الكرامة واخواتها في زمن اشباه الرجال

زياد قوجان
(Zeyad Qujan)

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 11:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بعد ان دخل الساقطون بغداد عملوا بجد بل باستماتة في الغاء كلمات بعينها من موسوعات اللغة وقواميسها او تحوير معانيها على اقل تقدير اذا لم يفلحوا في الالغاء والمحو و كلمة الكرامة واخواتها من عزة وغيرة وشرف و سيادة و وطنية
كانت صاحبة الحظ الاسوأ في تلقي الضربات تحت الحزام فمنعت منعا باتا من الظهور على صفحات الجرائد و محاور اللقاءات على الشاشات حتى ان المخبر السري بات يبلغ على المتفوهين بتلك الكلمات من على مقاعد المقاهي والصالات
الثقافية , نعم لم يدخر الساقطون جهدا في محاربة تلك الكلمات ومحوها من ذاكرة العراقيين وقد نجحوا الى حد كبير فالعراقييون لم يعد ينطقونها الى في مناسبات نادرة جدا ولا تمت بصلة الى ما تدل عليه بالاصل فبعض الزوجات على سبيل
المثال تذكرن ازواجهن بكرامتهم التي تمرغ تحت الارجل والنعل حين تأكل شاة الجيران من عشب حديقتهم او عندما يطرد الملعم المراقب ابنهم الغشاش من الامتحانات بعد صفعه على قفاه او عندما يتجاوزهم احد السواق بسيارته في قوافل الاعراس
مخلفا الغبار فتقوم الدنيا ولا تقعد وتفيض الكرامة بل الكرامات فيشد العراقي ثوبه ويعلق المداليات والنياشين ويرص الرصاص ويرقص ويهلهل في الشوارع والازقة يتغنى بامجاد جده وابيه وبعد ان تنتهي مسرحية ثورة كرامته يعود اخونا
الى متابعة عبود و هو يغازل بنت الجيران على قنوات البارزاني والبزاز ويكمل غزوته على صحن الجرزات وصينية البقلاوة .
نعم يا سيدات ياسادة نجح الساقطون فكلمة الكرامة والعزة والاباء والشرف لا تذكر في مجالسنا حين تقصف مدن العراق بصواريخ السيد الايراني او حينما يدنس الجندرمة التركي ارضنا الحبيبة ولا حين يجمع النائب ضابط الايراني صفوة القادة العراقيين
ليعطيهم التوجيهات والاوامر ولا حين يلتف الصف الاول من قادة الاحزاب الكردية حول موظف الاستقبال في السفارة التركية ليتعلموا منه فن الادارة السياسية او ما تسمى بالتجحيش بالعامية ولا حين يعتدي السجانون على شرف العراقيات ولا حين تغير المدن
والبلدات ديموغرافيا ولا حين يدفع الساقطون من حكام بغداد وميليشياتها من جيوب العراقيين اثمان الاسلحة التي تشتريها طهران حماية لامنها .
يعني بمختصر العبارة باتت هذه الكلمات تستعمل في حالات تافهة مثل المسلسلات التركية المدبلجة لا اكثر ولا اقل وقد نجح الساقطون في اجتثاث البعث والكرامة من العراق

#زياد_قوجان (هاشتاغ)       Zeyad_Qujan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات