أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - مغالطات الريسوني في قضية الإجهاض 1/2.














المزيد.....

مغالطات الريسوني في قضية الإجهاض 1/2.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 17:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تكاد تطرح قضية من قضايا المرأة في المغرب ،أو تتم المطالبة بمراجعة مدونة الأسرة أو القانون الجنائي إلا ويتداعى الإسلاميون بالتجييش والمناهضة لكل تعديل أو تغيير يرفع الظلم عن النساء ويصون كرامتهن . فما أن تناهى إلى علمهم أن الحكومة سحبت مشروع القانون الجنائي الذي أعده مصطفى الرميد ، وزير العدل في حكومة بنكيران ، على مقاس الإسلاميين وملبيا لمطالبهم بشرعنة قتل النساء تحت ما مسمى "جرائم الشرف"، حتى استنفر إسلاميو البيجيدي وحركة التوحيد والإصلاح هياكلهم التنظيمية والدعوية والبحثية بهدف الضغط على الحكومة وترهيبها حتى لا توائم بين القانون الجنائي وبين الدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب . هكذا خصص ويخصص الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، عبد الإله بنكيران، حيزا مهما للتحريض ضد المطالب النسائية والحقوقية التي ينبغي تضمينها في القانون الجنائي ، في كلماته خلال المؤتمرات الجهوية للحزب .كما نظم"المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة" ــ وهو أحد المراكز التابعة لحزب العدالة والتنمية ــ ندوة تحت عنوان " الإجهاض بين الحق في الحياة ، وحرية التصرف في الجسد" يوم 29 مارس 2022 دعا إليها مناهضي الإجهاض ، وعلى رأسهم الدكتور الريسوني الذي لم يكتف بتقديم جملة من المغالطات ليبني عليها موقفه الرافض للإجهاض ، بل وجه سهام نقده إلى اللجنة الملكية التي تشكلت من وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان لإطلاق مشاورات موسعة والاستماع لكل الآراء حول الموضوع . وانتهت اللجنة إلى ترخيص الإجهاض في أربع حالات استثنائية (حالة الأم في وضع صحي خطير ومحقق، حالة الاغتصاب ، زنا المحارم، والتشوهات الخلقية المحتملة للجنين) . ورغم كون هذه الحالات لا تمثل سوى 2 % من حالات الإجهاض ، إلا أن الريسوني دعا ،خلال الندوة، إلى حذف حالة زنا المحارم من الاستثناءات (إن هناك فرقا حاسما بين الاغتصاب وزنا المحارم . زنا المحارم هو زنا اختياري .. فالمفروض أن يكون فيه من التشديد مثل غيره أو أكثر . أما المغتصَبة فهذا أمر آخر ... ولذلك لا ينبغي الكلام في زنا المحارم أبدا مادام زنا إراديا من الطرفين) . وهذه واحدة من مغالطات الريسوني الذي يبدو أنه يتجاهل الواقع الاجتماعي المغربي ؛ إذ تكاد تكون كل حالات زنا المحارم اغتصابا تحت التهديد أو الخوف من الفضيحة أو تدمير الأسرة . وليعلم الريسوني أن معظم الحالات تم التبليغ عنها من طرف الضحايا وأمهاتهن ، مما ينفي الطابع الإرادي عن الجريمة . أما المغالطة الثانية في كلمة الريسوني فهي ادعاؤه أن (الدفاع المتحمس لفتح أبواب الإجهاض وراءه السعي المحموم لما يسمي بحرية الجسد باعتبار أن الحمل يشكل عبئا على حرية الجسد ، والمقصود بحرية الجسد هو الممارسة الجنسية .. هو حريته في ممارسة النشاط الجنسي والشهوة الجنسية). إنه إنكار للمآسي التي تكون الأمهات ضحايا لتجريم الإجهاض بسبب لجوئهن إلى الإجهاض السري غير الآمن . فقد أورد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 13 % من مجموع حالات وفيات الأمومة المسجلة بالمغرب، ناجمة عن عمليات الإجهاض غير الآمن.إحصائيات لن يعيرها الريسوني أي اهتمام طالما لا يقر بحق الأم في إيقاف الحمل إراديا . المغالطة الثالثة تتمثل في زعمه أن( المجتمعات التي فتحت الأبواب على مصاريعها في العلاقات الجنسية اللامسؤولة والشهوانية غير المحدودة كلها تعاني ... ليس هناك أي هدف وأي خدمة للمجتمع ولا للحضارة ولا للتنمية ولا للأخلاق ولا للأسرة في فتح أبواب الإجهاض). فليقدم لنا الريسوني أوجه معاناة تركيا والدول الإسكندنافية وألمانيا وبريطانيا مثلا ؟ هل يتم رمي الأطفال في القمامات أو التخلي عنهم بالشوارع في هذه الدول مثلما يحدث في المغرب؟ هل يُحرَم الأطفال المولودون خارج إطار الزواج من الحقوق والهوية التي يُحرم منها الأطفال في وضعيتهم بالمغرب ؟ هل تتبرأ تلك المجتمعات من الأمهات العازبات كما هو الحال في المغرب ؟ هل يعاقب القانون الجنائي في تلك الدول الأمهات العازبات مثلما يعاقبهن القانون الجنائي المغربي ؟ إذن ، من يتسبب في المآسي وتشريد الأطفال ودفع الأمهات العازبات إلى الانتحار أو الإجهاض غير الآمن ، أو الانحراف ؟ أليس القانون الجنائي وفتاوى الفقهاء المتشددين؟
لا غرو أن تجريم الإجهاض وتجريد الأطفال خارج مؤسسة الزواج من هويتهم وحقوقهم هما السبب المباشر الذي يجعل مجتمعنا يعاني مما لا تعانيه المجتمعات التي رفعت التجريم عن الإجهاض والعلاقات الرضائية ، من عدة ظواهر ، منها "الأطفال المتخلى عنهم" ، والذين تتزايد أعدادهم بشكل كارثي . فحسب تقرير لـ"الجمعية المغربية لليتيم" فإنه يتم "التخلي عن 24 طفلا في اليوم بما يصل إلى 8640 في السنة" .وتتوقع الجمعية أن يصل عدد الأطفال المتخلى عنهم في أفق 2030 إلى 86 ألفا و400 طفل لا يتعدى سنهم 10 سنوات، و155 ألفا و520 طفل متخلى عنه لا يتعدى 18 سنة".إن الواقع الاجتماعي يثبت فشل الفتاوى الفقهية والقوانين الزجرية في منع الإجهاض رغم العقوبات الشديدة ؛ بحيث تكشف الإحصائيات التي قدمتها الجمعية المغربية لمحاربة الإجهاض السري ، في 2021 ، أن عدد عمليات الإجهاض السري بالمغرب تتراوح بين 50 ألف إلى 80 ألف حالة، بمعدل 200 عملية يوميا، فيما تسبب هذه العمليات وفيات لأمهات بنسبة تصل إلى 4.2 في المائة، و نسبة 5.5 في المائة من الوفيات بسبب مضاعفات بعد الوضع.أما الدراسة الميدانية التي أنجزتها جمعية “بيبي ماروك”بعنوان: “مغرب الأمهات العازبات“، فقد كشفت عن كون 153 طفلا يولدون يوميا خارج مؤسسة الزواج في المغرب. إذن ماذا أعد الريسوني وكل مناهضي الإجهاض لهؤلاء الأطفال المتخلى عنهم وفاقدي الهوية ؟ هل يُطعمهم التجريم من الجوع أو يُؤويهم التحريم من التشرد؟



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريسوني يناهض المساواة ويعتبرها تخريبا للأسرة.
- لا حصانة للمنتَخَبين يا وزير العدل.
- دبلوماسية الحكمة تُشتّت شمْل الانفصاليين وداعميهم .
- بكائيات بنكيران على أطلال حزب فقد صلاحيته .
- أسس الدبلوماسية المغربية :الرزانة وتنويع الشراكات الدولية.
- أيها المناهضون للتطبيع ! سفارة تركيا أمامكم .
- 8 مارس : هل تصلح الحكومة ما أفسده البيجيدي ؟
- الدبلوماسية الروحية أساس القوة الناعمة للمغرب.
- التلاعب بالفتاوى الفقهية لخدمة الأهداف السياسوية.
- ماذا وراء تشكيك بنكيران في مشروعية الحكومة ؟
- ذكرى 20 فبراير بدون تركتها .
- حتى لا تفقد الحكومة مصداقيتها .
- جذبة الإسلاميين ضد الرابطة المحمدية للعلماء.
- سيد القمني فاضح خُبث الإخوان حيا وميتا.
- حين أزال المغرب جبلا من أجل إنقاذ أحد أبنائه.
- الذكرى الخامسة لعودة المغرب إلى الأسرة الإفريقية.
- المقرئ أبو زيد: هرب النحل علّقوا إسرائيل.
- حين انقلب فرونسوا بورجا على تصوره لمستقبل الإسلاميين.
- الرهانات الخاسرة للجزائر على القمة العربية.
- متى كان الاحتفال والفرح الجماعي يحتاج إلى فتوى ؟


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - مغالطات الريسوني في قضية الإجهاض 1/2.