أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الصيام ، الرياضة الروحية!














المزيد.....


الصيام ، الرياضة الروحية!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7225 - 2022 / 4 / 21 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصيام ، الرياضة الروحية.
كلما ذكرت لفضة "الرياضة" إلا وتبادر إلى الأذهان ذلك المجهود الجسدي الممارس وفق قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو التميّز والحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، كما تؤكد ذلك المقولة المتداولة "العقل السليم في الجسم السليم" ، دون الإنتباه أن هناك رياضات أخرى خاصة بالنفس الإنسانية تقيها حالات الفتور والضعف والملل الذي يعتريها والتي هي كما قال فيها الشاعر البصيري:
والنفس كالطفل إن تتركه شب على...حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.
ولا شك أن تأثير الرياضة ليس بمقتصر على الجسد والعقل وحدهما، من خلال الألعاب الفردية أو الجماعية التي يفضلها الإنسان ، بل إن تأثير الرياضة له جانب آخر هو في حقيقته تأثير نفسي تقوم به الرياضة الروحية التي أوجدها الإسلام –كما باقي الكثير من الديانات الأرضية، "البودية والبرهمية" على سبيل المثال، والسماوية المسيحية واليهودية – كوسيلة لتربية النفس وتطهير الروح والإرتقاء بهما إلى أعلا درجات الرقي وأسمى المعاني الحقيقية من خلق هذا الوجود ،لأنه إذا كان الإنسان في حاجة ملحة للرياضة البدنية -أي «Sports بالفرنيسة -بكل تفاصيلها وزواياها وأشكالها وألوانها الجماعية أو الفردية ، من كرة قدم وسلة وطائرة ويد وألعاب قوى وغيرها الكثير الكثير من الرياضات ،لتنمية بدنه وتقوية عضلاته لتتحمل الأعمال المجهدة والشاقة ، فإن النفس هي الأخرى في أشد الحاجة للارتياض برياضة روحية تزكيها وتهذب غرائزها وتقوي إرادتها وتهيئها لتكون قادرة على مواجهة الوقوع في الأخلاقيات والسلوكيات والتصرفات المدمرة لنقاء فطرتها السليمة التي خلقها الله عليها ، بدليل قوله سبحانه: «فطرة الله التي فطر الناس عليها» الفطرة التي تمكن الإنسان من القيام بدوره الفاعل والفعال في الحياة، والذي يحول دون ممارسته لذلك الدور بلا انعزال أو انحراف عن المقاصد السامية لوجوده ، ما تعرف النفس البشرية من تقلباتها بين الفتور والشرود والذهول عن القيم المزكية والمطهرة لها ، والمتمثلة في الصفات والخصال المشوهة لها ، كالكذب والغش والتزوير والنفاق والإضرار بالغير والأنانية والتباغض والكراهية والحسد، وباقي الأخلاقيات والأعمال القلبية الدونية التي تتلبسها ، والتي شرع الإسلام الصوم كرياضة روحية ، لحمايتها منها براقبة ،وتهذيبها وتنزهها وتطهرها من أدناسها المدمرة لأخلاق الفطرة الإنسانية الطاهرة، الهدف والمراد والمقصد الأسمى من فلسفة فريض الصوم، لأن الإنسان عندما يصوم يفرض رقابة على نفسه وروحه، حتى يكتمل لصيامه ،فتتزكى وتتطهر نفسه من كل الشرور المكتسبة من محيطه ، ولتحقيق ذلك لا بد من تكامل الصيامين المادي والروحي ، لأن الصوم المادي الذي يفتقد إلى الصوم الروحي، صوم فاسد ومنعدم ، ولا تأثير له على النفس والروح ، ولا يرتقي بالذات البشرية من البهيمية التي جاءت مقاصد الشريعة لمحاربتها .

حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونني عن تهنئة اليهود المغاربة بال-پيتسَح- !
- تمثال المهدية السيئ الذكر !
- -فتح الأندلس ، التزوير السافر للتاريخ المغربي !
- التراويح بين الفرض والسنو والبدعة !
- رمضان ليس للتجويع ولكن لإعادة رمجة النفوس وإعدادها !
- هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
- عقاب المجرمين رادع لهم وحافظ للأمم من الضياع !
- مؤسسات تعليمية لكوكب أشد تخلفا من عالمنا !
- كم هو مشجٍ أن تُغبن الأمازيغيات في يوم المرأة !
- رفع اعلام الغير جريمة أخلاقية بحق المجتمع.
- صراعات انتفاعية ينخفض الرأس انكساراً لسماعها !
- العمر أقصر وأثمن من أن يغامر به في الإنتظار!
- حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.
- الأزمة الأوكرانية والتبعيّة الغذائية للبلدان العربية والمغار ...
- تهنئة للمرأة في يومها العالمي.
- حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !
- وماذا بعد عودة اليوم العالمي للمرأة؟ !!
- تعاظم دور الإعلام الاجتماعي وتمدد تأثيره
- وحتى لا تنتهي قصة ريان بموته!
- كائنات سياسية متطاولة متربصة على مقدسات الوطن !


المزيد.....




- “صار عنا بيبي صغير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجدي ...
- ابسطي أولادك ونزلي لهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 بخطو ...
- ما ما جابت نونو صغير.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات و ...
- نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي ...
- عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر ...
- العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الصيام ، الرياضة الروحية!