أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام














المزيد.....


بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 09:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


اقتحام قوّات الاحتلال للمسجد الأقصى يوم الجمعة 15 ابريل 2022 وتدنيسه بهذه الوحشيّة، واعتدائها على الصّائمين الرّكّع السّجود لم يكن وليد اللحظة، ولا ردّة فعل آنيّة على أحداث جرت في حرماته، بل هو مخطّط ومدروس، تماما، فالقدس ومقدّساتها مستهدفة حتّى قبل وقوعها تحت الاحتلال في حرب العام 1967. ولا تزال وستبقى مستهدفة، ويجري تهويدها بشكل يوميّ، واقتحام الأقصى وتحطيم نوافذ المسجد القبليّ العليا ودوس سجّاده بنعال شرطة الاحتلال ليس الأوّل ولن يكون الأخير.
فالتّخطيط لتقسيم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم في باحاته، إن لم يجرِ هدم قبّة الصّخرة المشرّفة لبنائه مكانها لم يتوقّف يوما، عدا عن الحفريّات التي تنخر أساساته وأساسات المدينة العتيقة كلها، فلا أحد ينسى إشعال النّيران في المسجد المبارك في شهر أغسطس 1969 والتي أتت على أجزاء من المسجد القبليّ بما فيها منبر صلاح الدّين التّاريخيّ، وتواصلت الاعتداءات على المسجد وقتل وإصابة المصلّين فيه، وتقسيمه زمانيّا، ولن تتوقّف، ما دام العالم بقيادة أمريكا ومن ضمنه الأنظمة العربيّة المتصهينة يعتبرون اسرائيل فوق القانون الدّوليّ، ويدافعون عن موبقاتها.
ويلاحظ أنّ الحكومة الإسرائيليّة قد مهّدت لتبرئة نفسها من الجرائم التي ارتكبتها سلفا قبل بداية شهر رمضان المبارك، فأجرى قادتها اتّصالات مع بعض القادة الفلسطينيّين والعرب مطالبين بالتّهدئة في الشّهر الفضيل. وهي بهذا جرّمت ضحاياها سلفا، وحاولت تبرئة نفسها من جرائمها، مع أنّها أطلقت وبقرارات علنيّة أيدي جنودها ومستوطنيها ليقتلوا وليدمّروا دون قيود.
ومع أنّ القيادات الإسرائيليّة تعرف تماما من خلال مراكز الأبحاث في اسرائيل ما يعنيه المسجد الأقصى كجزء من عقيدة المسلمين، فهو قبلتهم الأولى، ومعراج رسولهم، وأحد المساجد الثّلاث التي تشدّ إليها الرّحال، إلا أنّهم وبدعم لا محدود من أمريكا، وبتحالفات مع أنّظمة التّطبيع العربيّ والإسلاميّ، يواصلون سياساتهم الإستيطانيّة، ويواصلون العمل لتقسيم المسجد الأقصى مكانيّا بعد أن قسّموه زمانيّا. وواضح أنّهم هم وكنوزهم الاستراتيجيّة من الحكّام العرب لم يتعلّموا من التّاريخ ولا من تجاربهم التي مرّوا بها، ويبدو أنّهم غير مقتنعين بأنّ المسّ بالمسجد الأقصى هو تجاوز لكلّ الخطوط الحمراء، فلم يتعلّموا من تجربة "البوّابات الإلكترونيّة" التي نصبوها عام 2017 على مداخل الأقصى، فخرجت القدس خاصّة وبقيّة المدن والبلدات الفلسطينيّة بقضّها وقضيضها دفاعا عن مسجدهم وعقيدتهم، ولم يتعلّموا ممّا جرى في مايو الماضي عندما قصفت المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة المدن الإسرائيليّة نصرة للقدس ومقدّساتها. ولا يريدون أن يستوعبوا أنّ أنظمة التّطبيع العربيّة ستتهاوى أمام شعوبها، وأنّ المنطقة ستدخل في حروب دينيّة إذا ما تمّ المسّ بالمسجد الأقصى، وأنّ أحدا لن ينجوا من لهيب نيرانها، وستشكّل تهديدا حقيقيّا للسّلم العالميّ، فالشّعوب العربيّة ورغم قمع الأنظمة لها، ورغم تضليلها وتغييبها عن حقوقها، إلّا أنّها مؤدلجة دينيّا، ولن تتهاون عند المسّ بعقيدتها.
16-4-2022



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- أنا والحيوانات
- مواجهة عمليات التّهويد الثّقافي والتّاريخي
- بدون مؤاخذة-خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّوا لنا الوطن
- بدون مؤاخذة-النّازيّة ثقافة قديمة جديدة
- سلمى الذّكيّة حُمّلت ما لا طاقة لها به
- بدون مؤاخذة-محمود شقير في عامه الثّاني والثّمانين
- بدون مؤاخذة-قوانين وأعراف عشائريّة متقدّمة على -الدّيموقراطي ...
- ديوان-أشواق تشرين- لروز شعبان في ندوة اليوم السابع
- عزّت الطيري شاعر موهوب متميّز
- ديوان-أشواق تشرين- وعمق الإنتماء
- بدون مؤاخذة-الذكاء الصيني والعهر الأمريكي في أزمة أوكرانيا
- بدون مؤاخذة-وداعا لهيمنة القطب الواحد
- بدون مؤاخذة- السّلطة الفلسطينيّة ومنظّمة التّحرير
- رسائل فوق المسافات والجدران
- محمود شقير يحلب التاريخ ليصنع أجبان القدس
- مايا ملاكي الصغير
- بدون مؤاخذة-وأعطي نصف عمري....
- بدون مؤاخذة-God bless his soul
- بدون مؤاخذة- الصهيونية والعنصرية
- ذكريات الطّفولة المعذّبة في الرّغيف الأسود


المزيد.....




- مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر ...
- بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
- مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟ ...
- مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
- إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟ ...
- مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر ...
- السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
- دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط ...
- هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني ...
- الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- القدس مفتاح الحروب والسلام