أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامر رسول - حرق القرآن وأحداث عمليات الشغب في السويد














المزيد.....

حرق القرآن وأحداث عمليات الشغب في السويد


عامر رسول

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 06:17
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


شهدت العديد من المدن السويدية في منتصف شهر ابريل الجاري أحداث عنف واعمال شغب واسعة النطاق في حرق بعض الاماكن العامة وزعزعة الامن والاستقرار في بعض المدن، على خلفية قيام المتطرف اليميني الدنماركي السويدي راسموس بالودان، الذي يقود حركة"Stram Kurs"، أو الخط الصلب، المتطرفة والمناهضة للهجرة بحرق القرآن، مما تسبب في خلق فوضى عارمة، استمرت لعدة أيام ويسعى اليمين المتطرف في تأجيج الصراع والنزاعات ونقلها الى كل البلدان الاوروبية.
شرعت القوى الرجعية والحركات الفاشية والعنصرية في السويد والدانمارك ومثيلاتها في بقية الدول الاوروبية وبدرجات متفاوتة باشتعال فتيل الحرب بين السكان الاصليين والمهاجرين بذريعة الخوف من المسلمين ومعاداة المهاجرين.
وتلعب السلطات السياسية والحكومات في ظاهرها الكاذب والمخادع دور الحياد وصيانة دستور الدولة والقانون بين الجهتين مدعيا ضمان حرية التعبير للجميع في ظل النظام الديمقراطي.
عند الإِمْعان على خلفية الاوضاع السياسية والظروف الراهنة التي يمر بها العالم في هذه المرحلة الانتقالية وما يشهده من حالة استنفار وتعبئة للحرب التقليدية تارة وحرب اقتصادية تارة اخرى، اشبه ما يكون بحلبة المصارعة الحرة، الدول الرأسمالية المتصارعة تتسابق حول من يستطيع كسر عظام الطرف الاخر، بحثا عن مكانة وحصة من التحولات الكبيرة الجارية التي يشهدها العالم. وان صعود الفاشية والنازية واليمين المتطرف في هذه المرحلة هي جزء لا يتجزأ من مسعى الانظمة الرأسمالية لعسكرة المجتمع وتأجيج الصراعات بهذه الإيديولوجيات القاتلة والفتاكة، وفي نفس الوقت سلاح مجرب لديهم منذ العقد الثاني من القرن العشرين الذي ترعرعت ونشأت من قلب أوروبا، حيث تبلورت وتجسدت بشكل تيار وحركة ابان الحربين العالميتين الاولى والثانية التي مكنها من وضع الشرخ والتفرقة وكتم الانفاس بين صفوف البروليتاريا العالمية واجهاض اية حركة معارضة مُقبلة على الظهور من قبل البروليتاريا، والان تريد إعادة نفس السيناريو بروح عدائية أكثر شدة ودموية. هذا هو المحتوى والوجه الحقيقي لجوهر هذه المسألة.
ونعتقد ايضا بان الهدف من هذه الصراعات هي ضربة استباقية ووقائية في نفس الوقت للوقوف ضد اية احتمالات متوقعة لظهور الحركات الجماهيرية والاحتجاجية التي قد تبرز في المستقبل القريب في اوروبا كنتيجة موضوعية لسلسلة الازمات البنيوية المتلاحقة للأنظمة الرأسمالية الفاسدة التي أثقلت كاهل البروليتاريا العبء والحمل أكثر من طاقتها التي تتمثل بالبطالة والفقر والغلاء الفاحش التي وصلت الى اعلى مدياتها التي لم تشهدها أوروبا وامريكا بعد الحرب العالمية الثانية. ووصلت معدلات التضخم العالمي الى اعلى درجاتها كنتيجة عكسية لارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للفرد حيث ان مدخلاتهم بقت ثابتة او قلت نتيجة فقدان عملهم وتحويلهم الى جيش البطالة مقارنة بالارتفاع الجنوني للسلع الاستهلاكية.
وان الدافع الرئيسي وراء افتعال سيناريو حرق القرآن هو محاولة لإبعاد وحرف أنظار المجتمع من همومهم ومعاناتهم المتعلقة بالقضية الاصلية المتمثلة بالجوع والحرمان والغلاء ومشاغلتهم بقضايا اكثر هامشية داخل المجتمع. وتسعى في خلق التفرقة بين الناس باسم المهاجر والمواطن الأصلي ويمنع من توحيد نضالهم المشترك.
وان الجهة المضادة للحركة اليمين المتطرف اغلبهم هم من الشباب في المناطق والأحياء الفقيرة او ما يطلق عليه بـــــ "المناطق الهشّة"، تكتظ بتجمعات سكانية مكثفة معظم ساكنيها من الأصول الاجنبية ومحرومون من ابسط الخدمات الأساسية واغلبهم يعيشون في حالة الفقر والحرمان، وتتصدر تلك المناطق معدلات البطالة فيها وغيرها من الآفات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى. ليس امامهم خيارات متعددة في تلك الصراعات سوى أن يصبوا جام غضبهم ضد السلطات الحكومية. وان السلطات تعلم أيضا في كيفية توظيف هذه المسائل لمصلحتها.
ومن الجدير بالذكر نرى بان كل القوى والاجنحة البرجوازية بجميع تلاوينها واختلافاتهم من اقصى اليمين الى أقصى اليسار ينتابهم خوف عميق من حضور البروليتاريا الى الميدان السياسي ومتفقين في مواجهتها ومشاغلتها بشتى المسائل والقضايا الثانوية من على شاكلة ظهور الحركات اليمينية المتطرفة والتفرقة.... وغيرها.
في ظل الأوضاع العالمية الراهنة فان الدول تسعى جاهدة الى تأمين جبهتها الداخلية من خطر ظهور الشبحٌ النائم الذي ينتاب أوروبا، شبح الشيوعية وثورة البروليتاريا، بوادرها وملامحها الأولية موجودة في باريس ولندن وغيرها من الدول، حيث توحي بإشارات إيجابية في النفق الرأسمالي المظلم.
الأسباب الموضوعية مهيئة للبروليتاريا العالمية لأداء دورها التاريخي ورص صفوفها في مواجهة كل السياسات الرأسمالية التي تواجهها من خلال تنظيم جبهة عالمية متحدة نحو نضال مشترك من أجل التغيير الثوري وازاحة العراقيل التي تقف عقبة امام نضالها وإقامة النظام الاشتراكي.
وان البشرية الان واقفة امام خيار صعب، إما عالم يسوده البربرية والجوع والحرمان والحروب وإما عالم يسوده الاشتراكية.



#عامر_رسول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صلة بين قرار المحكمة الاتحادية العراقية وتطلعات وآمَال جم ...
- التغيرات في السياسة الامريكية وانعكاساتها على العراق
- الورقة البيضاء، وثيقة إفقار وحرمان الأكثرية و إثراء الأقلية ...
- رد على الرفيق عبدالحسين سلمان حول نقد اطروحات الاتجاه المارك ...
- الأزمة الاقتصادية و فيروس كورونا!
- شرطة حكومة أقليم كردستان ترد بالرصاص على مطالب المتظاهرين
- محطات من حياة الرفاق شابور وقابيل قادة المنظمات الجماهيرية و ...
- سيبقى ذكراكم خالداً كلمة في ذكرى السنوية السادسة للإغتيال ال ...
- لاتشوه الحقائق
- هلوسات عبد الجبار الى أين؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عامر رسول - حرق القرآن وأحداث عمليات الشغب في السويد