|
التدين والاخلاق الاجتماعية اولوية أم تزاحم؟
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 08:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كل مجتمع بشري هناك عاملين مهمين يقودان حركته نحو الأمام أو البقاء في حالة الجمود والتوقف وهما العامل الأول المحرك المادي الذاتي وعامل التوجيه والتأشير وضبط الإيقاع الحركي للعامل الأول ، العامل الأول يتميز بغلبة الوصف المادي وارتباطه بالحاجات المادية الغريزية للإنسان ومتطلبات الاستمرارية الوجوديه ،وهي التي تفعل أو بإمكانها الفعل والتفاعل أو لديها القوة والقدرة على العمل الذاتي تلبية للضرورة وليس خيارا متاح وتتمثل تلك العوامل بالثلاثية ( العمل _ الغذاء _ التفكر ) ،هذه الأساس الذي لا يمكن للمجتمع أن يتحول منه للعامل الثاني ما لم يتم تأمين القدر الأدنى منه للحفاظ على الوجود ليأتي بعده العامل المثالي التوجيهي الرابط والمؤشر للحركة الأولى ويتمثل بثلاثة عناصر ،الأول والثاني يولدان وينتجان الثالث فيقوم الثالث بضبط حركة المجتمع أستنادا لرؤية المرتكزين الأولين ويمثلان غريزة الإيمان والتدين بالفطرة ، والقيم الطبيعية التي تشكل مادة الأخلاق وتنتج من كيفية فهم الوجود لدى الإنسان وتسمى القيم الأخلاقية الخلقية ،بعدها يأت القانون ومن نتاجهما ليولد لنا ضوابط أخلاقية تحاول أن تثبت أو تتثبت أيضا بمعونة العقل والدين. هذه المحددات الثلاث لا تأتي هكذا من فراغ ولا هي من نتاج الوضع الفيما حولي وإنما هي من إفرازات الوجود الاجتماعي ومن نتاج التعامل البيني الذي تفرضه تحكمات المثلث العمل الغذاء التفكر وأحد أهم مظاهر الوجود ونتائجه من خلال تفاعل معطيات الذات الإنسانية ومن معطيات التعامل مع البيئة ومن اختلاف هذه المعطيات يمكننا فهم الاختلافات الشخصية والمظهرية والآسية للأخلاق والدين والقانون بين المجتمعات المختلفة فهي لا تنشأ على شكلية واحدة ولا من قاعدة واحدة ثابتة ،لكن المشترك الكلي بينهما جميعا دور العقل في الإنسان الفرد والإنسان المجتمع في تحوله المستمر إلى مجتمع المجموع الإنسان والمجموع المجتمع، يلعب العقل هنا دور القائد المسيطر على خريطة يعرف من أين تبدأ ولكن بقية التفاصيل سوف يتعرف عليها أثناء المسيرة، فهو يوجه العمل والغذاء والتفكر وفقا لمعطيات كل مرحلة ووفق نتائج المسيرة السابقة دون أن يلتزم بما هو مقرر لديه لأنه لا زال يعيش الفطرة الأخلاقية أو ما يسمى الأخلاقية الخلقية التي يشترك بها مع الحيوان لكنه يفترق عنه أنه يسعى للأفضل حتى تكتمل لديه الملزمات الدينية والأخلاقية والقانونية التي سرعان ما يحول العقل أما أن يتجاوزها إن كان ذلك ممكنا ليخترع غيرها أو يقع تحت سطوتها إذا فشل في المحاولة. من كل ذلك ومن هذه الشبكة من العلاقات المادية والإرشادية ينتج عندنا بوضوح مفهوم التدين ومفهوم الأخلاق الاجتماعية التي نعرفها اليوم ، فلا يمكن عد الدين مجرد وحي نازل من السماء ليرشد الإنسان لمحددات الأنتظام والأستقامة دون أن يمر بتجربة حسية تقودها فطرة وصراع وحاجات أساسية تدور كلها في دائرة من التساؤلات المتأخرة التي تدفع الإنسان أن يكون صورة تقريبية للعالم الغيبي قادر على أن يتفاعل معها ويتعامل مع معطياتها دون أن يكون في حالة من الفصام مع طبعه الطبيعي ، وهذا أيضا ينطبق على الأخلاق بأعتبارها فعل معرفي نتج بذات الطريقة التي نتج منها الدين وإن كانت ملاصقة ومتداخلة في بعض الموارد إلا أن الأخلاق معيارها التوافق بين الطبع البشري مع الواقع المجرد أما الدين فهو توافق بين الواقع البشري والغيب الذي لا ينفك يلاحق الإنسان بمجموعة متراكمة من علامات الأستفهام عن المصير النهائي أو عن الوجود ذاته. تحول التدين الفطري أو الإحساس الفطري بالغيب والتعامل معه بحدي الخوف والاتقاء إلى ما يشبه اليقين الراسخ يمهد للإنسان أن يقبل الشرح لهذه الظاهرة التي هو يبحث عن أسرارها أصلا باعتباره كائن فضولي أصلا ،وإلا كيف نفسر اهتمامه بما وراء الإدراك واهتمامه بالغيب في الوقت الذي يمكنه أن يغادر هذه الدائرة دون أن تلامس بسوء المتطلب المادي المتمثل بثنائية العمل والغذاء ، الإنسان بالتفكير أصبح فضوليا يريد أن يفكك كل العلاقات الما حولية مرة واحدة يتجه بذلك إلى التفسيرات البسيطة ثم ينقلب عليها كلما أعاد النظر بهذه التفسيرات حتى أصبح لديه منهج جدلي حواري مع البيئة والطبيعة وصولا إلى الذات الداخلية ،يظن أن الإجابة ستريح عقله ليكتشف في الأخر أن مجموع الإجابات تفتح عليه مصارع أبواب أكبر وأوسع فيستغرق ويغرق بهذه الإشكاليات ليتجه مرة أخرى ليسمع من خارج وجوده من رسل وأنبياء وكتب ورسالات عن طريق وحي خارجي يؤمن بها ويسارع بالإيمان أنها تغنيه عن التعمق أكثر وقد يسمع بإجابات لم يكن ينتظرها أو يتوقع سماعها فيزداد تعلقا بالغيب والسماء لينخرط كليا بالتسليم للدين. البحث الأخر الذي كثيرا ما تناقضت فيه الآراء هو التساؤل الآتي ، هل أن الأخلاق هي التي تقود للدين والتدين أم أن التدين هو من يصنع الأخلاق أولا ويجذرها في السلوكيات الحسية والنفسية الإنسانية ؟، والحقيقة الأهم هي التي تكشف من هو صاحب المقدرة على ضبط حركة المجتمع وتوجيه التصرفات البينية هو الذي يمكن نسبة السبق له ،الأخلاق كمفهوم لم يتخذ طابعا مستقلا عن الفطرة الطبيعية ومنتجها الأول وهو الرغبة في التعايش بسلام مع الأخر سواء أكانت هذه الرغبة من مصدرية الخوف أو من مصدرية الحاجة الفعلية للتكامل بين بني الإنسان. هذه الفطرة تقود العقل الإنساني في مراحله الطفولية لأن يتماهى مع الرغبتين رغبة العيش بسلام ودفع الخوف من خلال التكتل أو الرغبة بالبقاء قرب النظير المشابه والاستئناس به دفعا للإحساس بالوحدة ، هاتان الرغبتان فرضتا على الكائن الإنساني أن يمنح الأخر بعض الخيوط والمسارات التي تعزز وتقوي تلك الرغبات المشتركة ، وبالتجربة أثبت الإنسان لنفسه أن تفعيل وتجذير والإيمان بهذه الخطوط والمسارات هي حلا ناجحا وموفقا للبقاء بعيدا عن الشر المحيط بوجوده لذا عزز منها وأحترمها وحاول بكل ما يمكن أن يحافظ عليها ويطورها نحو قيم واضحة ، هكذا ولدت الأخلاق من الفطرة الطبيعية من المكنون الجيني للسلوكيات الحتمية لكل كائن إنساني ،لذا نشاهد أن هذه القيم الأخلاقية الطبيعية مشتركة في كل المجتمعات برمزيتها لا بشكليتها لأنها تصدر وفق قانون واحد ومن مؤتى واحد . تكوين الأخلاق تكوين حتمي بوجود الفطرة ونتاج طبيعي لضرورات الوجود وحاجة الإنسان للبقاء كما أسلفنا ، لكن الدين يأخذ منحى أخر برغم أنه أيضا له نفس الخصيصة كونه حتمي بذات السبب ، الفرق هنا أن الأخلاق فرض واقع عكس الدين فرض متوقع لا ينفك عن التوالد في كل الظروف ، وللتوضيح هنا لا بد أن نفترض أن الإنسان ولد في ظروف منظمة لا خوف يعتريه ولا إحساس بحاجة للتكامل لأنه ولد متكاملا مع الآخرين هل يتصور أحدا ما عقلا أنه سيبحث عن تلك الخيوط والمسارات كي يحافظ أو ينشي قيم أخلاقية ، بالتأكيد الجواب بالنفي لأن الحاجة عادة تطلب عند الافتقاد لها وعندما تتوفر تقل الرغبة بالبحث عن غيرها. الدين حتى لو ولد الإنسان في مجتمع مغلق بعيد عن مظاهر الدفع نحو البحث عن تفسيرات الوجود مثلا كأن يولد في عالم محاط بعوامل تمنع أو تشغل الإنسان عن البحث عن الأسئلة الوجوديه وهذا فرض شبيه بالمحال لا بد وبصورة ما أن سيصطدم بحادث أو واقع يقوده للبحث عن التسلسل المنطقي لوجوده ولماذا هو في هذا العالم بالذات ولماذا هو دون غيره خلق بهذه الصورة ، مما يقوده أخيرا إلى نفس الإجابات التي قادت الإنسان الأول للدين ، هذا هو الفرق الجوهري والأساسي بين نشوء الأخلاق ونشوء الدين في السلسلة التفكيرية ونوعيتها ومصادرها ومستحثاتها يكمن الفرق والنتيجة. أستطيع الآن الجزم أن الأخلاق والدين منجز معرفي بشري خالص يعود فيه الفضل للعقل السليم وليس العقل الذي ينشغل في البحث بالزوايا الميتة من الحياة والتي ينشغل العقل فيها أولا سواء لا أثر له عليها ،وما دام الدين هو كما وصفنا وجب على الإنسان أن يراجع مفاهيم التأسيس في كل مرة وأن يفحص النتائج في كل مرة لأن الله تعالى عندما تدخل في هذا الموضوع تدخل على أساس نفس النتائج الفحص والمعايرة بمعنى أن تجديد الرسل بين الفينة والفينة وتغير بعض المفاهيم التي تطورت ونضجت في الفهم الإنساني إنما يؤكد للبشر أن طريق النضج العقلي لابد أن يكون مفتوحا إلى أقصى مدى . وكلما نضجت الرؤيا وبانت التفصيلات الدقيقة أكثر سوف يشعر الإنسان أن الطريق يتسارع به لينقله من مرحلة إلى أخرى ويساعد على فتح مسارات وطرق متشعبة تقود بالنهاية إلى نفس الهدف طالما أنها في منهج الفحص والمعايرة الدائمة ،المشكلة التي يعاني منها الدين أنه ومع توسع المدركات الفحصية وتنوع طرق المعايرة ووسائلها وسبلها قامت فئة متخلفة بفرض حواجز وعراقيل وسجنت العقل في إطار المقدس والحرام والخوف كي تمنع على الإنسان أن يمارس الدين ويتفاعل معه بالطريقة التي فهمناها كي لا تتهدم قواعد بقاءها المخالفة لسنة التدين العقلي ، عاد التدين والدين غريبا في مجتمع منع التعقل من فهم الدين ووضع بدل هذه الممارسة الطبيعية مفهوم التقليد والسلفية. لو كان الله تعالى راغبا أن تبقى كما هي لم ينص في الوصف على أنه كل يوم في شآن أي كل يوم في حال ، هذا التبدل والتغير لا يعني أن حال الله المطلق الثبوت في تغير بل أن التغير في الشأن في التحرك والتقدم في المحيط وليس بالذات لأنه قال في شآن ولم يقل بشآن والفرق كبير في المعنيين الأول حولي خارجي كما في قولنا يسبح في النهر ،تعبير وصفي عن الحركة هنا ويكشف لحركة مزدوجة الأولى ذاتية مع ثبوت الجسم بالشكلية ولكن النهر متحرك متغير ومتبدل نتيجة الحركة مع عدم بقاء الشكلية وهو الثاني ، أما قولنا يسبح بالنهر يفيد التحديد لذا قال الله تعالى في جنة نعيم ولم بجنة نعيم لأن الباء وضعية والـــ في وصفية . المهم هو في كل يوم يتحرك يقود المخلوقات أو يجعلها في تغير هذا التغير والحركة هو محل الشأن الموصوف في كلام الله وإلا لفسدت المخلوقات نتيجة السكون والتوقف وعدم تجديد شروط البقاء وأهمها الدوران في عالم بلا حدود عالم حر يمضي نحو غائية غير مرئية له وإن كان الفوق عارفا بها ومتوقعا لكل شيء أن يصل لها في النهاية ، الدين منجز إنساني متحرك بنفس الحركة التي تقود الإنسان والوجود والخارج والداخل الحركة الشمولية بالجوهر المكنون عبر الكينونة الأولى كينونة التحول من وإلى ومن ثم إلى المن الأولى. السؤال المحير هنا إذا كان الدين والأخلاق منجز بشري وأن الإنسان هو من أكتشف وأمن بها وقد عززها الله برسل ورسالات لماذا لم يصمد على منهجه الأول ويستمر بالتصاعد في إكمال وإتمام التماهي والتوافق معهما ، الحقيقة أن الإنسان لم يترك الدين ولا الأخلاق ولا يستطيع أن يفارقهما ،المشكلة تكمن في فهمه لصورة الدين والأخلاق وفهمه كيف يسخرهما كي تتوافق مع متطلبات وجوده ، هذا هو سر الاختلاف والتفرق بين دين السماء ودين الأرض ، الله يريد من الدين السلام والمحبة والخير والرحمة والإنسان يريد العلو وكل ما يسد شهواته ونزواته حتى لو أضطر أن يركب دين الله بالمقلوب أو يضرب به عرض الحائط لكن بالمقابل يحاول أن يصنع له دين من طبيعة ما يشتهي ومن طبيعة توافق حسياته السلوكية وهذا ما يسمى تدينا فطريا حتمي لا يفارق الإنسان في حياته ، وحتى الذين لا يؤمنون بالله لهم عقيدة ودين وفق مقتضيات ما انتجت مقدماتهم وما توافقت عقولهم عليه ، الدين ضرورة وجودية للإنسان مصدرها الفطرة الجينية.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين خيار بشري فطري ح3
-
الدين خيار بشري فطري ح1
-
الدين خيار بشري فطري ح2
-
رغبة الله ورغبة البشر ح1
-
رغبة الله ورغبة البشر ح2
-
هل من بديل روحي للدين؟
-
المسافة بين الدين والتدين والاعتقاد التسليمي ح13
-
وجدانيات
-
المسافة بين الدين والتدين والاعتقاد التسليمي ح1
-
المسافة بين الدين والتدين والاعتقاد التسليمي ح2
-
الدين بين الحد الإنساني والمسلم الأخلاقي
-
في أصل الصراع الوجودي من وجهة نظر الدين ح1
-
في أصل الصراع الوجودي من وجهة نظر الدين ح2
-
نظرية المزاحمة والإزاحة في الفكر المعرفي الإسلامي
-
الدين أتباع النص قالبا أو تغليب التأويل في المعنى
-
حدود الدين وحدود مفهوم الدنيا
-
القضية المختارة
-
ماذا لو أن الإسلام لم يخرج من مكة؟ ح1
-
التاريخية العقلانية وتصادمها مع العقلانية التاريخانية
-
الدينية البرغماتية
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|