أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف 15














المزيد.....

على حافة الرصيف 15


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 9 نيسان / ابريل 2003 اقدمت الولايات المتحدة الامريكية بالاتفاق مع المملكة المتحدة "بريطانيا" على تشكيل تحالف دولي ضم اكثر من 70 دولة منها دول عربية لغزو العراق واحتلاله وكان للبلدان التالية دور مشارك بشكل مباشر من خلال توفير الجيوش والمعدات وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي وفرق الاستجابة الكيميائية والبيولوجية، اضافة للدعم السياسي: استراليا، بلغاريا، لاتفيا، التشيك، الدنمارك، هنغاريا، ايطاليا، اليابان، لتوانيا، هولندا، الفلبين، بولندا، البرتغال ورومانيا وسلوفاكيا واسبانيا وتركيا واوكرانيا. وكانت قوى عراقية معارضة "مجموعة مؤتمر لندن" وما تلاه، تنسق مع وكالة الاستخبارات الامريكية بهذا الشأن وكان لها حضور لوجيستي فعال "تزويد الحلفاء بالمعلومات واعمال الترجمة والنشر والارشاد" خلال عمليات الغزو ومن بعده. فيما بارك بعض المحسوبين على المعارضة واصحاب الرأي والفكر والمعتقد، مثقفون وإعلاميون، يساريون وديمقراطيون وليبراليون، الغزو، واعتبروه "تحريرا". الانكى ان بعضهم ذهب لسفارات الولايات المتحدة مع باقات ورد ليقدم التهاني والتبريكات، ومن ردد علنا بان جزمة جندي امريكي أشرف من مليون عراقي. بهذا المستوى من الصفاقة الذهنية والعقلية والرذالة الاخلاقية هرول الكثيرون للسفارات العراقية لاعلان جهوزيتهم لتقديم الخدمات للمؤسسات الاستخبارية الامريكية في العراق مقابل حفنة دولارات.

إن حكومتا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اللتان انتهكتا القانون والشرعية الدولية بشنهما الحرب على العراق واحتلاله تحت ذرائع واهية، اخطرها كان أكذوبة وجود سلاح دمار شامل، قد مارستا العديد من المزاعم والأكاذيب على العراقيين، بحجة تحقيق الديمقراطية والعدالة الإنسانية في العراق، بنفس الطريقة التي شرع فيها كل من بوش وبلير الحرب وارجاع العراق الى القرون الوسطى وساحة لتصفيات الحسابات، جاعلين البلد "مفرخة" لامراض مزمنة منها السرطان، بسبب بقايا سلاح دمار استعملوه في حربهم لتحريرالعراق.

اليوم والعراق يدخل العام التاسع عشر لغزوه، والشعب العراقي لازال يعاني من الحيف والويلات والمجاعة والبطالة وافتقار أبسط مقومات الحياة، ومن شتّى أنواع الظلم والتمييز الطائفي والدمار المنظّم وعلى جميع المستويات، بدءاً بالمحاصصة الطائفية والفئوية وانعدام الخدمات والبطالة، وانتهاءً بنهب ممتلكات الدولة وقوت الشعب والفساد المالي والإداري. ناهيك عن تعرض المواطنون لأساليب الارهاب والاعتداءات والخطف وعمليات المداهمة والتفتيش التي تقوم بها ميليشيات الاحزاب المنظمة وقوات الشرطة ورجال الأمن. وبالاضافة إلى حرمان المجتمع من تقرير مصيره وبناء مستقبله السياسي والاجتماعي والاقتصادي بنفسه، فأنه يعاني من فقدان الأمن والاستقرار وعدم توفر الماء الصحي والغذاء والدواء والكهرباء.

وبات الوطن مهدداً بالتقسيم والتهميش والفقر الاجتماعي، فيما تهيمن الزمر الحاكمة على مقدرات الشعب وثرواته، حتى زادت أموالها الشخصية، ففتح ممثلو السلطة العراقية حسابات مصرفية في الداخل والخارج وبمبالغ طائلة مسروقة كلّها من أموال الشعب العراقي. كما أنهم استولوا على ممتلكات الدولة والشعب، وسجلوها بأسمائهم وأسماء ذويهم. وتوقف إعمار البلاد وأصيب النشاط الاقتصادي والزراعي بالشلل التام، واتسع حجم البطالة، وشاع القتل الطائفي والعنف الاسري وتفاقم عمليات الانتحار والادمان على المخدرات. وانتشرت ظاهرة اغتيال العلماء وأصحاب الرأي والكفاءات، ودمّرت الثقافة العراقية تماماً، وصارت عصابات السلطة الحاكمة تتاجر حتى بالآثار. ويتعرض المطالبين بحقوقهم الطبيعية المشروعة التي تكفلها الشرائع والقوانين، في أكثر من مكان وموقع إلى "عنف الدولة" الذي تمارسه قوات الشرطة ومليشيات أحزاب السلطة الحاكمة وبكل اساليب القمع والارهاب دون احتراز أو مراجعة. كما يتعرض المتظاهرون في كاقة محافظات العراق بغض النظر عن أجناسهم وأعمارهم، باسم الديمقراطية والحرية الزائفة!، إلى مضايقات متعددة الأشكال تجاوزت انتهاك القيم الإنسانية والأخلاقية والعدالة، فيما المحررين من قمع نظام ديكتاتوري، اصبحوا قامعين للإنسان في العلن .



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السياسي في العراق واعادة مفاهيم صدام الخطيرة إلى الأذ ...
- فيلم فاطمة -سيدة الجنة- دراما تاريخية مثيرة تحاكي عصرين مختل ...
- لماذا يمارس الاعلام دور الوسيط غير النزيه اثناء الازمات الدو ...
- أوجه التشابه والإختلاف في روايتي هيرمان هيسه وجميل الساعدي
- التضليل الإعلامي في السلم والحرب
- مهرجان برلين السينمائي -برليناله 72- الدولي 2022 ثقافة سينما ...
- نسخة جديدة من الفيلم الموسيقي الكلاسيكي -قصة الجانب الغربي-
- كيف خطط بوش وبلير للحرب في العراق
- تشكيل الحكومة الجديدة في حلبة المصارعة.. فما النتيجة المنتظر ...
- ماساة التعليم واستهداف الكفاءات والهجرة القسرية.. من المسؤول ...
- الاستراتيحية الايرانية في العراق بعد الانتخابات
- التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية .
- أحلام العراقيين تراوح داخل حلقة الصراع الأكثر شهرة
- متى تنتهي ماساة العراق والعراقيين وتتوقف احزاب السلطة عن اطم ...
- بعد خامس انتخابات برلمانية أسس لها الاحتلال... العراق إلى أي ...
- دراما تعاطي المخدرات في العراق.. والمستفيدة، هي ايران!
- ألمانية من اصول عراقية من بين اربعة شباب يحظون بوزارات هامة ...
- من بعد الانتخابات.. الانتفاضة مستمرة رغم الضجيج والتهريج!
- العراق على حافة الرصيف
- متى تنتهي لعبة المصالح الآيديولوجية!


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - على حافة الرصيف 15