مطيع بن إياس وأبو جعفر المنصور

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 19:02
المحور: الادب والفن
    

مطيع بن إياس والخليفة المنصور
الأول: شاعرٌ مقل ٌ، وهو من الشعراء المخضرمين، عايش نوعين من الاستبداد: الأموي والعباسي، وعيه الفردي أوصله إلى التمرد على ما هو كائن، فآثر المجون والتشرد وصيرهما جناحيه في سماء الحياة والأدب، رأى الحياة ً أغنية حلوة فصار شعره حلاوة الغناء والطرب. وفي بداية الخلافة العباسية رسخت علاقة مطيع بن إياس مع جعفر بن أبي جعفر المنصور. لم يرتح المنصور لهذه العلاقة.. ربما خوفا على ولده أن يتشبه بتمرد مطيع ومجونه. فنقطع الوصل بينهما بأمر من المنصور. وحين باغت الموت جعفر
أثقل الحزن منكبي ّ المنصور وقلبه. هنا تذكر المنصور، مرثية لمطيع بن إياس يرثي فيها يحيى بن زياد. فأمر المنصور مع اتمام مراسيم الدفن أن تقرأ هذه المرثية وحين سمعها.. بكى المنصور بكاءً شديدا، ثم خاطب المشيعين
: صاحب هذا القبر – ويعني ولده جعفر – أحق بهذا الشعر
(يا أهل ِ بكّوا لقلبي القرح ِ
وللدموع الذوارف السُفح ِ
راحوا بيحيى، ولو تُطاوعني ال
أقدار لم يبتكر، ولم يرح ِ
يا خير مَن يَحسُن البكاء له ال
يوم، ومن كان، أمس للمدح ِ)
اتوقف هنا متسائلة: لماذا في الزمن الذي يعج بالشعراء وقصائد المراثي يختار المنصور قصيدة الشاعر مطيع بن اياس!! والمنصور هو الذي أضرم قطيعة بين ولده وبينه؟، ثم لماذا سلب َ مرثية مطيع التي يرثي فيها يحيى بن زياد ونسبها لولده جعفر؟ الموقف الثاني يكشف عن نوع قبيح من المفاضلة التي يمارسها الإنسان من باب القوة. وهناك سؤال آخر : هل يحاول المنصور مراضاة ولده الراحل من خلال إعادة الصلة بين مطيع وجعفر شعريا إلى الأبد، وهكذا يعتذر المنصور لولده عما بدر منه؟ .
اقول ذلك ولم يصل عبر تاريخ الأدب : ما هو وقع ذلك على مطيع وعلى زياد والد يحيى !!

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل