أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - هرمز كوهاري - 11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة














المزيد.....

11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1672 - 2006 / 9 / 13 - 09:27
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
    


11 أيلول – حرب ضد الانسانية و الحضارة

11- أيلول ، لم تكن معركة ضد أمريكا فقط ، بل كانت ضد الحضارة الانسانية جمعاء ، وحدثت بهذا العنف في أمريكا بقصد جعل أمريكا عاجزة عن محاربتهم من هول الصدمة ، فكيف ببقية الدول الاضعف منها ، أو أن هذه المجموعة المجرمة المنفلتة تحدت أمريكا وفي عقر دارها ، لتعطي إنطباعا أن بإمكانها أن تتحدى أي دولة أخرى في العالم ، فقد أرادتها " بروفة " لأعمالها في الدول والمجتمعات الاخرى ، وتوقعت أن تقدم تلك الدول عصا الطاعة والاذعان خوفا ورعبا من أمثال تلك الضربة ، وهكذا تصورت أنها ستستولي على الدول واحدة بعد الاخرى وترفع تلك الدول الراية البيضاء لها.هذا إذا كانت أمريكا قد إتخذت موقفا دفاعيا .

ولكن جرأة أمريكا والحلفاء وتحديهم للارهاب العالمي ، وإتخاذهم موقفا هجوميا لا دفاعيا لإدراكهم بان هذه هي بداية حرب شاملة تشمل معظم دول العالم بل تهدد الحضارة والانسانية ، فلم تكتف بمحاربتهم في بلدها فقط بل في تعقبهم أينما حلوا وإرتحلوا وعشعشوا ، وبحثوا عنهم لإخراجهم من جحورهم المظلمة النتنة ، الطالبان من تورا بورا ، وزعيم عصابة البعث صدام حسين من حفرته المشهورة الحقيرة الذي كان يزاحم الجرذان فيها!! .

إن 11- أذار بما فيها من المآسي والضحاية من الابرياء من النساء والاطفال والشباب المتطلع الى المستقبل الزاهر ، والمسافرون وأحلامهم الوردية بسلامة الوصول ، حيث تنتهي كل رحلة عادة بالتصفيق والتهنئة بعضهم البعض عند الوصول بالسلامة ، تحول المشهد الى الرعب ثم الى المحرقة الرهيبة كمحرقة قنبلتا هيروشيما وناكاساكي ، ومهما بلغت عبقرية الكاتب في الخيال والبليغ في التعبير فلا يمنهم وصف ما عانوه أولئك الضحاية ، ضحاية الجريمة البشعة ، سيئوا الحظ في تلك اللحظات التي سبقت الاصطدام ، ولا يسعه الشخص إلا أن لا يفكر في وضعهم لأنه قد يفقد توازنه !! و بالرغم من كل ما حدث ،فقد كانت جرس إنذار الى العالم المتحضر المتمدن و ما مخطط له من شر و تدمير تطوره و حضارته التي ساهمت كل شعوب الارض ببناءها حجرا فوق حجر ، كلفته ملايين الضحاية في الحروب لصيانتها وملايين الايام من التعب والشقاء والسهر لإيصالها الى ما وصلت اليها الآن .

إن الهجمة الغادرة في 11 – أيلول ، لم تكن ضد أمريكا ولا ضد الرأسمالية ولا ضد المسيحية أو ضد الالحاد أو ضد الكفار كما يحلوا لهم أن يصفوا كل من لا يؤمن بما يؤمنون بالقتل والاغتصاب والتدمير والتفجير ، بل أن تلك الهجمة الغادرة كانت المعركة الاولى في حرب طاحنة بين الخير والشر ، بين الموت والحياة بين النور والظلام ، شملت المسلمين والمسيحين وكل من له دين ومن ليس له ، كانت لإطفاء نور الحضارة لكي تعيش الناس في ظلام الرجعية والتخلف والقتل على الهوية .

إنها ليست معركة أمريكا وحلفائها ولا معركة الراسمالية ولا معركة المسيحية أو الاسلام ، إنها معركة البشرية جمعاء ضد أعدائها ، إنها معركة كل من يريد الحياة ضد من يريد له الموت ، معركة الآمن المسالم ضد المعتدي الغاصب ، إنها معركة التعمير ضد التدمير والتفجير ، إنها معركة السلم والنور ، ضد الظلام القتل والغصب والفجور ، إنها معركة الزرع الخيّر والمثمر ضد الدغل ، إنها معركة العامل لحماية آلته ، ومعركة الفلاح لحماية زرعه ، ومعركة الطالب لحماية مدرسته وجامعته ، ومعركة المثقف لحماية كتبه ومكتبته ونشر فكره ، وكما مر أعلاه لا يسلم الزرع من شر النباتات المضرة إلا بإجتثاثها من الجذور ، ولا ينتهي البعوض القاتل بالقتل فرادا إلا بتجفيف المستنقعات .إن هؤلاء القتلة ليسوا إلا حشرات ضارة أنتجتها مستنقعات الافكار البائسة .

ولهذا فمن واجب كل فرد بل تحتم عليه الحياة أن يساهم في هذه المعركة ،مساهمة فعالة لا أن يقف كالمتفرج ، وقد يقول الفرد الاعزل ماذا بإمكانه أن يفعل ؟ وأقول إن الفرد الاعزل بإمكانه أن يخدم المعركة أكثر من
الدبابة و الطائرة والمدفع ، لأن هؤلاء الارهابيين يعشعشون بيننا ، فمن واجب كل فرد أعزل أو مسلح أن يخبر السلطات ، كلما شعر بوجود ما يشير الى وجود أي منهم أو يؤدي الى إكتشاف مخابئهم أو حفرهم أو مخازنهم التي تضم أسباب الموت للاطفال والنساء والشيوخ والشباب على حد سواء .

مهما بلغت قوة وجبروت الدولة ، فلا يمكنها القضاء على آفة الارهاب إذا لم يتعاون أفراد الشعب معها ،المثقف بقلمه أوحامل الهاتف بهاتفه والشرطي والجندي والسياسي كل بالوسيلة المتيسرة لديه وبأقرب وقت ممكن قبل الافلات من المصيدة ،

كل الدكتاتوريين في العالم ومنهم صدام حسين ، لم يكن صدام يسيطر على الشعب العراقي وعلى الشارع العراقي لا بالدبابات ولا الطائرات أو المدفعية بل ، بالمخبرين فكانوا العين الساهرة له ، والآن يجب أن يكون كل فرد من أفراد الشعب المحب للحياة والسلم والديمقراطية عينا ساهرة لكشف الارهابيين أنما حلوا وعشعشوا لأخراجهم وأدواتهم الجهنمية من جحورهم والقضاء عليهم قبل أن يقضوا علينا وعلى حضارتنا ، وإننا لمنتصرون .
فالحق يعلو ولا يُعلى عليه !



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم المقبول دائما ومن الجميع ..!
- من تداعيات العلم العراقي -سقط الصنم فلتسقط رموزه .!
- هل يمكن أن يحدث هذا ...!!
- العدوان التركي .. والصمت المطبق ..!
- قلنا... وقالوا..!
- ! إسرائيل :دمرنا بلدكم ونشهدلكم بالانتصار! حزب الله :إنتصرنا ...
- شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !
- شعارات للصراعات الكستديمة ..2 المقاومة
- شعارات للصراعات المستديمة ..! 2
- شعارات للإقتتال والصراعات المستديمة ..الجهاد .. المقاومة.. ا ...
- هل سينجح المالكي في مهمته ؟
- المقامرون بحياة الشعوب ..!
- المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟
- ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟
- المصالحة ..يجب أن ترافقها : المصارحة والمكاشفة ..
- وأخيرا، قالوها صراحة ..!
- الدولة الحديثة بين العلمانية والدين والمجتمع
- في مجلس نواب : القوميات والطوائف والعشائر ..!
- مقترحات بتعديل الدستور العراقي
- بل يفهمون ..ويحرّفون..!


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001 - هرمز كوهاري - 11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة