کرة تبحث عن ملعب!

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أفضل کلمة يمکن من خلالها وصف مايدور بين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الولايات المتحدة الامريکية فيما يتعلق بما قد آلت إليه الامور في محادثات فيينا والمصير الذي بإنتظارها، هي"الغموض"، ذلك إن الضبابية لازالت تغطيها وحتى إنه بعد 8 جولات من المحادثات المستفيضة لم تتمکن من حل العقد المختلفة"وليس عقدة واحدة" والتي تجعل التوصل للإتفاق بعيد المنال، ولئن کانت معظم الاطراف المشارکة في محادثات وفي مقدمتها النظام الايراني ترغب في التوصل لإتفاق نووي، لکن من الواضح إن ماقد ذکره المتحدث بإسم وزارة الخارجية الايرانية من إن الکرة في ملعب واشنطن ومن إن بلاده لم تحصل في الوقت الراهن، على رد نهائي من جانب واشنطن، مضيفا "إذا أجابت الولايات المتحدة على القضايا العالقة، فيمكننا حينئذ العودة إلى فيينا في أقرب وقت ممكن"، لايبدو إنه موقف مقنع للأطراف الاخرى المشارکة في محادثات فيينا بشکل خاص والمجتمع الدولي بشکل عام، ذلك إن العيون کلها مرکزة على طهران بإعتبار إن أساس المشکلة والعقدة الرئيسية عندها بالذات.
الرد المتسم بالامتعاض للمتحدث باسم الخارجية الامريکية نيد برايس، يوم الاثنين على المتحدث بإسم الخارجية الايرانية والذي أشار فيه الى إن المشکلة في طهران عندما قال:" جميع المعنيين بالمحادثات يعرفون بالضبط من الذي تقدم باقتراحات بناءة ومن تقدم بطلبات لا صلة لها بالاتفاق حول النووي، وكيف وصلنا إلى هنا"، کما أضاف، "لا أعتقد أنه يمكن وصف رد الكرة هذا إلى ملعبنا بالنزيه"، ومن الواضح جدا وبحسب العديد من المصادر إن إزالة الحرس الثوري من الارهاب وعدم التصدي لموضوع الصواريخ البالستية وکذلك لموضوع التدخلات في المنطقة، هي أمور يحرص النظام الايراني على إثارتها والتأکيد عليها، في وقت يعلم الطرف الآخر وتحديدا الولايات المتحدة الامريکية بأن إذعانها لهذه المطالب من شأنه خلق متاعب لها في واشنطن وفي بلدان في المنطقة، هي أساسا في غنى عنها.
الکرة التي يحدث عنها المتحدثان بإسم الخارجيتين الايرانية والامريکية، لايبدو إنها لحد الان قد وجدت ثمة ملعب کي تستقر به، بل إنها مازالت تتقاذف هنا وهناك رغم إن الجميع يعلمون بأن مستقرها ومآلها الى الملعب الايراني لأن العقدة الاساسية هناك، وإن طهران عندما تقوم بطرح أمور ومواضيع ومطالب مختلفة على طاولة المحادثات، فإنها تريد أن توحي للعالم بأن الامريکيون تحديدا هم من يعتبرون أساس المشکلة ويقفون عائقا أمام التوصل للإتفاق، لکن وکما ذکرنا آنفا فإن طروحات طهران هذه لاتعتبر مقنعة و إن العيون کلها مرکزة على طهران بإعتبار إن أساس المشکلة والعقدة الرئيسية عندها بالذات.

#سعاد_عزيز (هاشتاغ)       Suaad_Aziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات