل الملموس العيني لكل نزعة قومية على حدة، ووقفت ضد تعميم مبدا تقرير المصير لجميع الأمم، اذ رات مشروعية شعوب البلقان في التحرر من السيطرة التركية التي تضع العراقيل امام التقدم، بينما اعتبرت النزعة القومية البولندية نزعة بالية تجاوزها الزمن، لان البروليتاريا البولونية اصبحت قادرة لا على مهمة الانفصال بل على مهمة النضال المشترك مع الروس في سبيل الاشتراكية . على الرغم من كل أخطاء روزا، فقد اكد لينين " انها كانت وستظل بالنسبة لنا نسرا محلقا". ولن يحفظ الشيوعيون في كل أنحاء العالم ذكراها باعتزاز فحسب، بل إن سيرة حياتها ومؤلفاتها الكاملة ستكون أيضا دليلا لتدريب أجيال من الشيوعيين في كل أنحاء العالم .
نظرية لينين السياسية ان ماركس "هو اول من ادخل مفهوم الممارسة في نظرية المعرفة"، واصبح النشاط النظري مترابطا مع الممارسة والنشاط المباشر الذي يمارسه الانسان على بيئته، ومن خلال ذلك التفاعل بين النظرية والتطبيق تتكشف صحة المعرفة. اعتمدت نظرية ماركس في السياسة على كيفية الانقضاض على النظام الراسمالي كخطوة أولى لتغيير العالم والانتقال به من مجتمع الضرورة الى مجتمع الحرية، أي البحث عن الوسائل التي تساعد على تحويل المنجز النظري في حقل الفلسفة والاقتصاد الى واقع يعيشه المواطن. يمكن القول بان براكسس ماركس كانت مرنة وحدثت فيها انتقالات كبيرة. وواجهت محاولات ماركس وانجلز في مجال ممارسة النظرية الكثير من المصاعب والعقبات منذ البداية لاسباب عديدة ، وعلى راسها عدم اكتمال أدوات التحليل النظرية للظاهرة الراسمالية قبل الشروع بكتاب راس المال. ادت نتائج كومونة باريس بماركس وانجلز الى انتهاج سياسة جديدة تماما تبنتها الأممية الثانية التي أسسها انجلز عام 1889، وهي نضال البروليتاريا عبر الاليات البرلمانية وتاسيس أحزاب اشتراكية ديمقراطية لها نظمها الداخلية وسياساتها التي تقررها مؤتمراتها وفق ظروفها الخاصة. ان تحليل لينين لخصائص الراسمالية في ظل مرحلة الامبريالية فرض على لينين موضوعيا ان يضع نظرية سياسية جديدة في وضع ثوري خاص بروسيا. لقد طور لينين نظرية الثورة الاشتراكية، وقام بتطوير فكرة هيمنة البروليتاريا في الثورة ضمن استراتيجية تحالف العمال والفلاحين، وربط التحالف بثلاثة عوامل: نمط الإنتاج، الطبقة المهيمنة والقوى المحركة للعملية الاجتماعية، وميزان القوى الخاص بظرف معين. واكد انه لا غنى للبروليتاريا عن سياسة التحالفات سواء تعلق الامر بنضالها من اجل الديمقراطية ام من اجل الاشتراكية، لان البروليتاريا لا تستطيع تحقيق أي نصر لها سواء قبل الثورة ام بعدها الا اذا تمكنت من جعل اغلبية الشعب الى جانبها. وقد تم تأكيد هذه النظرية في الممارسة العملية. وضع انتصار البلاشفة في 25 تشرين الاول 1917 الايديولوجيات الاشتراكية، للمرة الاولى، امام واقع جديد يفرض على الحكومة الجديدة ان تضع برنامجا لتطبيقه فعليا وفوريا. اعتمدت سياسة الحكومة توطيد انتصار الثورة، باسرع ما يمكن، وعقد مؤتمر مجالس السوفييتات الثاني في 26 تشرين الاول، وصادق فيه على مرسومي ( الأرض والسلام ) اللذين يمهدان في المستقبل لبناء الاشتراكية. كان لينين مقتنعاً بأن انتصار الثورة الاشتراكية العالمية، أو انتصارها على الأقل في عدد من البلدان الرأسمالية المتقدمة، هو وحده الذي سيضمن الانتصار الدائم للثورة الروسية ونجاحها في بناء الاشتراكية. ففي تقديره، كانت البروليتاريا الروسية قادرة على البدء بالثورة الاشتراكية، لكن سيكون من الصعب عليها وحدها مواصلتها ودفعها نحو النصر النهائي، أي نحو التنظيم الشامل للمجتمع الاشتراكي. ان جوهر الخلاف بين لينين وبليخانوف سواء في النظرية او الممارسة يكمن بشكل أساسي حول طبيعة القوى الاجتماعية السياسية التي يتوجّب عليها قيادة التحرّك الديمقراطي. بليخانوف قال بقيادة البورجوازية للمهمات الديمقراطية ذات الطابع البورجوازي، وعارضه لينين بالقول ان البورجوازية الروسية الضعيفة عاجزة عن قيادة الثورة الديمقراطية نظراً لدخول الرأسمالية في المرحلة الإمبريالية . ان بليخانوف الذي تتلمذ على كلاسيكيات الادب الماركسي، لم يستطع استيعاب المتغيرات الجوهرية التي حصلت على الراسمالية بعد تحولها الى الامبريالية، لذلك وقع في مطب الاصلاحية وابتعد عن روح الماركسية النقدية، فوقف موقفا انتهازيا من ثورة 1905 وطالب بعدم رفع السلاح، ورفض فكرة تحالف البروليتاريا مع الفلاحين، واتخذ من الحرب الامبريالية نفس موقف كاوتسكي، واعتبر ثورة اكتوبر حماقة تاريخية. كما اعتبر ان دكتاتورية البروليتاريا بمفهوم ماركس لن تتحقق ابدا لان تغلغل وترسيخ الات الانتاج الجديدة يسبب تغيير التركيبة الطبقية للمجتمع، فالبروليتاريا التي ليس لديها ما تفقده سيقل عددها، وستحتل الانتلجينسيا المركز الاول في العدد ومن حيث الدور في عملية الانتاج، وفي عملية التنوير، وستتحول من خادمة للطبقة البرجوازية الى طبقة لها خصوصيتها من حيث تعدادها ودورها في عملية الانتاج وابتكار الات جديدة وخلق عامل رفيع التعليم والثقافة. احتدم الخلاف بين بليخانوف ولينين عشية الحرب العالمية الأولى 1914. فقد دعا لينين الى تحويلها الى حرب أهلية. إلا أن بليخانوف أعتقد بأن من واجب العمال والفلاحين أن يدعموا البرجوازية والسلطة في الحرب ضد المانيا وحليفاتها. واكد بليخانوف انه إذا لم تبلغ الرأسمالية في البلاد تلك الدرجة العالية التي تجعلها تشكل عقبة أمام تطور قواها المنتجة، فمن السخف توجيه الدعوة لإسقاطها. كما لا يقل سخفاً عن ذلك الدعوة الى الاستيلاء على السلطة السياسية"، و دعا بليخانوف الى تشكيل إئتلاف واسع من السوفيتات والبرجوازية والى اجراء صلح طبقي في فترة الحرب وتأجيل موضوع توزيع الأراضي لحين انعقاد الجمعية التأسيسية بيد أن هذه الدعوة لم تجد تقبلاً لدى الجماهير، فقد تدهور الوضع في البلاد عقب الانتفاضة الدموية في تموز وهزائم الجيش الروسي في الجبهة مما اعطى شعارات البلاشفة صدىً كبيراً لدى الناس: "السلطة للسوفيتات " و" الأرض للفلاحين" و"المصانع للعمال" و" السلام للشعوب". نسب لينين فضل اعتناقه الماركسية الى مفكرين اثنين أولهما ماركس والثاني بليخانوف، ورغم اخطائه فقد انصفه لينين بقوله "ان المرء لا يمكن ان ان يصبح شيوعيا واعيا وحقيقيا الا بعد دراسة جميع ما كتبه بليخانوف في الفلسفة لانها افضل ما كتب في جميع الادب العالمي حول الماركسية ". احتل غرامشي موقعا مميزا في تاريخ الماركسية، لانه ابدع نظرية جديدة في السياسة، فنجاح ثورة أكتوبر في روسيا وفشل الثورة في أوروبا وضع الاشتراكية امام مهمات نظرية وعملية جديدة. واكد هوبزباوم بان غرامشي قدم ستراتيجية ماركسية لحركات اشتراكية في بيئات واوضاع غير ثورية سادت في البلدان الراسمالية المتقدمة خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، فهو فيلسوف التطبيق السياسي العملي بامتياز . ان ابداع غرامشي في نظريته السياسية يكمن في انه ادرك ما هو خاص في روسيا وما هو خاص في إيطاليا واوربا. في روسيا القيصرية حيث الدولة تتحكم في كل شيء ومؤسسات المجتمع المدني هشة وعائمة لا تاثير لها. لذلك اعتمد لينين تكتيك حرب الحركة والمناورة، لانه الأسلوب المناسب للحركة العمالية في روسيا واستطاع حزب البلاشفة تحت قيادة لينين من حسم قضية السلطة بسرعة قياسية، وعلى عكس ذلك في البلدان الراسمالية المتقدمة وبسبب هجمتها الفاشية على الحركة العمالية وتحطيم الاتجاه اليساري فيها وانتهازية الجناح الإصلاحي في الاشتراكية الديمقراطية ، وبسبب تمتع مؤسسات المجتمع المدني بعلاقة متوازنة في المجتمعات البرجوازية الاوربية، طرح غرامشي حرب المواقع او الخنادق كنظرية جديدة في السياسة لكفاح الطبقة العاملة بعيد المدى ضد الراسمالية. اتفق تروتسكي مع طرح لينين بانه لايمكن للحكومة الثورية التي يقودها العمال تحت راية الماركسية ان تتوقف في منتصف الطريق، وانما عليها ان تدفع الثورة الديمقراطية الى الاشتراكية، وان انتصار الثورة الروسية سيعطي زخما هائلا للثورة الاشتراكية في الغرب التي ستشكل عامل دعم للثورة الاشتراكية في روسيا. اختلف تروتسكي في البداية مع لينين في قضية تحالف العمال والفلاحين ودورهم في الثورة، وقد رد تروتسكي على فكرة لينين هذه قائلا إن الفلاحين لم يكونوا في أي وقت في التاريخ قادرين على لعب دور مستقل. لانه اعتبر الفلاحين في غاية الميوعة سياسيا وثقافيا، ولا يمكنهم ان يلعبوا الدور الجدير بعمل سياسي كبير. ولكنه بعد ثورة أكتوبر وانضمامه الى قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي اقتنع باطروحة لينين حول التحالف بين البروليتاريا والفلاحين في مرحلة تجاوز الراسمالية وإرساء قواعد بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. من بين دروس ثورة 1905 ما طرحه تروتسكي "ان البروليتاريا تستطيع في بلد متخلف الاستيلاء على السلطة بصورة اسرع منها في البلدان الراسمالية المتقدمة وهو يربط بين انتصار الثورة في روسيا واندلاعها في البلدان الراسمالية وبهذا رسم الخطوط الرئيسية لنظريته في "الثورة الدائمة " وطور لينين هذه الاطروحة التي تعود جذورها لماركس عام 1850 الذي اكد على عالمية ودوام الثورة الاشتراكية وارتباطها الجدلي بمهمة الانقضاض على الراسمالية العالمية في كل ارجاء الكرة الأرضية. بناء حزب من طراز جديد ظهرت في داخل حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي مجموعة اتجاهات : الشعبوية التي تدعو الى اتحاد كومونات ومناطق مستقلة في اطار جمهورية ديمقراطية وكانت تريد التوفيق بين الاشتراكية والحرية وركزت على الفلاحين رافضة فكرة الماركسية حول الدور القائد للبروليتاريا ودعت الى اتحاد الفلاحين والعمال والانتلجينيسيا ضد الكولاك، وشكلت مع المناشفة اكبر كتلة في مجلس السوفييتات عام 1917. الفوضوية التي كانت ترفض البرلمانية في المعارضة، وتطلب التاميم الفوري للمصانع وتحقيق اشتراكية عامة وسريعة . وشن لينين هجوما كاسحا على أطروحة المناشفة بترك قيادة الثورة للبرجوازية ، وكان يرى ان البروليتاريا وبدعم الفلاحين ستصبح العنصر المحرك للثورة الديمقراطية البرجوازية. ودعا الى بناء حزب يضم اقل عدد ممكن من الثوريين المحترفين، مستند الى الجماهير العمالية، هدفه الإطاحة بالقيصرية والرأسمالية المرتبطة به. حزب مستقل يراعي بدقة قواعد العمل السري من اختيار دقيق للأعضاء واعداد الثوريين المحترفين. وخرج لينين من مؤتمر براغ بحزب بلشفي مستقل سيكون نشاطه سريا وغير شرعي. ويملك جريدة البرافدا اليومية الممنوعة وذائعة الانتشار. حزب يستند الى نظرية طليعية ويكون القوة القائدة والمنظمة للحركة العمالية، يوحد الشغيلة ويكون قائدهم السياسي في النضال من اجل السلطة، متحرر من كل اشكال المهادنة والانتهازية ومن كل جمود، مبني على مبدا المركزية الديمقراطية وان يكون ذا نظام واحد ومركز واحد ونظام طاعة واحد قائم على خضوع الأقلية للاكثرية وخضوع الهيئات الدنيا للهيئات العليا و مستند الى وحدته التنظيمية والفكرية . اكد لينين بان الغلطة الأساسية التي يقترفها الاتجاه الجديد في الاشتراكية الديمقراطية الروسية هي تقديس العفوية، هي عدم فهمه ان عفوية الجماهير تتطلب منا نحن الاشتراكيين الديمقراطيين قدرا كبيرا من الوعي. وكلما ارتفع نهوض الجماهير العفوي واتسعت الحركة، كلما ازدادت بأسرع بما لا يقاس الحاجة الى قدر كبير من الوعي في عمل الاشتراكية الديمقراطية النظري والسياسي والتنظيمي. لقد تعاظم نهوض الجماهير واتسع باستمرار واطراد، اما الثوريون فقد تاخروا عن هذا النهوض بنظرياتهم وبنشاطهم ولم يفلحوا في تشكيل منظمة دائمة تعمل دون انقطاع وقادرة على قيادة الحركة بكاملها . رحبت روزا لوكسمبورغ بحماس شديد بنشوب ثورة اكتوبر، مسدية أشدّ الإطراء لها. كما جمعتها مع لينين الكثير من النقاط المشتركة، منها الإخلاص اللامتناهي للماركسية، والنضال ضد المعادين للثورة الاشتراكية، والثقة بعمل الجماهير، وضرورة مكافحة الاشتراكية الديمقراطية لمساومتها مع البرجوازية . لكنها اختلفت مع لينين حول بعض الأمور النظرية وتطبيقاتها العملية على الواقع ومنها اختلافها حول دور الحزب الشيوعي الذي اعتبره لينين الأداة في تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا, بينما روزا عارضت ذلك وقالت: "أن الحزب سيصبح هو السلطة وسيكون السياسيون الحزبيون هم ديكتاتورية جديدة وسيهضمون حقوق العمال وسوف تختزل مطاليب العمال وجماهير الشعب الفقيرة بيد هؤلاء الحزبيين القياديين أي أصحاب القرار". ان روزا لم تعارض تأسيس حزب يمثل الطبقة العاملة، ولكنها اكدت على ضرورة بناء الحزب من الاسفل أي من قاعدته الجماهيرية وعلى أسس ديمقراطية، ووقفت ضد التمادي في سيطرة الحزب على السلطة التي تكتسب شرعيتها من الطبقة العاملة التي يفترض ان تكون هي قائدة التحولات وليس مجموعة محددة من قادة الحزب. وطرحت فكرة ان يمارس تأثير الحزب على البروليتاريا أساسا من خلال أفكاره وبرنامجه وشعاراته وليس من خلال سلطة تنظيمية. وراودتها مخاوف بعد ثورة أكتوبر من قيام بيروقراطية محترفة جديدة في روسيا تشرع في اخضاع الجماهير باسم الثورة. كما كانت روزا قلقة من ميل البلاشفة لكبت حرية التعبير والصحافة والتجمع، وكانت عميقة القلق من أن ميل البلاشفة البلاشفة لكبت حرية التعبير والصحافة والتجمع يعرض للخطر الحركة ذاتها نحو مجتمع اشتراكي. واعتبرت الاشتراكية والديمقراطية امرين متلازمين. وفي تأكيدها الحاجة الى حرية الفكر والتعبير العفوي بعد الاطاحة بالنظام القديم طرحت لوكسمبورغ واحدة من أهم وأصعب المسائل التي واجهت الحركة الماركسية: ما الذي يحدث بعد الثورة؟ ما العمل لضمان أن طبقة جديدة أو بيروقراطية لا تستولي على السلطة لاحقاً ؟ . كان تروتسكي يعيب على لينين فرط مركزيته في مجال التنظيم، وتبنى النضال السياسي من اجل الديمقراطية داخل الحزب خصوصا بعد سيطرة ستالين على مقاليد الحزب والدولة، ورفض التصور اللينيني لطليعة البروليتاريا الذي يرى فيه ان مجموعة صغيرة من المثقفين المحترفين للعمل السياسي تحل محل حركة الجماهير في صناعة الوعي، ورغم ان تروتسكي لا ينكر ضرورة تشكيل حزب ثوري الا انه لا يعتقد بفكرة جلب الوعي الثوري من الخارج الى الجماهير وفي رايه ان الوعي يولد في سياق التجربة الثورية من خلال الاضراب او الانتفاضة، وهنا يبرز دور الحزب في بلورة هذه العلاقة بين الوعي والعمل الجماهيري، وهو السبب الذي جعل تروتسكي متحمسا للسوفيتات لانها كما كان يعتقد الأفضل في رفع وترسيخ الوعي عند الطبقة العاملة. بعد التطورات العاصفة التي جرت في عالمنا بعد الحرب العالمية الثانية ، والتحولات النوعية التي تعرض لها النظام الدولي وخصوصا بعد انهيار تجربة الاشتراكية الفعلية في الاتحاد السوفييتي السابق وبلدان أوروبا الشرقية، و رسوخ الاتجاهات التي تميل الى اعتماد الديمقراطية كالية واداة لادارة شؤون الدول والمؤسسات والنمنظمات في عالمنا المعاصر، لم تعد اغلب القواعد اللينينية لبناء الحزب الشيوعي قادرة على تزكية استمرارها، وتبرز الحاجة بشكل موضوعي الى اعتماد قواعد جديدة في بناء تلك الأحزاب، وقد خطت الكثير من الأحزاب الشيوعية الى تغيير الكثير من تلك القواعد عبر مؤتمراتها الدورية وإعادة صياغة نظمها الداخلية، باتجاه تعزيز الديمقراطية الداخلية، وترسيخ مبدأ الشفافية والقيادة الجماعية. ونجحت الكثير من الاحزاب اليسارية في عدد من دول العالم توسيع مديات تاثيرها سواء في إعادة بناء أنظمتها الداخلية او توسيع اشكال تحالفاتها، ما انعكس إيجابيا على نتائجها الانتخابية وتاثيرها المباشر في الحياة السياسية في تلك البلدان . اللينينية "لم يستعمل هذا المفهوم الا من جانب خصوم لينين عام 1903 بمعنى تهكمي"، واول تعريف إيجابي لها جاء من قبل ستالين عام 1924 اذ قال "اللينينية هي ماركسية عصر الامبريالية والثورة البروليتارية وبعبارة ادق: اللينينية هي نظرية وتكتيك الثورة البروليتارية بصفة عامة ونظرية وتاكتيك دكتاتورية البروليتارية بصفة خاصة ". وكانت غاية ستالين التأكيد على طابعها الالزامي لكل البلدان دون استثناء. لقد فعل ستالين باللينينية ما لم يكن يريده لينين ان يفعله بالماركسية، فجعلها مخططا مبسطا لفلسفة التاريخ ملزما للجميع . ان جميع اعمال لينين استندت الى مقولته المعروفة "نحن لا نعد مذهب ماركس على الاطلاق شيئا كاملا ومقدسا لا يمس، اننا مقتنعون على العكس بان ماركس لم يقم الا بوضع حجر الأساس للعلم الذي ينبغي ان يطوره الاشتراكيون في جميع الاتجاهات اذا كانوا لا يريدون ان يتخلفوا عن ركب الحياة . ان في ارث لينين ما يشكل تطويرا خلاقا للماركسية سواء في الحقل الفلسفي التحليلي للظواهر الجديدة في مرحلة تحول راسمالية المنافسة الحرة الى الامبريالية ام في حقل معاركه وصراعه مع مختلف التيارات داخل وخارج الحركة الاشتراكية الديمقراطية ام في حقل نقل النظرية الى الممارسة في اول تجربة لبناء دولة العمال الاشتراكية. وقد جمع لينين بين شخصية المخطط ذي الذهنية الستراتيجية التي تستشرف المستقبل وبين عقلية القائد ذي القدرة على اختيار التكتيك والشعار للظرف الملموس في الوقت المناسب. لكن هذا لا يمنع ان يكون في ارث لينين ما ترك اثارا سلبية كحل الجمعية التاسيسية في عام 1918، والقمع الوحشي لانتفاضة كروشنات، و حظر التكتلات داخل الحزب، وإقامة الحزب الواحد، وخنق النقابات وتقييد حرية الصحافة وحرية التعبير وفقدان السوفييتات طابعها الديمقراطي اذ لم تعد شكلا للتنظيم الذاتي للعمال والفلاحين والعجز عن تطبيق المركزية الديمقراطية . المصادر 1- معجم الماركسية النقدي. جيرار بن سوسان – جورج لابيكا دار الفارابي 2- لينين المختارات . المجلد 3 دار التقدم 1967 3- لينين المختارات . الجزءالاول دار التقدم 1968 4- لم الماركسية . فرحان قاسم . دار الرواد 5- مقالات متفرقة من الانترنيت 6- البيان الشيوعي . ماركس وانجلز . ترجمة خالد بكداش . دار الفارابي 1957 7- هؤلاء عرفوا لينين . ترجمة زكي مراد . دار الثقافة الجديدة القاهرة 1968 8- القواعد اللينينية لحياة الحزب الداخلية . ايفان برونين ترجمة ندى الشمالي . دار الفارابي بيروت 9- ما العمل . لينين .دار التقدم موسكو 1968 10- ملاحظات انتقادية حول المسالة القومية . لينين . دار التقدم موسكو1977 11- لينين الحقيقي . ارنست فيشرو فرانز ماريك . دار الطليعة بيروت 1974 12- التعاليم اللينينية حول ثورات التحرر الوطني . زوتوف . دار التقدم 1983 13- النظرية السياسية وتراث لينين . فيدورف . ترجمة هشام العاقل. دار الفجر حلب
#فرحان_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليسار .... المفهوم ..... رؤية في نظرية سياسية موحدة لليسار
...
-
دورالفاشية في قطع المنعطفات الثورية
-
الماركسية بين تعدد المفاهيم والجذور النظرية
-
التحولات التي شهدها العالم في ظل التشكيلة الاقتصادية الاجتما
...
-
الثمن الباهظ للاختلاف.. إعادة قراءة تروتسكي
-
ملاحظات على مشروع النظام الداخلي الذي سيقدم إلى المؤتمر الحا
...
-
رؤية في النظرية والتطبيق على هامش الاحتفال بالذكرى المئوية ل
...
-
التحليل الخاطئ والنتائج المعكوسة
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|