|
حروب الردة ونهاية الدعوة المحمدية
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 7 - 01:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وفقا لما ورد في كل المصادر الأسلامية ، أن بوفاة رسول الأسلام ، وتولي أبو بكر كخليفة للمسلمين ، أرتدت معظم القبائل العربية عن دين محمد ، " ولم يبقى على دينه سوى بعض القبائل المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى سكان المدينة ، ومكة ، والطائف .. / نقل من موقع طريق المعرفة " . هذا ما أردت تناوله في هذا البحث المختصر - بقراءة حداثوية ، دون أستعراض للحملات العسكرية لهذه الحروب - المذكورة في معظم المراجع الأسلامية ، وللمهتم ممكن الأطلاع عليها .
الموضوع : توفي رسول الأسلام سنة 11 هجرية ، وفي أجتماع سقيفة بني ساعدة ، والرسول مسجى في دار عائشة - ولم يدفن بعد ، بويع أبو بكر خليفة للمسلمين / بعد تجاذب وعصبية وحراك بين المهاجرين - أبي بكر وعمر .. ، والأنصار - سعد بن عبادة ورهط من الأنصار ، وكان علي بن أبي طالب والعباس وولديه قثم والفضل يعدون محمدا للدفن . وقد أدت وفاة محمد ، الى رد فعل كبير لدى القبائل العربية ، فأرتدت معظمها عن الأسلام . فشن الخليفة أبو بكر حروبا على القبائل المرتدة ، ولم يترك أحدًا منهم ، وقد حدثت هذه الحروب للفترة بين " 11 – 13 هجرية " ، وقد جاء في موقع / طريق الأسلام ، بخصوصها التالي ( هذه مجموعة من أشرس الحروب الإسلامية ، وكانت خطورتها كبيرة من أكثر من وجه ؛ أولًا لأنها كانت بعد قليل من موت رسول الله ، وثانيًا لأنها كانت في أكثر من اتِّجاه في وقت متزامن ، وثالثًا لأنها كانت حربًا أهليَّة تدور رحاها بين أفراد في داخل الدولة نفسها ، ورابعًا لأن الأعداء الخارجيين المتمثِّلين في فارس والروم كانوا يتربَّصون بالأمَّة ، ومن المتوقَّع أن ينقضوا عليها إذا وجدوا فيها اضطرابًا ..) . وبهذا الصدد أسرد ما قاله الخليفة أبوبكر الصديق / قولته المشهورة - في حروب الردة ( لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ) .
القراءة : أولا - أن الدعوة المحمدية أنتهت بموت صاحب الدعوة ، محمد بن عبدالله ، والدليل على ذلك يتأتى من حدثين : (1) فالرسول توفي في 12 ربيع الأول سنة 11 هجرية ، وفي ذات هذا اليوم تخاصم الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، على من يخلف محمد / قبل أن يدفن ، وقبل أن يحفر له لحد ! ، وبويع أبو بكر بعد صراع بين الأنصار والمهاجرين ، (2) ، أن ردة القبائل عن دين محمد ، دليل على أن من أسلم من تلك القبائل كان غير مدركا لماذ غير دين أجداده ! ، كذلك لم يكن هناك أي أيمان حقيقي بدين محمد من قبل هذه القبائل ، وألا لم تغير أتجاههم العقدي حين سماعهم بنبأ وفاة محمد ! .
ثانيا - ما كان يثني القبائل عن الردة في عهد محمد ، هو ما يحصلون عليه من " غنائم " أثناء الغزو . علما أن محمدا غزا العديد من الغزوات في عهده ، وكانت الغنائم وفيرة للقبائل المشاركة في الغزو ، وقد جاء في كتاب صحيح البخاري أنّ زيد بن أرقم سُئِلَ عن عدد غزوات النبي : ( كم غزا النبي من غزوة ؟ قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوت أنت معه ؟ قال : سبع عشرة ، قُلْت فأيهم كانت أول ؟ قال : العشير أو العسيرة ، فذكرت لقتادة فقال : العشيرة ) .
ثالثا - أن الردة حصلت أيضا في عهد محمد ، ولكن برتم أقل ، وقد جاء في موقع / أسلام ويب ( إن القبائل التي ارتدت عن الإسلام في عهد رسول الله ، ذكرها الإمام البيهقي في سننه من حديث محمد بن إسحاق بن يسار قال: أول ردة كانت في العرب هو مسيلمة باليمامة في بني حنيفة ، والأسود بن كعب العنسي باليمن في حياة رسول الله .. ) ، وبذات الصدد ، يحدثنا موقع / طريق الأسلام ، أيضا ويبين ، أن أمورا أخرى قادت للردة منها دفع الزكاة / فلم تدفع الزكاة ومن سنها قد قضى أي محمد ! ، وقضية الطموح والزعامة ( وقد ارتدت بعض القبائل لعدم فقهها لفريضة الزكاة ، في حين ظهر زعماء طموحون للزعامة حاولوا الإفادة من العصبية القبلية باستقطاب قبائلهم كما فعل مسيلمة في بني حنيفة ، والأسود العنسي في اليمن ، وطليحة في بني أسد ، وسجاح ومالك بن نويرة في بني تميم ) .
رابعا - هنا لا بد لنا أن نتساءل ، هل أن الأيمان ينتهي أو يخفت بموت صاحب الرسالة أو بمدعي الدعوة النبوية ! ، وهل أن الردة تحتاج الى سيوف لكي ترد أصحابها الى حضيرة الأيمان ، وهل الأيمان والمعتقد يشترى ، كما هو الحال / مثلا ، بالمؤلفة قلوبهم ، فقد جاء في / موقع الألوكة ، بخصوص المؤلفة قلوبهم ( فرَض الله - تعالى - في محكم كتابه الكريم للمؤلَّفة قلوبهم سهمًا في الزكاة ، فقال - جل شأنه-: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ / 60 سورة التوبة ﴾ . وكان رسول الله يُعطي المؤلَّفة قلوبهم هذا السهم من الزكاة على هذا النحو : جماعة منهم ليُسلموا ويسلم قومُهم بإسلامهم ، وجماعة أسلموا بضعف إيمانهم ، فكان يعطيهم لتقوية إيمانهم وترغيبهم ، وجماعة كان يُعطيهم لدفع خطرهم وشرِّهم ..) .
أضاءة : يتضح مما سبق ، أن كل ما أنجزه رسول الأسلام / وفق نهجه ، من دعوة وهداية للحق ، ذهب معظمه أدراج الرياح بمجرد موته ، حيث قام أصحابه ، وفي مقدمتهم أبو بكر الصديق ، الذي ذكر بآية في القرآن { إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 40 سورة التوبة } ، بالهرولة لأقتناص فرصة الحكم والخلافة .. ولكن كلمة للتاريخ وللحقيقة ، انه لولا حروب الردة / بخلافة أبو بكر ، لكان الأسلام محصورا بين عدد محدود من القبائل ، وذلك لأنه لم يكن هناك أيمانا حق لا في حقبة ما بعد رسول الأسلام / حيث أرتدت القبائل ورجعت بالسيف للأسلام ، ولا حتى في حقبة الرسول ، حيث كان يشترى أيمان البعض بالمال / وفق مبدأ المؤلفة قلوبهم . والتساؤل هنا : هل المال يقوي من هداية العباد ، ويعزز من أيمانهم ويثبته ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، وهل أذا نفذ أو نضب هذا المال ، ينتهى المعتقد ويخفت الأيمان ! .. هذه مجرد تساؤلات ، والعاقل يفهم ؟ .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرحمة والأستغفار بين المسلمين وبين الكفار
-
ماذا لو حجبت آيات الجهاد من القرآن ؟
-
- رائف بدوي - أخر المتحررين من السجون السعودية
-
سلمان الفارسي .. من الزرادشتية الى الأسلام
-
العهدة العمرية .. وثيقة تشويه الحقائق التاريخية
-
- أبراهيم عيسى - وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي
-
الأسلام ومفهومي الرحمة والنقمة
-
الحكم الأسلامي بين الشورى وبين التوريث
-
الشريعة الأسلامية .. أضاءة في الصميم
-
المملكة العربية السعودية ومحمد بن سلمان .. قراءة نقدية
-
أضاءة في بدأ التشيع
-
السنة والشيعة - من يكفر من -
-
عائشة .. سيرة حبلى بالصراعات
-
القتل من أجل السلطة / واقعة الطف - كأنموذج
-
زهد الرسول والصحابة .. بين الحقيقة و الوهم
-
قراءة نقدية لحديث .. السلام على غير المسلمين
-
الأخطبوط الأيراني .. بين القومية والمذهبية
-
قراءة لآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْ
...
-
قراءة .. في حكم تارك الصلاة
-
أنعكاس مفاهيم النص القرآني على الفكر والمجتمع
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|