أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رفعت عوض الله - الثمن الفادح














المزيد.....

الثمن الفادح


رفعت عوض الله

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 23:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اظن ان هناك مبررات قوية لدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن دفعته لغزو اوكرانيا ،
ولكن هذه المبررات ليست كافية لكي يجيش الجيوش الجرارة ، ويقوم بغزو دولة هي بكل المقاييس اضعف ، ويدمر المدن ، ويتسبب قي مقتل الالاف ، ونزوح الملايين . في القرن الحادي والعشرين ، والذي فيه ، وفي النصف الثانى من القرن العشرين استوعبت اوروبا والعالم المتحضر الدرس القاسي المؤلم ، درس الحرب العالمية الثانية ،والتي انتهت وقد حل وعم الخراب والدمار ربوع اوروبا المزدهرة . وقد فقد ما يزيد عن 60 مليونا من البشر حيواتهم ، واصيبت اعدادهائلة بإعاقات تعجيزية .
بعد الحرب العالمية الثانية سمح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين المنتصر مع الخلفاء في الحرب علي كل دول شرق اوروبا "بولندا ، رومانيا ، بلغاريا ،المجر ، تشيكو سلوفاكيا ، دول البلطيق " وجمهوريات من وسط اسيا ، وضمها قسرا وقهرا للاتحاد السوفيتي .
تنامي التنافس بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة ، والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ، فانشأ الغرب حلف شمال الاطلسي "الناتو " في مواجهة حلف "وارسو" السوفيتي، وبدأت الحرب الباردة بين المعسكرين .
في سنة 1991تفكك الاتحاد السوفيتي بعد انهيار حائط برلين الذي كان يقسم المانيا الي غربية واخري شرقية .
علي إثر تفكك الاتحاد السوفيتي حصلت دول شرق اوروبا علي استقلالها .
في فترة ضعف روسيا في ظل رئاسة بوريس يلتسن تطلعت دول شرق اوروبا المستقلة حديثا لنمط الحياة الغربية ، فارادت ان تنعم بالحريات وحقوق الانسان والحكم الديمقراطي ، فسعت الى الانضمام للاتحاد الاوروبي وحلف الناتو . وقد كان وهو امر كان موضع ترحيب من الغرب .
جاء فلاديمير بوتين الضابط في جهاز الاستخبارات الروسية رئيسا لروسيا خلفا لبوريس يلتسن ، والذي شهد مجد واضمحلال الاتحاد السوفيتي ، والذي يؤمن بأن لروسيا دور محوري في العالم ، والذي كان يستلهم مجد روسيا القيصرية ، و قوتها ابان الحقبة السوفيتية . ويري انها خصم مناوئ للغرب الفاسد بديمقراطيته ، ونعرة حقوق الانسان والليبرالية والحريات المدنية للتحلل الاخلاقي وشيوع المثلية الجنسية ، وضعف الكنيسة ودور الدين في حياة الفرد والمجتمع.
فلما يممت اوكرانيا التي كانت درة في مفرق الاتحاد السوفيتي ،لما ولت اوكرانيا وجهها شطر الغرب ،وهي المتاخمة في حدود طويلة لروسيا،استشعر الخطر ، فها هو حلف الناتو سيكون علي ابواب روسيا من جهة اوكرانيا ،الامر الذي سيكون له تداعيات كبيرة علي الداخل الروسي المحكوم بنظام فردي مستبد مناقض لنظام الغرب الديمقراطي .
ورغم انه كان في السابق اتفاق يقضي بألا يتوسع حلف الناتو في شرق اوروبا ، وألا يستفز روسيا . بيد ان الامور جرت في اتجاه معاكس مما اثار حفيظة بوتين .
في سنة 2008 شن بوتين حربا علي جمهورية جورجيا ، والتي كانت احدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا ، واقتطع منها جزئين ، واعلنهما جمهورتين مستقلتين موالتين لروسيا .
وفي سنة 2014 ضم بالقوة شبه جزيرة القرم الاوكرانية .اختبر بوتين الداهية بهاتين العمليتين رد فعل الغرب . ولما لم يجد ردا رادعا انفتحت شهيته لمزيد من الغزو والضم .
اعلنت اوكرانيا بقيادة رئيسها المنفتح علي الغرب فولاديمير زيلنسكي عن رغبتها في الانضمام للاتحاد الاوروبي وحلف الناتو . مع تر حيب مبدأى من اوروبا ،استشعر بوتين الخطر . فها هي اوروبا تطرق ابواب روسيا من جهة او كرانيا .
اوكرانيا كانت اهم جمهورية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بعد روسيا ، وبوتين ينظر اليها علي انها ليست دولة اصيلة بل دولة مصطنعة ،اصطنعها اسلافه السوفيت .
حشد بوتين جيوشا جرارة علي الحدود المشتركة للترهيب . طالبه الزعماء الاوروبيون مرارا بارجاع جيوشه بعيدا عن الحدود ولكنه راوغ وناور .
في يوم 24 فبراير الماضي بدأ الغزو الروسي المتوقع . كان بوتين يظن هو وقادة الجيش ان احكام السيطرة علي اوكرانيا الضعيفة لن يستغرق سوي بضعة ايام ، مع اقل خسائر في الجيش الروسي ، ولكنه فوجئ بمقاومة اوكرانية صلبة وبطولية ، مع موقف امريكي واوروبي موحد وحازم ، مع امداد اوكرانيا بعتاد عسكري واموال ومساعدات انسانية هائلة ، وفرض عقوبات اقتصادية قاسة علي الاقتصاد الروسي المتوسط القوة .
المعارك المستمرة متواصلة وقد دخلت شهرها الثاني ، وحجم الدمار اكثر من هائل ، والموت والقتل مستمر وخسائر الجيش الروسي كبيرة عتادا وافرادا ، والمدن الاوكرانية اصابها دمار وخراب بالغ ، والنزوح فاق الاربعة ملايين من النساء والاطفال وكبار السن .
سوف يأتي اليوم الذي فيه الة الحرب ستكف عن الدوران ، ولكن اوكرانيا استحالت الى خراب يستلزمه عقود طويلة للاعمار الذي يتطلب مئات المليارات من الدولارات . فهل سيبقي اللاجئون الاوكرانيون طيلة هذا الزمن الطويل بدول الجوار حتي يتم الاعمار ؟ وهل اقتصاديات دول علي شاكلة بولندا ورومانيا تستطيع تحمل اولئك اللاجئين واعاشتهم وتوفير سكن ومدارس لهم ولاطفالهم لزمن طويل .
في العصور القديمة والوسطي كان الغزو سياسة متبعة من قبل من يظن في نفسه انه الاقوي . فتتقابل الجيوش ، ويهلك عشرات او مئات الالوف من الجنود ، وحين ينتصر الجيش الغازي يدخل المدن ويٌترك الجنود لينهبوا ويقتلوا ويحرقوا ويذبحوا ، ويروعوا ، ويبقروا بطون النساء الحوامل ، ويغتصبوا النساء والفتيات ،ويبيعوا السبايا في اسواق العبيد . وهاهو بوتين بلا ضمير او احساس انساني يعيد الماضي البغيض والذي من المفترض اننا ارتقينا وتسامينا عليه......الاسف والحزن ...



#رفعت_عوض_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلان العالمى لكرامة الانسان
- القمص زكريا والاسلام وازدراء الاديان
- المصير المحزن للسيد احمد عبده ماهر
- رجل الدين الدي نحتاجه
- حدث فى 31 اكتوبر 1517
- اسكندر طوس ... هل يتذكره احد؟
- حكام الجيش المصرى فى 23 يوليو 1952
- شعر وصدر المرأه و الاسلام السياسى
- 30 يونيه 2013
- هزيمة 5 يونيو 1967 نتيجه منطقيه
- المواطنه والعلمانيه
- حدث فى 25 يناير 2011
- العقيده والميلاد
- دلالة حكم البراءه والدوله الدينيه العميقه
- وسطية الازهر تهزم ماكرون والارهابيين
- شيخ الازهر ووزير خارجية فرنسا والارهاب
- استحقاقات الديمقراطيه
- مصر بعد يوليو 1952
- الدوله والاخلاق
- 30يونيو 2013


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رفعت عوض الله - الثمن الفادح