أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم عامر - لا إله إلا الإنسان














المزيد.....

لا إله إلا الإنسان


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:15
المحور: المجتمع المدني
    


هل من المنطقى أن تكون هناك " قيود " على " الحرية " ؟؟...
يطل هذا التساؤل إلى عقلى كلما وجدت بعض مدعى الليبرالية فى الشرق الأوسط وهم يناقضون أنفسهم كى يتلافوا الصدام مع أفكار المجتمع ، وكى يجذبوا الناس إلى صفوفهم دون أن يعطوا أدنى إعتبار للمعنى المطلق للمبادىء التى ينادون بها ، والتى بالطبع تتناقض مع ثوابت المجتمع ومعتقداته المتوارثة .
فالحرية كما تعلمتها وفهمتها وآمنت بها هى إزالة كافة القيود عن كاهل الإنسان ، والعبودية التى هى نقيضها تعنى إخضاع الإنسان بفرض بعض القيود على حياته بدافع السيطرة عليه ، وحيث وجدت القيود إختفت الحرية ، وحيث وجدت الحرية سقطت القيود ، هذه بديهية لا تحتاج إلى إثباتات عملية ، وليس من المنطقى الإعتراض عليها بحجة أن ثوابت المجتمع أو المعتقدات الدينية يجب أن تأخذ بعين الإعتبار ، فإما أن تكون الحرية المطلقة هى غايتنا وإما أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونعلن كراهيتنا لها ورفضنا إياها وتفضيلنا الإستسلام للقيود على منحنا إياها .
وليس معنى أن الحرية تنفى القيود أن للإنسان كامل الحرية فى فعل كل ما يقدر عليه ، فليس معنى أننى قوى أننى حر فى إستعباد من هو أقل منى قوة ، فمن أهم مبادىء الحرية عدم تجاوز حدود حريات الآخرين ، وذالك حتى تكون الحرية ذات معنى وليست مجرد تبرير لتصرفات من يستغلون قوتهم فى إخضاع غيرهم ، فالحرية - المقرونة بالمسؤلية - حق لجميع البشر دون تمييز ، ولكى يتم تفعيل هذا الحق بصورة واقعية ، يجب أن يحترم كل فرد حرية غيره ولا ينتقص منها ، والقانون هو الذى ينظم هذا الأمر ويمنع تعدى الأفراد على بعضهم البعض بإسم الحرية .
هنا تأتى نقطة هامة ، وهى أن وظيفة القانون الأساسية هو تنظيم علاقات الأفراد بعضهم ببعض داخل المجتمع ، وحماية حرياتهم من الإستغلال أو الإنتقاص ، فهل من حق مشرعى القوانين أن يفرضوا هم الآخرين قيودا أخرى على حريات البشر لا علاقة لها بتلافى تعدى بعضهم على حريات الآخرين ؟؟!!! .
فمثلا : هل للقانون الحق فى تجريم فعل لا يتعدى أثره الحياة الخاصة لصاحبه ؟؟ ..
وهل يحق فرض إلتزامات على المواطن ينتقص بموجبها من حريته الشخصية بدعوى الخضوع للقانون ؟؟..
أعتقد أن هذا الأمر خارج عن الوظيفة التى أوجد القانون لأجلها ، ولذا فإن هذا يعد خروجا بالقانون عن الإطار الذى وضع لأجله وهو حماية حريات الأفراد ، فيتحول بذالك من أداة لحفظها إلى قيد جديد عليها لا فائدة منه سوى إستعباد الأفراد لصالح تنظيم إجتماعى جديد يقدس القانون أكثر من تقديسه للفرد ( الإله ) .
إن مجىء الفرد قد سبق تكون التنظيم الإجتماعى ، وهذا التكون هو الذى أوجد القانون ، وكما هو معروف فإن إحدى أهم الوظائف التى وجد من أجلها هذا التنظيم هو حماية حقوق الأفراد من الإنتقاص تحت حماية القانون ، ولذا فإن الفرد الذى سبق مجيئة ظهور هذه التشريعات هو الذى يجب أن يحظى بالقدسية والإحترام ، وليس القانون ( التابع ) الذى يفترض أنه يحمى حقوق الأفراد ، لا أن ينتقص منها .
وسواء كان هذا القانون عرفا أو تشريعا دينيا أو وضعيا ، فإنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نضعه فوق البشر ونقدمه عليهم وعلى رغباتهم وإراداتهم فى الحياة ، فالقوانين ماهى سوى أحكام جامدة صماء ، بينما الإنسان هو كتلة من المشاعر الحية التى ليس من حقنا أن نقدم عليها هذا الكيان الأصم ونخضعه من خلال أحكامه .
إنه يجب علينا أن نعيد من البداية تعريف وظيفة القانون فى حياتنا ، وقبل هذا يجب أن نقنع الإنسان بقدسيته الذاتية وأنه لا شىء يفوقه أهمية ومكانة سواه ، وبالتالى فإن القانون هو تابع للفرد وحام له ومنظم لحياته ، وليس أداة قمع يهدف من ورائها إلى خلق إله جديد يسجد الإنسان له ويقدسة .



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُهرٌ مُباح !!
- إلزامية التجنيد وحرية الفرد
- الدور الذى يمكن أن تلعبه نشر ثقافة الحقوق المدنية فى مكافحة ...
- من يأخذ لنا بثأرك يا إيرين ؟
- هوية الفرد فى مواجهة القطعنة
- إلى إبنة الذئب .. الشهيدة الحية
- منال القبرصية تعرى مجتمع الذكور العربى
- تهديد جديد للإعلام المستقل : السلطات المصرية تمنع هالة المصر ...
- - شيفرة دافنشى - .. وسقوط الأقنعة !
- مجتمعاتنا .. وثقافة الموت
- المدونات : إعلامنا البديل
- أيها المصرى : إعرف عدوك - دعوة للمقاطعة
- إكرام الميت دفنه !
- رسالة لن تصل ... إلى عبد شاكر ...
- جامعة الإرهاب .. وتواطؤ أمنى مفضوح
- الإرهاب يحطم الأبواب
- حرية الفرد فى مناخ قمعى
- وحطمت القيود الأزهرية !
- وقائع محكمة تفتيش أزهرية
- مجلس تأديب ... أم محكمة تفتيش ؟؟!!!


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم عامر - لا إله إلا الإنسان