أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية














المزيد.....

الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 12:37
المحور: المجتمع المدني
    



صادفتني هذه الحكاية الجميلة على صفحة فيس بوك دون توقيع أو توثيق. وسواءً كانت حقيقةً أم من نسج خيال كاتبها؛ أحببتُ أن أقصَّها عليكم لما فيها من عظمة وإلهام لشباب اليوم. وأكتبها لكم كما وردت بالدارجة المصرية الجميلة، مع بعض الصياغة والاختصار لطولها، الذي لا يحتمله المقال.
ذهبتُ إلى بيت فتاة أحلامي لأخطبها، فسألني والدها عن والديّ، ولماذا لم يأتيا معي، فأخبرته بأنهما في رحمة الله. “ربنا يرحمهم. طيب ماعندكش إخوات؟" "عندي أخويا "إسلام" أكبر مني. لو حصل نصيب يا عمي ووافقتم مبدئيًّا، المرة الجاية بإذن الله نيجي سوا.” “طيب يا أستاذ أحمد، أنت بتقول إنك معيد في كلية الهندسة، وميكانيكي. قصدك بتدرّس في الجامعة هندسة ميكانيكا؟” “لا يا عمي، أنا ميكانيكي في ورشة عربيات. أنا و"إسلام" أخويا ورثنا ورشة ميكانيكا من أبونا الله يرحمه، وشغالين فيها سوا من وأنا عندي 7 سنين. وهافضل شغال فيها إلى جوار عملي الأكاديمي في الجامعة.” تغيرت ملامحُ والد العروس وسألني: “ومش بتتكسف يا بني لو طالب من طُلابك جه يصلح سيارته عندك؟" “لا. مش باتكسف!” "طيب عندك شقة؟" "أيوه يا عمي الحمد لله البيت بتاعنا شقتين، والعروسة تختار اللي تعجبها.” “أكيد وارثين الشقق من الحاج الله يرحمه." "لا يا عمي، والدي ووالدتي ماتوا الله يرحمهم في حادثة من 20 سنة. والشقتين دول جبناهم قُريب مِن تعبنا. "إسلام" كان عنده 13 سنة، وأنا 7 سنين لما أبويا وأمي توفوا. يومها إسلام أخدني في حضنه، وقالي: دلوقت مالناش غير ربنا. والصنعة اللي علمهالنا أبونا عشان مانمدش إيدنا لحد. وفتحنا الورشة. في الأول الناس كانت بتجيلنا من باب العطف علشان عيال أيتام. بس شُغل الأسطي إسلام عمل لنا صيت في كل مكان؛ وبدأت الورشة تكبر وزباينها تكتر وجبنا صنايعية كمان. ومع الوقت اشتري أخويا حتة أرض وبنا شقتين واحدة بإسمي وواحدة بإسمه. إسلام أصرّ إني أكمل تعليمي وضحى علشاني بتعليمه. كان طول السنين دي بيشتغل في الورشة ويرجع البيت يعمل أكل ويغسل هدومي، لحد ما أكرمني ربنا وجبت 97٪ في ثانوية عامة، ودخلت كلية هندسة. ومن فرحته يومها أخدني ورحنا سددنا ديون 5 غارمات وخرجناهم من السجن. دخلت الكلية ورجعت تاني الورشة. بس قبل الامتحانات بشهر ونص، كان أخويا يطردني علشان أذاكر. وكنت باتفوق كل سنة عشان أشوف نظرة الرضا والفخر في عيون أخويا إسلام لغاية ما بقيت معيد. وعمري ما هنسي فضله عليا.” "الله! شوقتني يابني أشوف أخوك العظيم ده. هاستناكم الخميس الجاي بإذن الله.” "اتفقنا يا عمي.”
وجاء يوم الخميس وأمام باب العروس قال لي إسلام: “عِشت وشوفتك عريس يا باشمهندس. مش مكسوف مني يا واد؟" "أنا أتباهى بجزمتك قدام الخلق كُلها.” ومسكت إيد إسلام بوستها. فُتح الباب ودخلنا، وقال لنا والد العروس بدهشة: “أومال الأسطي إسلام ماجاش معاكم ليه زي ما اتفقنا؟!” تلاقت عيوننا وابتسمنا وقال إسلام: “أهلا يا عمي. أنا الأسطى إسلام.” انتفض الرجل في ذهول وقال: “الأسطى إسلام الأسطوري ده، طلع بنت مش ولد؟ القمر اللي قاعد قدامي ده أسطى في ورشة؟!" قالت إسلام ضاحكة: “أيوا يا عمي. أنا لابسة فستان دلوقت، بس في الورشة لو شوفتني بالأوفرول، هاتقول إني ب100 راجل. والحقيقة يا عمي أنا اللي قولت لأحمد يقولك كده عشان لو إترفض، مفيش داعي ندخل في تفاصيل زي دي.” "وضحيتي بعُمرك اللي فات كُله علشان اخوكي؟" "وأضحي عشانه بالباقي من عمري كمان. إحنا كدا يا عمي وقت الصعاب بنكون رجالة. بس بيني وبين أخويا بأكون أخته وأمه. ماكنش ينفع اتعامِل بشخصية بنت في ورشة، وإلا كنت هابقى لقمة سهلة. في الورشة أنا الأسطى إسلام الراجل، مش البنت اللي لابسة فستان وجاية تطلب إيد بنتك لأخوها.” ترقرقت الدموع في عيون الرجل قائلا: "أنا موافق يابنتي. وبادي أخوكي أغلى حاجة في حياتي وكُلي شرف إنكم تكونوا جزء من أسرتنا.” نظرت لي "إسلام" والفرح يملأ عينيها الجميلتين وقالت: “مبروك يا بشمهندس.” قلتُ لها: “تعرفي إنك بالفستان أجمل بنت في الدنيا؟" قالت إسلام: "حد يقول للأسطي بتاعه كدا؟! خصم أسبوع من مُرتبك علشان بتعاكسني.”
***
تحية للأسطى إسلام وشقيقها، ولوالد العروس المستنير، ولكل من يشبههم في هذا العالم الذي لا يقوم إلا بالرائعين فيه، من أمثالهم.


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان كريم … والهدرُ غيرُ كريم
- رمضان كريم … في بلادي الجميلة
- الرئيس السيسي: المرأةُ المصرية … مفتاحُ حياة
- في حضرة الطيبات والطيبين ... المنسيين!
- ما هديتُك في عيد الأم؟
- الستّ نعيمة … مبسوطة جديدة ...تحسبُهم أغنياءَ!
- الشيخ طنطاوي … البابا شنودة … ذكرى طيبة
- ماعت المصرية … على منصّة القضاء
- جائزة صموئيل حبيب … سمفونية العطاء
- خرافةٌ اسمُها: قبولُ الآخر!
- معجزاتُ أجدادي
- نسورٌ كثيرةٌ … وفريسة!
- محمود أمين العالم… أمي خائفةٌ منك!
- أكاذيبُ زجاج الشرفة
- هابي فالنتين
- ياسر رزق … وسنوات الخماسين
- إصبعُك والثعبان … أصحاب ولا أعز
- العالمُ المخبَأ في ورقةٍ صفراءَ صغيرة
- معرضُ الكتاب … والشتاء وآلزهايمر
- عيدُ الغطاس … والقلقاسُ الأخضر


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - الأُسطى إسلام … عظمةُ امرأة مصرية