أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صكوك النفط التي لم تحترق














المزيد.....

صكوك النفط التي لم تحترق


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 494 - 2003 / 5 / 21 - 05:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


      يقولون أن النفط الخام ليس له رائحة نفاذة ، وهو سائل ثخين القوام أسود اللون .
 أقول لهم تعالوا معي ندقق في أرقام الجثث المدفونة في المقابر النائية ، فيقولون لي هل تشم رائحة النفط ؟
أقول لهم تعالوا نحصي عدد المعتقلات والسجون والزنازين والأقبية ، فيقولون لي ماهو سعر النفط الخام في سوق  النفط  العالمي ؟
أقول لهم تعالوا معي نحصي الآذان المقطوعة والرؤوس المذبوحة والأطفال الذين دفنوا مع أمهاتهم في الحفر التي تم اكتشافها ، فيقولون لي هل للنفط علاقة بذلك ؟
أقول لهم تعالوا نقلب صفحات  فجيعة العراق ونحصي البيوت التي انطفأت شموعها وماتت أقمارها  فبات أطفالها  تتطلع بحيرة و  بعيون ممتلئة حزنا ودمعاً وخوفاً وأملاً ، فيقولون لي هل تعرف كيف يتم بيع النفط عبر منافذ بحرية  ؟
وأقول لهم تعالوا ندقق السجلات السرية ونحصي أعداد الذين تم أعدامهم دون أحكام ودون تحقيق  ودون سبب ثم تعالوا معي نمنح شهادات الوفاة لأهلهم ليعرفوا أن أولادهم قضوا نحبهم في سبيل العراق ، فيقولون لي هل تحضر مهرجان الشعر العربي  في هذا العام  حيث أن فندق المنصور لم يحترق ؟
وأقول لهم هل تزورون معي مقر اللجنة الأولمبية لمقابلة الفتيات التي تم العثور عليهن في الأقبية وهن عاريات ونسحل من بينهن جثث اللواتي قضن نحبهن دفاعاً عن شرفهن  ،   فيقولون لي لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم .
وأقول لهم قلبوا جثث العراقيين في حلبجة والأنفال وتلمسوا وجوه الأطفال المنكفئين على وجوههم من غاز الأعصاب والخردل ، فيقولون معي هل تحضر المؤتمر المنعقد في أزقة  الميدان ببغداد ؟
وأقول لهم تعالوا معي الى مواقف الأمن العام والأمن الخاص والأحكام الخاصة والثقيلة والخفيفة والمتوسطة وباقي الأوزان  في أبي غريب والفضيلية وخلف السدة والرضوانية وباقي السجون التي نعرفها  والسجون التي لم نعرف أبوابها ، فيقولون لي أن أجمل السهرات كانت في مطعم  خان مرجان الذي كان يقدم الأغاني البغدادية التراثية الجميلة مع الأكلات البغدادية  .
أقول لهم تعالوا نلملم عظام الشهداء التي اختلطت ببعض فلا نعرف عظام الأرجل والسواعد والجماجم وساعدونا لنقلها في مقابر أهلنا ، فيقولون لي هل تعرف سعر صرف  الكوبونات التي تم توزيعها ولم تصرف لحد ألان ؟
وأقول لهم تعالوا نزور القصور المعدة للعهر والليالي الحمراء واغتصاب حرائر العراق وتعاطي الفجور والبيوت المعدة لجلسات الخمر والبغاء ، فيقولون لي هل لم تزل الحملة  الإيمانية مستمرة في العراق  ؟
وأقول لهم أن العراق كان مستباحاً شعباً وشرفاً وثقافة وثروة ، فيقولون لي عزز أيمانك بقدرة الأنسان العربي في تجاوز المحن  ودحر الإمبريالية والصهيونية .
وأقول لهم هل تكشفت لكم بعض الحقائق من خلال ما تتناقله البــعض من وسائل الأعلام ؟ فيقولون لي أننا نتحسر  على ثرواتكم الوطنية التي سيلتهمها الاحتلال  الأجنبي .
وأقول لهم هل أحصيتم عدد الجداريات والتماثيل والنصب المنتشرة في العراق للرئيس البائد والتي هدمتها الجماهير ومزقها الأطفال  ، فيقولون أنكم هدمتم أثراً تاريخياً غيركم حافظ عليه وأحتفظ به في المتاحف .
وأقول لهم أن آبار البترول تحترق وثمة رجال بدأوا بإطفائها  ، فتلمسوا صكوك النفط التي بحوزتهم والتي لم تحترق معها قلوبهم  وقالوا لي الحمد لله أن صكوكنا لم تحترق .
وأقول لهم أن لاقيمة لهذه الصكوك الصادرة من شخص بائد ، فيقولون الحمد لله تم صرفها قبل أن يباد وقبل أن تظهر قبوركم يرحمكم الله .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياجاسم العزاوي أهل العراق أدرى بدروب بغداد
- لاتظلموا الحجاج حين تذكرون الطاغية صدام
- العدالة لن تتحقق مع الانتقام العشوائي
- وثائق وسندات العراق ليست اسلاباً مشاعة
- حين يفتقد الرئيس صفات الرجال
- الى السيد معن بشور – المؤتمر القومي العربي – بيروت
- الحسابات العراقية
- شهداء العراق
- رسالة ثانية الى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – أبو ظبي
- العراق أولاً قبل القيادات
- مساوئ المحكمة الخاصة
- أنت لاشيء أيها الرئيس البائد
- رسالة من فوق الأرض الى الرئيس البائد القابع تحت الأرض حياً أ ...
- قناة الجزيرة والمهمة القصيرة
- كلمة صغيرة من القلب لأخوتنا الكتاب من أهل العراق وفلسطين
- من يعرف مصلحة هذا العراق أكثر من العراقيين ؟
- لمصلحة من تتطاول قناة أبو ظبي على شعب العراق ؟
- النقابة العربية للملوك والحكام العرب
- الدبلوماسيين العراقيين للنظام الصدامي البائد
- الفاعل الأصلي والشريك


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صكوك النفط التي لم تحترق