الأممية :هل سيتخلص الحلفاء بالفرصة الأخيرة؟ ليون تروتسكي (يناير 1918)

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 7226 - 2022 / 4 / 22 - 06:05
المحور: الارشيف الماركسي
    

الى كل شعوب وحكومات الدول المتحالفة:
توقفت مفاوضات السلام في بريست ليتوفسك ، بين وفد الجمهورية الروسية ووفود ألمانيا والنمسا والمجر وتركيا وبلغاريا لمدة عشرة أيام حتى الثامن من يناير ، بهدف منح دول الحلفاء الفرصة الأخيرة المشاركة في المفاوضات اللاحقة وتأمين نفسها ضد كل عواقب سلام منفصل بين روسيا والدول المعادية.
تمت صياغة برنامجين في بريست ليتوفسك.
الأول: يعبر عن آراء مجلس السوفييت لعموم روسيا لنواب العمال والجنود والفلاحين.
الثاني: باسم حكومة ألمانيا وحلفائها.
برنامج الحكومة الروسية هو برنامج الديمقراطية الاشتراكية النهائي. يهدف هذا البرنامج إلى خلق مثل هذه الظروف.
أولاً ، يجب أن تتمتع كل دولة ، بغض النظر عن قوتها ومستوى تطورها العام بالحرية الكاملة لتقدمها الوطني .
ثانيًا ، يجب أن يتحد كل الناس في التعاون الاقتصادي والثقافي.
يتميز برنامج حكومات الدول المتحاربة معنا بالإعلان أن دول الحلفاء (ألمانيا ، المجر النمساوية ، تركيا وبلغاريا) لم تنظر في الضم القسري للأراضي التي احتلت أثناء الحرب. وهذا يعني أن الدول المعادية مستعدة - وفقًا لاتفاقية السلام - لتطهير نفسها من الأراضي المحتلة الآن في بلجيكا والمقاطعات الشمالية لفرنسا وصربيا والجبل الأسود ورومانيا وبولندا وليتوانيا وكورلاند مع الغرض من أن المصائر المستقبلية للأراضي التي تكون طبيعة حكوماتها موضوع نزاع يجب أن تتم تسويتها من قبل السكان المعنيين أنفسهم.هذه الخطوة ، التي تتخذها الحكومات المعادية تحت ضغط الظروف وبشكل رئيسي تحت ضغط طبقاتها العاملة لتلبية مطالب الديمقراطية ، تتمثل في نبذ عمليات الضم والتعويضات العنيفة الجديدة.ولكن ، بعد نبذ عمليات الضم الجديدة ، تعتقد الحكومات المعادية أن عمليات الضم القديمة والعنف القديم على الناس تنتهى
بهما كوصفة تاريخية.وهذا يعني أن مصائر الألزاس واللورين وترانسيلفانيا والبوسنة والهرسك وما إلى ذلك ، من جهة ، ومصائر أيرلندا ومصر والهند والهند والصين وما إلى ذلك ، على الجانب الآخر ، يجب ألا تخضع للمراجعة.
مثل هذا البرنامج غير منطقي إلى حد بعيد ، ويمثل حلاً وسطًا لا يقوم على أساس مبدأ بين ادعاءات الإمبريالية ومطالب الديمقراطية العمالية. ومع ذلك فإن تقديم مثل هذا البرنامج هو خطوة كبيرة إلى الأمام.
لم تنضم حكومات دول الحلفاء (المتحالفة مع روسيا) إلى مفاوضات السلام حتى الوقت الراهن ، وقد رفضت بشدة أن توضح بوضوح أسباب موقفها. من المستحيل الآن التأكيد على أن الحرب هي لتحرير بلجيكا والمقاطعات الشمالية لفرنسا وصربيا وما إلى ذلك ، لأن ألمانيا وحلفائها يبدون استعدادهم للانسحاب من هذه الأراضي إذا تم التوصل إلى سلام عام.
الآن بعد أن أعلن الأعداء عن شروط سلامهم ، من المستحيل حل الصعوبات القائمة بتعبيرات عامة عن ضرورة إنهاء الحرب. من الضروري أن نبين بوضوح ما هو برنامج السلام لفرنسا وإيطاليا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة.
هل يطلبون ، مثلنا ، أن يُمنح حق تقرير مصائرهم لشعوب الألزاس واللورين وغاليسيا ، وبوزين ، وبوهيميا ، وسلافونيا الجنوبية؟ إذا كانوا يفعلون ذلك ، فهل هم على استعداد أيضًا للاعتراف بالحق في تقرير مصائرهم في حالة شعوب أيرلندا ومصر والهند ومدغشقر والهند الصينية ودول أخرى ، تمامًا كما كان الحال في ظل الثورة الروسية تم منح هذا الحق لشعوب فنلندا وأوكرانيا وروسيا البيضاء ومناطق أخرى؟ من الواضح أن المطالبة بإعطاء حق تقرير المصير للشعوب التي هي جزء من الدول المعادية ، ورفض هذا الحق لشعوب دولها أو مستعمراتها يعني طرح برنامج الإمبريالية الأكثر تشاؤمًا.
إذا أعربت حكومات دول الحلفاء عن استعدادها ، جنبًا إلى جنب مع الحكومة الروسية ، لإيجاد سلام عند الاعتراف الكامل وغير المشروط بمبدأ تقرير المصير لجميع الشعوب في جميع الدول ، إذا كانوا سيبدأون بتقديم هذا الحق للشعوب المضطهدة في دولهم ، وهذا من شأنه أن يخلق مثل هذه الظروف الدولية التي عندما تظهر البرامج المتناقضة بطبيعتها ، من ألمانيا ، وخاصة النمسا-المجر ، في
كل ضعفها ، سيتم التغلب على اعتراضها بضغط جميع اصحاب المصالح فى السلام. الشعوب.لكن حتى الوقت الحاضر ، لم تُظهر حكومات الحلفاء بأي حال من الأحوال وبالنظر إلى طابعها الطبقي ، لم تستطع إظهار استعدادها لقبول سلام ديمقراطي حقيقي. هم ليسوا أقل ريبة وعدائية فيما يتعلق بمبدأ تقرير المصير الوطني من حكومتي ألمانيا والنمسا-المجر. عند هذه النقطة ، لدى البروليتاريا المستيقظة في دول الحلفاء أوهام قليلة مثلنا. مع الموقف الحالي للحكومات كل ما هو ممكن هو أن برنامج التسوية الإمبريالية ، الذي هو أساس شروط السلام في ألمانيا ، يجب أن يتم الوفاء به من خلال برنامج آخر للتسوية الإمبريالية أو مواصلة الحرب.ولكن الآن ، عندما كنا فى بريست ليتوفسك,كان أمامنا برنامجان ، يصبح من الضروري إعطاء إجابة واضحة وقاطعة. أعطيت عشرة أيام لاستمرار مفاوضات السلام. لا تعتمد روسيا في هذه المفاوضات على موافقة حكومات الحلفاء.
إذا استمر هؤلاء في معارضة السلام العام ، فسيواصل الوفد الروسي مع ذلك مفاوضات السلام.
إن اتفاق سلام منفصل وقعته روسيا سيكون بلا شك ضربة قاسية لدول الحلفاء أولاً وقبل كل شيء لفرنسا وإيطاليا.
إن توفير النتائج الحتمية لسلام منفصل يجب أن يحدد سياسة ليس فقط روسيا ولكن أيضًا سياسة فرنسا وإيطاليا وجميع دول الحلفاء الأخرى.
تسعى الحكومة الروسية جاهدة طوال الوقت من أجل سلام عام. لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية النتائج التي تم الحصول عليها في هذا الصدد ، ولكن فيما يتعلق بالمستقبل ، كل هذا يتوقف على شعوب الحلفاء أنفسهم.
لقد أصبح إجبار حكوماتهم على إعلان برامج السلام الخاصة بهم على الفور والمشاركة في مفاوضات السلام مسألة الحفاظ على الذات مع مختلف شعوب الحلفاء.
لقد إفتحت الثورة الروسية الطريق أمام سلام عام وفوري على أساس الاتفاق. إذا كانت الحكومات المتحالفة على استعداد لاستغلال الفرصة الأخيرة ، فيمكن بدء المفاوضات العامة على الفور في أحد البلدان المحايدة. في هذه المفاوضات ، مع وجود شروط يجب أن تكون هناك دعاية كاملة ، سيواصل الوفد
الروسي الدفاع عن برنامج الاشتراكية الديمقراطية الدولية في مقابل البرنامج الإمبريالي للحكومات ، المتحالفة والأعداء على حد سواء.سيعتمد نجاح برنامجنا على الدرجة التي ستصاب بها الطبقات الإمبريالية بالشلل بسبب عمل البروليتاريا
الثورية في كل بلد.إذا رفضت الحكومات المتحالفة ذات المثابرة العمياء التي تميز الطبقات المنحلة المشاركة في مفاوضات السلام مرة أخرى ، فسيتم وضع الطبقات العاملة تحت الضرورة الحديدية المتمثلة في انتزاع السلطة من أيدي أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يريدون ذلك. اعطي السلام للشعوب.
في هذه الأيام العشرة سيتم تسوية مصير مئات الآلاف والملايين من الأرواح البشرية. إذا لم يتم التوصل إلى هدنة على الجبهتين الفرنسية والإيطالية قبل أن يكون هناك هجوم جديد ، فإن اللاعقلانية ، والعديمة الرحمة والعديمة الجدوى مثل كل أولئك الذين سبقوها ، سوف تتطلب تضحيات جديدة لا تحصى من كلا الجانبين.
هذه الحرب ، التي بدأتها الطبقات الحاكمة ، تؤدي منطقيًا إلى التدمير الكامل للأمم الأوروبية. لكن الناس سيعيشون ، ولهم الحق في العيش.
يجب عليهم الإطاحة بكل من لا يسمح لهم بالعيش بحرية. مخاطبة الحكومات بالاقتراح الحالي للمشاركة في مفاوضات السلام ، نعد بتقديم كل دعم للطبقات العاملة في كل بلد والتي ستنهض ضد الإمبرياليين الوطنيين والشوفينيين والعسكريين ، تحت راية السلام وأخوة الناس ، و إعادة البناء الاشتراكي للمجتمع.

(التوقيع)L.. تروتسكي .
مفوض الشعب للشؤون الخارجية.
*********************************
• بيان. لجنة زيمروالد الاشتراكية الدولية وممثلي الخارج في اللجنة التنفيذية للبلاشفة:
"العمال والعاملات!:
في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) ، انتصر العمال والجنود في بتروغراد على حكومة الرأسماليين وملاك الأراضي. .... أثناء قراءتك لهذا البيان ، يتم ترتيب أسطول البلطيق والجيش في فنلندا والغالبية العظمى من الجنود في المقدمة والمؤخرة تحت علم حكومة مجالس العمال والجنود.الحكومة التي أُلقيت للتو من السلطة ، والتي أقامها الشعب على أنقاض القيصرية ، دأبت على المصالح الشعبية ؛ رفع سعر الخبز لصالح أصحاب الأرض ؛ تركت مستغلي الحرب كما هم. أعطىت للجماهير المحاكم-العسكرية بدلا من الحرية لم يقوموا بأي محاولة للدخول في مفاوضات سلام ، لكنهم استمروا في دفع الجنود والعمال إلى الحرب كرهائن لطبقات الحلفاء الرأسمالية. قام عمال وجنود بتروغراد بطرد هذه الحكومة ، كماطردوا القيصر في السابق. إن كلمتهم الأولى هي السلام.
إنهم يطالبون بهدنة فورية ، مفاوضات سلام فورية ، يجب أن تؤدي إلى إبرام سلام مشرف بدون إلحاق أو غرامات ، وعلى أساس حق كل أمة في تقرير مصيرها. العمال والعاملات!فى سوفييت بتروغراد الأحمر تروق لكم - لكم ، أمامكم شبح حرب شتاء رابعة ؛ ويداه المتجمدتان ممدودتان نحو أبنائكم وآبائكم وإخوتكم.
الكلمة التالية لكم.
مهما كانت شجاعة العمال والجنود الروس ، فلا يمكنهم بمفردهم كسب الخبز أو الحرية أو السلام.
سيبذل الرأسماليون وملاك الأراضي والجنرالات في روسيا ، وكل قوى الاستغلال والقمع ، كل جهد لإغراق ثورة العمال والجنود بالدماء.
