عبد الرحمن الفقي علي
الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 22:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ظهرت العلمانيه في المجتمع الغربي كردفعل طبيعي نتاج تغلغل الدين المسيحي في كافة أوجه الحياه وما تبعه من انحطاط ثقافي وسياسي واجتماعي علاوة على تكالب السياسيين والكهنه على الشعوب المستضعفه فكانت فكرة براقه اخذت على عاتقها فصل كل ما هو سياسي عن ماهو ديني تلك المساحه الضيقه في بداياتها سنحت لبذرة العلم والعلماء بالنمو والتطور وتغيير الخارطه الثقافيه والاجتماعيه والفرديه لارقى المراحل
مايشهده العالم الغربي الان كان نتاج تلك البدايه الجوهرية
اذا لماذا لم تجد العلمانيه تلك المساحه في العالم الإسلامي رغم أن الحديث عن العلمانيه يضج اوساط المثقفين
اعتقد ان الاسلام لو دققنا النظر فيه يحمل في طياته مشروعا سياسيا شموليا رغم انه لم يتطور و فشلت جماعات الاسلام السياسي في كسب الشعوب الاسلاميه لها لما يتضمنه من كبت وقمع للحريات إلا أنه ظل في موقف الدفاع ضد كل من يحاول زعزعته من السياسه مرتديا جلباب الدين وصارخا ضد كل دعوة للعلمانيه في منابر المساجد
وذلك لأنه يخفي مشروعه السياسي الذي سيتحول إليه في اول فرصه
كما أن واحده من صعوبات تطبيق العلمانيه في المجتمعات الاسلاميه أن تعاليم الإسلام نفسها قد اوثقت الغلال بالشعوب وربطت مصيرها بالحكام وعدم الخروج على الحاكم مهما اشتد طغيانه الف وأربعمائة عام صنعت شخصيه اسلاميه فقيره معرفيا متردده تائهه لاتمتلك حتى ادنى مقومات الديموقراطية تم تذويب كامل شخصية الفرد في النص الديني الاسلامي والثقافه المحليه التى هي ايضا بمثابة النص الديني الذي يتطابق مع الدين
للخروج من هذه الأزمة الثقافيه السياسيه والاجتماعيه حري بالنخب المثقفه أن تدق ناقوس التنوير وتمتلك الشجاعه بتقديم نقد ديني في محاوله لايقاظ هذه الشعوب لم يعد الأمر صعبا كما كان فالعالم الآن أصبح فيه نقل المعلومه من ايسر الأشياء ولم تعد المجتمعات منفصله عن بعضها فيمكن كسر كل الحاضنات الاجتماعيه وخلق حاضنات موازيه تستطيع أن تؤدي دورها في انتشال الجماهير من غفوتها
#عبد_الرحمن_الفقي_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