أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الديمقراطية الزرقاء وسيكولوجية التلقي














المزيد.....

الديمقراطية الزرقاء وسيكولوجية التلقي


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 16:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


من سيئات التواصل الاجتماعي اليوم ، تقديم الدجل حكمة، وتبويء الشعوذة طبا، وعرض المرضى النفسيين كمشاهير، وتنصيب الحمقى نجوما،وحلول المعطوبين نفسيا في الصدارة ، وإعلان الإنتهازية بطولة،والنعيق متعة،وبسط التفاهة عنوانا للمرحلة ، واعتبار الإنشاء الابتدائي صحافة ، والمأساة وصفة ممتعة، والفضائح فرجة ، والأنثى ليس أكثر من وعاء لتفريغ المكبوتات المتكلسة من زمان .

لذلك ، سواء بدافع التقاسم المغرض أو السبق الصحفي المريب ،وتحت يافطة الإبهار وإنتاج الدهشة والغرابة ، أومن أجل قتل الوقت لإمتاع الصداقات الطائشة والترفيه عن النفس اللوامة ،وإشراكها في صناعة الحدث ،بعد تنميقه بضلالات الافتعال والشعبوية ، بغية حصد الإعجابات والتهافت على المشاهدات القياسية ، يقوم بعض التواصليين من المؤثرين السلبيين في حياة الناس عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بتعميم محتويات فيديوية ذات الطابع التلفيقي المغرض، ويكرسون تداول بعض الأقوال والموروثات المفذلكة بالشعبوية الدينية تارة ، وبنكهة العلم والمعرفة السطحية في أحسن الأحوال.


في علاقة بسيكولوجية التلقي ،بودنا السؤال ، مادام هو جوهر القضية . كيف نستسيغ تتبع السفالات ونسهم في الترويج للإشاعات المغرضة الكاذبة التي تسيء للأمن الشخصي، وتشوش على استقرار السلم الاجتماعي بدافع الاستكشاف والفضول ؟
وكيف يقبل البعض عن حسن أو سوء نية ، تقاسم خلطة إشاعات خبيثة حاقدة ليس لها نصيب من الربح غير ترويع أمن الناس ،وإرباك منسوب القيم المتأصلة في نفوسهم ،وزعزعة الاستقرار المكتسب لديهم ؟
إن جهل الناس بمضامين الإشاعات كواجهة للتدمير النفسي ،لا يبرر تقاسمها وترويجها ذاتيا والدعاية لها والإعلان عنها بمنطق النازية على أوسع نطاق، سواء كان ذلك بدافع النكاية والتشفي في الإعلام الرسمي ، أو دعما حقيقيا لجهات معادية للوحدة والسلم الاجتماعي للبلد .
أريد أن أقول ،أن الإشاعات المغرضة التي تستهدف روح المجتمع وقيمه الأصيلة والتي تتوخى الإساءة لهوية الدول العربية ،وتشويه تاريخها والعبث به ، في مسعى حثيث إلى خلق البلبلة والفوضى في ظهرانيها ،لم تعد تنطلي على أحد. وبات الكل مكشوفا و منكشفا وعلى علم بصانعيها ومروجيها والمستفيدين من ريعها . ولنا في أمثلة إلصاق شبهة الدين اليهودي بأصول أشخاص عرب ومسلمين أبا عن جد ،لا لشيء ،سوى النيل من أصل الرجل وفصله وتمريغ كرامته بنكهة الحرية في التعبير ،والهامش العريض للديمقراطية الزرقاء .

وبالمقتضب المفيد ، ومن أجل استغلال مثمر لهامش الحرية الرقمية ،وفي أفق تواصل اجتماعي مريح وناجع ،بات من الضروري على المؤثرين وأشباه المؤثرين ، كما على النخبة المثقفة وأشباه النخبة اليوم قبل غد ، ليس تجنب تصفح إنتاج الإشاعة المغرضة فحسب ،بل عدم الإعلان عنها والدعاية لها عبر مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي .
إن الترويج للإشاعة على السوشل ميديا بالسرعة والدينامية الفائقة ،ووجود أطراف داخلية تستلذ بذلك يعتبر جريمة أخلاقية بآلية رقمية مطلوب تفعيل الضوابط القانونية بشأنها ، لا سيما وأنها باتت ممارسة ممنهجة مكشوفة لدى المناهضين للاستقرار المجتمعي للدول . والمنتشين بزرع الفوضى لتشتيت وحدة الأمم وأمنها واستقرارها المجتمعي .

إن إسلام علماء غربيين ، ومعاقبة أشخاص بطرق غيبية ، والعلاجات بالتلاوات والطلاسم والرقاوات ، ورمي الناس بشبهات التدين لغير الإسلام ، واجتراح كبرياء العموم ، وتسويق العادات فرائض إلى غير ذلك من الموروثات الثقافية إشاعات خبيثة ومغرضة لا تستحق أي اهتمام من فئة المؤثرين الإيجابيين ،لكننا نراهن على ذكاء مواطنينا ونخبتنا المثقفة في خلق جدار واق ، ضد كل إشاعة تتوخى النيل من الهوية والتاريخ ، وزعزعة أمن المجتمع والتشكيك في قيمه

من المعروف ، في البراري والغابات المتوحشة ، حيثما انتشرت رائحة الموت تتجمع الطيور المفترسة التي تغتذي على ما تتركه الضواري . وما يحزننا في الظرفية التراجيدية الحالية للعالم العربي أن كواسر النت ،ينتهزون هامش الحرية المتاح ،ويقتنصون المشاهد المؤلمة ، ويغدقوا في إنتاج الدهشة والصدمات ليغرقوا منصات التواصل بفيديوهات ترويعية ظاهرها المنافق التنبيه ، وباطنها هاجس السعي الوقح إلى الرفع من المشاهدات وأعداد متابعيهم ومكاسبهم المادية ، مهما كانت الأضرار والمخاطر الجانبية التي تخلفها انتهازياتهم التي تركب على كل الطوارئ بذهنية افتراسية تظل وستظل ، بعد انحسار القيم وتغاضي الضوابط أشد فتكا من أوبئة الأرض مجتمعة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمنظومة التواصلية في بعديها الواقعي المغلق والافتراضي المفتو ...
- ثلاث منصات بشرية لإطلاق المبادرات الجريئة والملهمة عزوز عبد ...
- هاجر جرومي ناشطة في حقوق الدفاع عن الأقليات بكندا
- إيريس فضاء حي لتشكيل النخب
- التعدد الثقافي والإثني أشد خطورة من الصراعات السياسية الدولي ...
- عبير العطار شاعرة عربية بنكهة كونية
- في يومه الثالث المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة يسجل 70 ألف زائ ...
- التفاوت في اعتماد الوسائط الرقمية بين الرجل والمرأة بين التر ...
- معهد المخطوطات العربية بالقاهرة يشرف على تدبير ما يقرب من 3 ...
- رواية -فريدة- للأديبة نهال كمال صرخة في وجه السفالات البشرية ...
- قاعات السينما في مصر الطريق الى الانقراض بات سالكا
- الطريق إلى الجريدة الورقية غير معبد بمصر
- منجز بشرى اقليش هرم فلسفي ثلاثيامتناسق الأبعاد ، وناظم مركزي ...
- مواقع التواصل الاجتماعي : الدخول المدرسي وعلم النفس الاجتماع ...
- حول الأهداف غير المشروعة لتطبيق التواصل مع النجوم
- حوار مع الفنان الفوتوغرافي -عبد العالي النكاع-: تبقى الصورة، ...
- حسين عبروس : عدد الأطفال في الوطن العربي يفوق 22مليون طفلا، ...
- رواية- قبة السوق- حزمة فواجع ولوامع وانفلاتات تقطن القلب وتح ...
- الأب الروحي للفيلم التربوي بفاس محمد فرح العوان في ذمة الله
- شمس الدين بلعربي فنان جزائري مازال يصمم ملصقات الأفلام العال ...


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الديمقراطية الزرقاء وسيكولوجية التلقي