سيحاولون قطع إمداد البلدات بالمواد الغذائية ؛ وسوف يصرخون على القوزاق ضد الثورة.
هذا العدو الداخلي ليس الخطر الوحيد القاتل الذي يهدد السياسة السلمية للثورة الروسية.
إن حكومات القوى المركزية ، مثل دول الحلفاء ، أعداء للثورة الروسية ، لأن الأخيرة تمهد الطريق لتحرير الجماهير في جميع أنحاء العالم.
قد تحاول القوى المركزية الاستفادة من الحرب الأهلية لتحقيق انتصارات جديدة
، وبالتالي تعزيز الإرادة المتضائلة لشعوبها لمواصلة الحرب.
دول الوفاق ستساعد أعداء الثورة بالمال. عمال جميع البلدان - إنها مسألة تتعلق بمصالحكم الحيوية ، بدمكم! إذا هُزمت الثورة الروسية بالجهود المشتركة لرأس المال الروسي والأجنبي ، فإن الطبقات الرأسمالية ستجرّك من ساحة معركة إلى أخرى ، حتى ينزف دمك حتى الموت. نحن نناشد ، ليس لكلمات التعاطف ، ولكن للمساعدة الحقيقية في القتال. قوموا بقوة ، واخرجوا إلى
الشوارع ، واضغطوا على حكومتكم بكل الوسائل المتاحة لكم.
يجب ألا تكون هناك حملة شتاء رابعة. لا تقبل عبارات عالية الصوت تحب السلام. الحكم على كل حكومة وفقًا لاستعدادها لإبرام هدنة فورية على جميع الجبهات ؛ وفق استعدادها للدخول في مفاوضات وعقد سلام.
ندعو ممثلي جميع الأطراف التي تنوي المشاركة في هذا النضال من أجل السلام إلى ستوكهولم.
طرح مطالب ملحة وحيوية للحصول على جوازات سفر ، وطالب بإطلاق سراح الرفاق المسجونين الذين يتمتعون بثقة البروليتاريا الدولية ، حتى يتمكنوا هم أيضًا من المشاركة في العمل من أجل السلام.
دعونا نحصل على هدنة سريعة!
دعونا لا نسمع طلقة أخرى!
إلى الأمام من أجل مفاوضات السلام!
إنهض من أجل النضال من أجل السلام القائم على الرغبات الحرة لجميع الشعوب!
يعيش التضامن الدولي للبروليتاريا!
تحيا الاشتراكية! "
ملاحظات المترجم:
المقال بعنوان:.Lتروتسكي "الأممية. هل سيتخلى الحلفاء عن الفرصة الأخيرة؟ "، النداء ، 10 يناير 1918 ، ص 3 .
المصدر: https://www.marxists.org/archive/trotsky/1918/01/international-appeal.htm
-ظهرت المقالة التالية في جريدة "-The Call النداء" الأسبوعية البريطانية الاشتراكية في يناير 1918. ولم تُترجم جيدًا تمامًا ولكن من الواضح أنها وثيقة سياسية مهمة في ذلك الوقت.
-التصريح التالي الذي أدلى به .L. تروتسكي : مفوض الشعب للشؤون الخارجية في الحكومة الروسية ، تم نقله عبر المحطات اللاسلكية للحكومة الروسية في 29 ديسمبر. يوم الجمعة ، 4 يناير ، تم إصدار مقتطفات منه للنشر. ظهرت الفقرة الأولى ، وفي مساء ذلك اليوم كانت الأجهزة الليبرالية في الصحافة تطالب بسبب حجب المعلومات لمدة خمسة أيام. كانت الصحافة ، ولا تزال على ما يبدو ، دون علم بحقيقة أن الفقرات المنشورة كانت مجرد مقتطفات من وثيقة ذات أهمية عالمية عميقة.
-تحرير: تيد كروفورد.
-الناشر: جورج ألين و أونوين المحدودة ، 1919
التحرير الرقمى ديفيد والترز: لأرشيف ليون تروتسكى ، 2000
-الترميز HTML: ديفيد والترز.
-الأسكندرية 5نيسان-ابريل2022.

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات