أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دانيال تانورو - حرب روسيا على أوكرانيا- انهزامية ثورية أم انهزامية مضادة للثورة؟














المزيد.....

حرب روسيا على أوكرانيا- انهزامية ثورية أم انهزامية مضادة للثورة؟


دانيال تانورو

الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 13:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


“الانهزامية الثورية” موقف مبدئي، قوامه لزوم اعتماد الماركسيين الثوريين، إزاء حرب امبريالية تخضوها برجوازيتهم، خط تحويل الحرب إلى ثورة. لذلك هم مع انهزام معسكرهم الخاص، أي انهزام مُستغليهم الرأسماليين المحليين. ولذلك يشرحون للشعب كيف أن دعاوة هؤلاء مجرد قناع، وأن الأهدافَ الحقيقية للطبقة السائدة أهدافُ نهبٍ، وغزوٍ للأسواق والمستعمرات، وأن تحقيق تلك الأهداف سيجري دوما على حساب الطبقة العاملة. الانهزامية الثورية هو الموقف الذي اتخذه لينين في أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918)؛ وقد مهد فعلا طريق الثورة في روسيا وفي ألمانيا.

هل يمكن تطبيقُ الانهزامية الثورية في حالة الحرب في أوكرانيا؟ نعم ولا. فهي للتطبيق من الجانب الروسي، لأن الحرب التي شنها بوتين هي بجلاء حرب عدوان امبريالية. تسعى إلى تدمير بالقوة لحق شعب أوكرانيا المضطهد في تقرير مصيره. وترومُ إرساء سلطة صورية لاستعادة السيطرة الاستعمارية التي كانت الإمبراطورية الروسية تمارسها على شعب أوكرانيا، وبصورة غير مباشرة على شعوب أطراف روسيا. وتتمثل مهمةُ اليسار الروسي في النضال ضد هذه اللصوصية الامبريالية، والعمل بالتالي من أجل هزيمة طبقتهم السائدة، لأن هذه الهزيمة ستُمهدُ طريق تغيير ثوري ممكن.

لكن الحل مغايرٌ تماما في الجانب الأوكراني. فالحرب هنا ليست حربا امبريالية، بل حربَ دفاع عن الذات. هدفها حماية حق شعب أوكرانيا في الوجود بما هو أمة مستقلة، وأمة تُسيِّر نفسها وتختار هي ذاتها حكامها. أن يكون هذا الاستقلال ناقصا الى هذا الحد أو ذاك أمر ليس هو المسألة المطروحة هنا: فمبدأ هذا الاستقلال نفسه هو ما يسعى بوتين إلى تحطيمه بالقوة، ويستعمل لتلك الغاية وسائل همجية، بضراوة امبريالية مميزة. وغالبية الشعب الأوكراني محتشدة ومنظمة لمقاومة العدوان بألف طريقة ممكنة.

ليست هذه المقاومة شرعيةً وحسبُ، بل تكتسي أشكال تنظيم ذاتي، تقوم فيها الطبقات الشعبية بدور ريادي. لذا فإن الدعوة هنا إلى الانهزامية ليست موقفا ثوريا، بل بالعكس انهزامية مضادة للثورة. وتتمثل مهمةُ الاشتراكيين الثوريين في هذا الوضع في المشاركة في المقاومة الشعبية بمنحها توجها اجتماعيا، وديمقراطيا وأمميا (ضد الحقد على الروس، مثلا).

وما الموقف الواجب بعيدا عن ساحة العمليات؟ يستدعي جزء من الجواب على هذا السؤال تشخيصا لطبيعة الحرب. ثمة شعب يناضل ضد السيطرة الامبريالية الاستعمارية، ويجب مساندة مقاومته بكافة أشكالها، كما يجب مساندة مناهضي الحرب في الجانب المعتدي. هذا أساسي. لكن قسما آخر من الجواب يجب أن يأخذ بالحسبان كون الامبريالية “الغربية” تناور كي تستفيد من نضال شعب أوكرانيا في تنافسها المتنامي مع التحالف المتشكل بين الامبرياليتين الصينية والروسية، ومن كون هذا التنافس المتنامي قد يفضي في الواقع في السنوات المقبلة إلى حرب عالمية.

وفي هكذا حرب عالمية، ستفرض الانهزامية الثورية نفسها بكل تأكيد بما هي الاستراتيجية الواجبة، بيد أن اعتماد حرب عالمية مقبلة حجةً لفرض تخلي شعب أوكرانيا اليوم عن معركته العادلة أمر جائر. وهو ينم في الواقع عن عقلية برجوازية صغيرة امبريالية واستعمارية. فهو يعني عمليا، بالنسبة لليسار الغربي، فرض خط استسلام مضاد للثورة على شعب أوكرانيا، على أمل إنقاذ السلم بواسطة الديبلوماسية. وبالتالي على أمل أن يتيح “الحوار” بين اللصوص الإمبرياليين الحفاظ على “رفاهيتنا”، وألا نكون ملزمين هنا على التفكير في منظور ثوري للنضال ضد خطر حرب بين إمبرياليات.

استعملتُ منذ بداية القضية الأوكرانية هذه الصيغة التي نسيتُ صاحبها: ثمة مستويان من حدة الصراع. صراع مفتوح، وآخر لا يزال كامنا، لكنه يكبر بشكل مؤكد. كيف النضال ضد هذا المستوى الثاني، هذا هو السؤال. يجب أن يتمثل الجواب، إن جاز القول، في استباق استراتيجية الانهزامية الثورية. كيف؟ برفض أي تضحية، وأي تقشف، وأي سلم اجتماعي قد تسعى الطبقة السائدة إلى فرضه بذريعة الحرب في أوكرانيا، لاسيما لزيادة الموازنات العسكرية. وذلك بالمطالبة بأن يقع عبء فاتورة الحرب ليس فقط على الأوليغارشية الروسية، بل أيضا على أوليغارشيتنا. وذلك بفرض استعمال الطرائق المعتمدة لرصد ثروات تلك الأوليغارشية ضد “فراديسنا” الضريبية. وبتوجيه سياسة استقبال اللاجئين الأوكرانيين حجة ضد سياسة اللجوء المقيتة الاستعمارية والعنصرية لإمبرياليتنا. وكذا بمساندة مطلب الغاء ديون أوكرانيا وكل ديون البلدان المُخضعة للسيطرة، وبالنضال من أجل نزع ملكية مالكي الطاقة (الـمُغتنين بنحو مُخْزٍ) وتشريك هذا القطاع، بما هو الوسيلة الوحيدة لوقف الكارثة المناخية. وباتخاذ تدابير مناهضة للرأسمالية ضد المضاربين المستفيدين من ارتفاع سعر القمح، الخ.

المصدر : http://www.europe-solidaire.org/spip.php?article61771

ترجمة المناضل-ة



#دانيال_تانورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للرأسمالية أن تكون خضراء؟
- أثمان المنتجات الزراعية المستعرة، والوقود الزراعي، و الرأسما ...
- البديل المناهض للرأسمالية


المزيد.....




- وجهة نظر طبقية حول التحولات السياسية في سوريا
- رشيد غويلب والتجمع المدني الوطني العراقي
- نعم لإطلاق سراح المنتفض احمد الهلالي
- الكنديون إلى صناديق الاقتراع.. هل يفوز الليبراليون بفترة ثال ...
- مكتبة الإسكندرية تعلق على نشر محادثة -عبد الناصر والقذافي-
- مظاهرة حاشدة بمدينة مالمو السويدية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ...
- Freedom for the protester Ahmed Al-Hilali
- الجبهة المغربية لدعم الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع: لنجعل ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير بالمغرب في تظاهرات فاتح ماي
- فيتنام: انتصار لن يُنسى أبدًا


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - دانيال تانورو - حرب روسيا على أوكرانيا- انهزامية ثورية أم انهزامية مضادة للثورة؟