أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - تأملات في أسس الخطوبة المسيحية















المزيد.....

تأملات في أسس الخطوبة المسيحية


عزيز سمعان دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 6 - 18:06
المحور: المجتمع المدني
    


الخطوبة هي اتفاق بين شخصين تمهيدًا للارتباط بالرباط المقدس وهو الزواج.
وهي فترة استعداد، واختبار كلّ واحد للآخر، للتأكد من مشاعرهما والاستعداد معًا لتأسيس بيت الزوجيّة المبني على شخص الرّبّ يسوع، صخر الدهور.
من خلال كلمة الوحي المقدس، نستطيع استخلاص مجموعة أسُس ومعايير لخطوبة ناجحة تسير نحو زواج مبارك.

استُخدِمت الخطوبة في العهد القديم، كرمز وتشبيه لعلاقة المحبّة، الالتزام والارتباط بين الله وشعبه. يسجل الوحي المقدس في سفر النبي هوشع:
"أخطبك لنفسي الى الأبد. وأخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم. أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (هوشع2: 19 و20).
من هذا النص نستطيع استخلاص أساس بل أسس متينة للخطوبة الناجحة، منها:
1. علاقة ثابتة راسخة، مبنية على: العدل، الحق، الاحسان، المراحم، الأمانة. إذا تأملنا جيدًا في جميع هذه الأسس والمعايير نجد أنها تجلّت بوضوح في عمل المسيح على الصليب، فالرّبّ أمينًا دومًا تجاه مواعيده، وهكذا علينا نكون أمناء في الوعد والعهد، لمجد الرّبّ ولحياة أفضل.
2. هدفها: التقدم في معرفة الرّبّ. علاقة الخطوبة الناجحة تتقدم من خلال معرفة الرّبّ، فالصلاة والتأملات الفردية والمشتركة معًا بين الخطيبين، تعمل على توثيق علاقتهما مع الرّبّ ومع بعضهما البعض، للنمو والتقدم في مشيئة الرّبّ ومعرفة مشورته.

وقد استُخدِمت الخطوبة في العهد الجديد، كرمز وتشبيه لعلاقة المحبّة، الالتزام والارتباط بين الله وكنيسته (المؤمنين). فيقول الرسول بولس:
"فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كورنثوس 11: 2).
هنا نرى أساس العلاقة المقدسة الطاهرة.
3. علاقة مقدسة طاهرة: مقدمة لشخص الرّبّ يسوع وأمامه، هو ثالثكم، وحافظ عهدكم، وراعي حياتكم، وباني بيتكم على صخرة شخصه المبارك. حقًا هنالك مسؤولية شخصية من كلّ منكما تجاه الآخر، لكي يُصبح اهتمام كلّ منكما بالآخر نهج حياة عملية مستدامة، ليتألق كلّ منكما بالحيوية والنضارة، فيفيض بالفرح والسعادة، وليكن الرّبّ سرّ ومنبع الفرح في داخلكما، ليفيض لكلّ من حولكما.
وفي نشيد الأنشاد نقرأ "مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟ تَحْتَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ شَوَّقْتُكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ أُمُّكَ، هُنَاكَ خَطَبَتْ لَكَ وَالِدَتُكَ. اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا." (نشيد الأنشاد 8: 5-7)
4. حياة فيها سند: مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟ كلّ واحد يسند الآخر، كلّ واحد معين للآخر. بالطبع سرّ ومنبع القوة والنصرة للحياة المشتركة، هو شخص ربنا يسوع المسيح، الذي يسندنا في طريقنا معه.
5. حياة مبنية على الثقة: من جهة هنالك الترابط الوثيق "اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ." ومن جهة أخرى علينا أن نوجه الغيرة الحسنة، أي الغيرة المهتمة المسؤولة البناءة وليست المشككة المتهورة الهدامة، نحو الثقة الطيبة المبنية على المحبة والصراحة لئلا تهدم ما بنيناه لأن "الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ".
6. حياة مبنية على المحبة: المحبة الحقيقية التي تتميز بمواصفات أنشودة المحبة في (1 كورنثوس 13)، وهي المحبة التي لا يمكن التعويض عنها بأي أمر آخر، مهما كان اعتباره ووجاهته، "مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا."

وفي اشعياء نجد العلاقة تتجلى بالفرح والجمال "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا." (إشعياء 61: 10)
7. فرح: فهي فرح في معرفة مشورة الله ومشيئته لحياتي مع من سيشاركني مسيرة الحياة. "... وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ." (إشعياء 62: 5)
8. جمال: فيها كلّ شخص يهتم بأناقته ليكون في أجمل صورة من الداخل والخارج أمام من يُحبه. فكلّ من الخطيبين يُجمّل نفسه للآخر والعلاقة المباركة معًا تأتي بجمال ثمرها في رفع مستوى جمال الروح الداخلي والأناقة الخارجية المتجلية في كلا الخطيبين معًا.

وفي سفر عاموس يقول "هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟" (عاموس 3: 3).
وهنا نجد:
9. وعد ومواعدة: فهو لقاء ليس بالصدفة، إنما ترتيب إلهيّ واتفاق بين طرفين، على الزمان والمكان والتفاصيل.

وفي سفر الجامعة "اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. أَيْضًا إِنِ اضْطَجَعَ اثْنَانِ يَكُونُ لَهُمَا دِفْءٌ، أَمَّا الْوَحْدُ فَكَيْفَ يَدْفَأُ؟ وَإِنْ غَلَبَ أَحَدٌ عَلَى الْوَاحِدِ يَقِفُ مُقَابَلَهُ الاثْنَانِ، وَالْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا." (جامعة 4: 9-12).
10. نتاجها مبارك وفعّال. أجرتها صالحة. فيها فرح وتعزية ورفقة مؤنسة.
11. دفء الحياة المبنية على المحبة.
12. فيها نصرة بتكاتف الطرفين، وفي ارتباط وثيق لا ينقطع بوجود الرّبّ في الوسط.

لنثق أن الخطوبة المبنية على مشورة الرّبّ، والطالبة مشيئته للحياة، والمستندة على رعايته وحضوره في مركز الحياة، ستتقدم إلى بناء حياة زوجية مباركة، تنطلق منها أسرة مباركة، تؤلف كنيسة بيتية صغيرة مباركة تمجد اسم الرّبّ الذي هو مصدر كلّ البركات الأرضية والسماوية. فالخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا، فهو مكون من ثلاثة خيوط مجدولة معًا بإحكام، فمتانته أقوى بأضعاف من متانة كلّ خيط لوحده. عندما يكون الرّبّ شريك في كلّ تفاصيل حياتكما، فلا تخافا، فهو فرحكما وقوتكما ونصرتكما وحمايتكما، وبه وحده روعة حياتكما المشتركة، والمنطلقة نحو الحياة الفضلى، الحياة الممتلئة بالنعمة والسلام.



#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفات المحبة
- كلمة تخريج فوج ال 67 في المدرسة المعمدانية في الناصرة 3.7.20 ...
- كلمة افتتاح البرنامج الفصحيّ 1.4.2022 في المدرسة المعمدانية ...
- 99 بَرَكَة
- لنعلن في ذكرى الميلاد ميلادًا جديدًا لحياة أفضل
- لقاء مميز وذكريات لخريجة الفوج الأول
- سبع عادات للمعلمين الجّيدين وللمعلمين المُلهمين
- سبعة أخطاء كبيرة للمربين
- الافتراض العظيم
- بناء الأجيال
- الناس والميلاد
- الآباء الجيّدون والآباء الرائعون
- إعلانات وتعاملات الله
- أولاد التحديات
- تأملات في الصلاة الربانية
- جزيرة الأشخاص الطِوال
- الشكر شفاء وحياة
- عيد الشكر
- في السجن أو في القبر
- مناصب ومراكز


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عزيز سمعان دعيم - تأملات في أسس الخطوبة المسيحية