قامت بعض تيارات الاسلام السياسي في الاونة الاخيرة في مدينة بغداد بتهديد المواطنين وتخويفهم فشنت حملة رجعية في المدارس والمستشفيات و بعض المؤسسات و الأحياء لفرض الحجاب على النساء. و كذلك قامت بتهديد بائعي الخمر
ودور السينما وقامت بعض عناصرها، كجزء من الحملة، بتدمير معامل الخمر بالرغم من إعلام أصحابها المسبق
للقوات الأمريكية بتلك التهديدات. وعلى الصعيد نفسه قام عدد من ائمة المساجد في بغداد في خطبهم بشن حملات تهديدية ضد المواطنين. حرض احدهم على تفجير دور السينما و قتل بائعات الجسد وبائعي الخمر و شاربيه. إن هذه التهديدات و الاعمال الارهابية التي تمارس ضد الجماهير، بذريعة "الأخلاق" و الإبقاء على "الثقافة و التقاليد" الخاصة للمجتمع العراقي، خرق مفضوح لابسط الحقوق و الحريات المدنية للمواطنين و تشكل تهديدا خطيرا لأمنهم و سلامتهم وحقهم في العيش بعيدا عن التهديد و الإحساس بالرعب. أنها في الحقيقة- مهما كانت الذرائع - طريقة إرهابية وقمعية لا تختلف عن اساليب النظام البعثي الفاشي. إن تلك الممارسات تحركها أغراض سياسية مفضوحة لتك الجماعات من الإسلام السياسي الرجعي بغية كسب النفوذ وفرض اهدافها السياسية عن طريق العنف و الاعمال الإرهابية ، و هي تعكس كذلك إفلاسها السياسي. إن هذه التهديدات تجري في ظروف الانفلات الامني للمجتمع و حالة الفوضى التي يمر بها العراق و خاصة مدينة بغداد ذات الـ 5 ملايين نسمة و التي يعاني سكانها اشد المعاناة بسبب انهيار الادارة و الخدمات المدنية، بما فيها الكهرباء و الماء، وانتشار أعمال النهب و السرقة و تهديدات لعصابات المسلحة لامن المواطنين. إنها تضيف عبئاً مضاعفاً على حياة و امن و سلامة السكان . و من الملفت للنظر إن كل تلك التهديدات و الاعمال الاجرامية تجري على مسمع و مراى القوات الأمريكية و حليفاتها وكذلك القوى و الاحزاب السياسية القومية والدينية الأخرى الموالية لأمريكا.
إن أمريكا و كل تلك الأحزاب بغض النظر عن ما يجري بدافع من مصالحها السياسية الرجعية واغفال ما يعانيه الناس و خاصة النساء من جراء تلك التهديدات. اننا في الوقت الذي ندين بشدة هذه الاعمال و التهديدات التي تقوم بها تيارات و قوى الاسلام السياسي في العراق والتي تخرق بشكل مفضوح ابسط الحقوق و الحريات المدنية للمواطنين، نحذر هؤلاء بان ما يقومون به هو امتداد لممارسات النظام البعثي الفاشي الذي عانت الجماهير في ظلها اشد المعاناة طوال اكثر من 34 سنة، ولا تقف الجماهير، الغاضبة من أي مظهر من مظاهر الدكتاتورية ، ساكتة على هذه الاعمال.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ندعو الجماهير المحبة للحرية و الانسانية و جميع الاحزاب و القوى السياسية التي تؤمن بالحريات والحقوق المدنية و الفردية للمواطنين، أن تتخذ موقفاً صريحاً من هذه الاعمال و تقف بشكل صارم ضدها.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
20/05/2003