أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألفرقة ألناجية













المزيد.....

ألفرقة ألناجية


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 3 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألفرقة الناجية هو مُصطلح استنبطه علماء الحديث من الحديث النبوي: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». فيُعرّفون الفرقة الناجية بأنها هي المتبعة لما كان عليه الرسول وأصحابه، فهي بقية السلف، والمتفردة باتباع الكتاب والسنة بين بقية الفرق التي عصفت بها الأهواء، وذهب بها الرأي والشبهات كل مذهب.
وجاء عن النبي أنه قال «إن الْيَهُود افْتَرَقَتِ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وإنّ النّصَارَى افْتَرَقَتِ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وإنّ هذه الأمة ستفترق علَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلّهَا فِي النّارِ إِلاّ وَاحِدَةً » قالوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قال «وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» وفي رواية أخرى قال «هِيَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْم وَأَصْحَابِي».
وجاء في سورة الروم ألآيات 31- 33 من القرءان: (مُنِیبِینَ إِلَیۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ ۝٣١ مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ ۝٣٢).
من هم ألفرقة ألناجية؟ هل هم ألطائفة ألشيعية؟ ولكن أية طائفة منهم؟ ألإمامية أم الزيدية أم ألعلوية أو أية من ألجماعات ألأخرى ألتي تتبع ألإمام علي بن أبي طالب أو تؤلهه؟ ويعدون بالعشرات.
هل هم طائفة السنة؟ ولكن أية طائفة منهم؟ ألسلفية أم ألوهابية أم ألقاديانية أم أهل ألسنة وألجماعة أم أهل ألتصوف أم ألأخوان المسلمون.
هل هم أهل ألقرءان الذين لا يعترفون بالأحاديث النبوية. لأجل ذلك يتم مجاربتهم من قبل أهل السنة وشيوخ الأزهر.
كل طائفة من هؤلاء يعتقد أو يدعي بأنهم هم ألفرقة ألناجية.
يذكر سيد قطب منظر ألإخوان المسلمون في مؤلفه (معالم في الطريق) مايلي:
"نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أوأظلم. كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، أوفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا.. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية".
في كتابه "ألغُنية يقول الشيخ عبدالقادر الكيلاني: "أما الفرقة الناجية فهي أهل السنة والجماعة".
في محاضرة بعنوان: " بعض خصائص الفرقة الناجية؛ الطائفة المنصورة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ يذكر بأنّ:
"أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة على الحق ساروا على وفق ما أمر الله جل وعلا في معرفة ما يستدل به؛ يعني الإنسان المسلم إذا أراد أن يبرهن على قضية فبما يبرهن؟ هل يبرهن بأي برهان يأتي على ذهنه؟ ويكون ليس له منهج في الإستدلال ولا في التلقي؟ أم أنه هناك ضابطا يضبطه في مسألة كيف يستدل وبما يستدل؟ ولهذا أهل البدع أرادوا الاستدلال ببعض الأدلة دون بعض فخابوا وخسروا؛ فالخوارج مثلا أخذوا ببعض أدلة القرآن دون بعض، وأخذوا ببعض السنة دون بعض، والمرجئة أخذوا ببعض دون بعض، وهكذا أهل الاعتزال أخذوا ببعض دون بعض، وهكذا، أيضا سلطوا العقل على الأدلة؛ فجعلوا الدليل تابعا للعقل، أو استدلوا بالعقل المجرد فجعلوه هو الحق، وجعلوا الدليل إذا خالف العقل فإنه لا يستدل به لأجل أن العقل قطعي عندهم، وأما الأدلة من الكتاب والسنة وعمل السلف أو أقوال السلف فإنها مظنونة كما يزعمون، لهذا قال بعضهم: إنّ العقل هو القاضي المصدَّق وإنّ الشرع هو الشاهد المعدل. فجعل مرتبة العقل القضاء والقاضي هو الذي يفصل، وجعل الشرع شاهدا. وهذا من أعظم السّمات التي يتّسم بها من لم يأخذ بطريقة الصحابة رضوان الله عليهم".
بالنسبة لعقيدة علماء الشيعة قال الشيخ الصدوق المحدّث الشيعي الشهير في كتابه كمال الدين وتمام النعمة بعد أن روى حديث الثقلين وحديث الافتراق: أنه (ص) أخرج مَن تمسك بالكتاب والعترة من الفرق الهالكة، وجعله من الفرقة الناجية بما قال: إِنَّهُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا لَنْ يَضِلَّ وروى العلامة المجلسي في كتاب بحار الأنوار عن الإمام علي (ع) أنه اعتبر أتباعه وشيعته الفرقةالناجية، [و قال العلامة الحلي أيضا بالاعتماد على الأحاديث إنّ أئمة الشيعة وأتباعهم هم الفرقة الناجية، كما ذكر أدلة في إثبات أحقية مذهب الشيعة. وقد استدلّ من اعتبر أتباع أهل البيت هم الفرقة الناجية. بحديث السفينة، حيث ورد في هذا الحديث أن من تبع أهل البيت فهو من أهل النجاة.
ومن جانبه قال أهل السنة بالاعتماد على أحاديث أخرى أن الفرقة‌ الناجية هي الجماعة، أو من اتّبع الخلفاء الراشدين. كما أن هناك رواية في بعض المصادر السنية تفيد بأن الفرق الإسلامية كلها في الجنة إلا الزنادقة.
يقول الدكتور محمد ناصر وهو من الميزابيين الذين يتمذهبون بالمذهب الإباضي، الذي يتفق في كثير من القضايا مع الفقه المالكي:
“ أرى أن الفرقة الناجية -إن شاء الله- هم الصالحون في كل مذهبٍ من مذاهب المسلمين”.
في مقالة سابقة في الحوار المتمدن " ألاديان وتطورها – 1" قلت: "بعد دراسة تأريخ ألأديان نستنج بأن ألأديان خضعت لمبدأ التطور.فكل دين جديد يولد من رحم الدين أو ألأديان التي سبقته مع إجراء بعض التعديلات ليتلائم الدين الجديد مع معتقداته وبيئته وثقافة تلك البيئة الحاضنة".
مما سبق ذكره أعلاه نستنتج بأنّ ألدين ألإسلامي خضع لمبدأ ألتطور أيضا لأسباب عديدة كالأسباب السياسية والصراع من أجل ألحكم، كذلك إنتشار ألدين وتلاقحه مع حضارات وأديان مجاورة كتأثره بالحضارة الفارسية وألبيزنطية. أما أهم سبب لتطور الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي وتفرقهم إلى مذاهب وشيع عديدة هو كون هذه الأديان مؤلفات بشرية فلو كانت هذه الأديان من إله واحد لما تفرق إلى هذا العدد من ألأقسام. كذلك لو كانت ألأديان ألإبراهمية من وحي نفس ألإله لما وجدنا هذه الإختلافات في عقائد وتشريعات هذه الأديان.
رجال الدين بفتاويهم في الإسلام والمطارنة والبابوات في المسيحية والحاخامات في اليهودية سبب آخر من أسباب تفرق هذه الأديان إلى عدة فرق ومذاهب وتؤدي هذه الخلافات أحيانا إلى نشوب صراعات ومعارك وحروب طاحنة بينهم كالحروب بين الشيعة والسنة وبين الكاثوليك والبروتستانت، وكالصراع بين يهود الاشكناز والسفارديم، يُلاحظ أن السفارد، بسبب مستواهم الثقافي العالي، يتسمون باتساع الأفق، أما الأشكناز فلم ينفتحوا على الحضارات التي عاشوا بين ظهرانيها برغم تأثرهم بها، وانغلقوا على الكتاب المقدَّس والتلمود وعلى تفسير النصوص الجزئية.
يقول علي شريعتي: "عندما يتخلى رجال الدين عن مسؤوليتهم ويتحولون إلى عوامل تخدير للناس .. من المتوقع حينئذ أن يبتعد الناس عن الدين ويبحثوا عن ما يحقق لهم طموحاتهم.
أخيرا أطرح تساؤلا للمناقشة شغل فكري كثيرا وهي خارج موضوع هذه المقالة:
هل ستنتهي ألأديان من عالمنا ولماذا وكيف ومتى؟
نلتقيكم في مارات تنورية أخرى.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين ألأديان- ألنبي إيليا (إلياس) - 2
- مقارنة بين ألأديان- ألنبي إيليا (إلياس) - 1
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب- 3- أيوب التوراتي وألقرآني
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب -2 - أيوب ألبابلي
- مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب-1- أيوب ألسومري
- سليمان وألجن
- آريوس والخلاف حول طبيعة ألمسيح
- جذور ألشر
- تأثيرات ألزرادشتية على أليهودية
- أيهما أفضل مجتمع بدين أم بلا دين؟
- قرآن عبدالله بن مسعود – 2
- قرآن عبدالله بن مسعود - 1
- ألغموض في ألقرآن -2
- ألغموض في ألقرآن -1
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -3
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -2
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -1
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-4- الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألفرقة ألناجية