|
ماذا نفعل بأسمائنا؟
مجدي شندي
الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 10:16
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
قبل أيام توجهت إلي إحدي شركات الصرافة في مدينة عربية لتحويل حوالي 1200 دولار لسداد القسط الأول من مصاريف أولادي الدراسية بالقاهرة.. ورغم تفاهة المبلغ إلا أنني فوجئت بإجراءات تثير الشبهة.. فقد طلب مني الموظف التوقيع علي إيصال يخلي مسئولية الشركة في حالة عدم وصول المبلغ، وكنت قد كتبت في طلب التحويل أسماء ثلاثية كما جرت العادة لي ولمن سيصله المبلغ المطلوب، فطلبوا مني أسماء رباعية، وحينما سألت عن الأسباب قيل لي إنهم قد يشتبهون في الأسماء الإسلامية وحينها يقومون باحتجاز مبلغ التحويل.. قلت لله الحمد فاسمي فيه محمد وأحمد وعبد الجواد واسم المرسل اليه فيه محمد وعبد السلام.. فماذا قد يفعلون؟ لم يملك الرجل إجابة وإنما اكتفي بهز رأسه.. سألت من هي الجهة التي تحتجز أموال الناس بهذه الطريقة.. أجابني: إثبات شخصيتك يؤكد أنك صحفي.. أنت تعرف بالتأكيد فلماذا تسأل؟.. طلبت استرداد النموذج الذي ملأته حتي انصرف فرفض الرجل.. يبدو أن أسئلتي أثارت لديه الشبهة فأخذ يسجل بياناتي ربما ليرسلها إلي جهة ما.. وبتقصي الموضوع عرفت أن جهات مجهولة قد احتجزت حوالات كثيرة عبر ويسترن يونيون لمجرد ان المرسل أو المرسل إليه كان اسمه أو اسم أبيه أو جده محمدا. أدرك أن حساسية الولايات المتحدة تجاه التحويلات النقدية قد تكون مبررة خاصة بعد مرور 5 سنوات علي أحداث 11 سبتمبر دون تمكن واشنطن من الانتصار في حربها ضد ما أسمته بالإرهاب العالمي.. فقادة القاعدة لايزالون طلقاء يخرجون ألسنتهم للجبروت الأمريكي، كما أن المقاومة ضد مشروعها الامبريالي تتوسع كل يوم، وبدلا من أن تحاصر أمريكا أعداءها وتعزلهم إذ بها تزيد من رقعة انتشارهم وتضم اليهم أنصارا جددا، أولا بسقوط أقنعتها واتضاح زيف الشعارات التي ترفعها عن نشر الحرية والتمدن.. فهي تمارس استعمارا بشعا في العراق لا يقل في ضراوته عن الاستعمار النازي كما تقيم سجونا عبر العالم ليست إلا محارق صغيرة.. وفوق ذلك تساند دولة فاشية في التمدد والتعملق والرسوخ فوق أكوام من الجماجم العربية في فلسطين ولبنان. السر الثاني لفشل أمريكا هو إجراءاتها الخاطئة.. فالجهاز الأمني الناجح يحدد المشتبه بهم لكن الأجهزة الأمريكية تجعل الجميع مشتبها بهم حتي يثبت العكس.. ربما كان المرء يلتمس عذرا لأولئك الأغبياء في واشنطن لو راقبوا التحويلات من أو إلي بلد كأفغانستان أو العراق.. لكن البلدين اللذين كنت أحول من إحداهما إلي الأخري تعدان من أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها.. المدهش في الموضوع أن أغلب الأسر العربية لا بد فيها من محمد، فهل تراقب واشنطن كل جنيه أو دولار يرسل من مكان إلي آخر؟.. هذا هو الفشل بعينه.. وبهذه الطريقة لو ظلت أمريكا في حربها ألف عام فلن تنجح.. لأنها تتصرف كثور هائج في محل للخزف.. ولأعداء أمريكا وأنا أتشرف بانضمامي إليهم بعد قصة التحويل هذه أردد مع جرير قوله: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
#مجدي_شندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر أجيال الهزائم
-
حضرات الكتاب المزايدين
-
ضرورة المراجعة
-
أوهام-الصديق- الأميركي
-
الورقة الأخيرة
-
صناع الفتنة في العراق
-
صمت التواطؤ
-
بذاءة الدولة
-
تباريح التغيير
المزيد.....
-
بايدن: كامالا هاريس -صارمة وذكية للغاية- وترامب شكرني
-
باغتا المديرة بتصرف غير متوقع.. شاهد ما فعله ملثمان اخترقا س
...
-
هل يُعجل الهجوم السيبراني على أجهزة اتصال حزب الله بالمواجهة
...
-
لماذا ينزلق شباب من أصول مهاجرة بأوروبا نحو التطرف والإرهاب؟
...
-
دعم أوروبي ألماني لتنمية المنطقة -ج- بالضفة الغربية
-
العراق: نتابع تطورات الأحداث في لبنان وأرسلنا طواقم طبية وفر
...
-
دولة عربية تتحرك لدعم لبنان في أزمة تفجيرات بيجر
-
خبراء يكشفون لـ RT هل يدخل حزب الله وإسرائيل مواجهة شاملة بع
...
-
لوكاشينكو: أي هجوم على بيلاروس سيعني بداية الحرب العالمية ال
...
-
ليبيا.. بدء أعمال تنظيف حوض ميناء درنة من مخلفات إعصار دانيا
...
المزيد.....
|