أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - وقفة تأملية لأبشع ما أفرزته الحياة














المزيد.....

وقفة تأملية لأبشع ما أفرزته الحياة


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أسئلة دارت بخلدي بعد يوم مرهق في دائرة خدمية كان لي بها حاجة ما، ومن المفترض أن تكون الدوائر لخدمة المواطن ولكن وجودها صار للانتقام منه ولزيادة في أعبائه ومتاعبه الجسدية والنفسية فالبناء متهالك ويوحي للزائر وكأنه في خرابة مهملة مما يزيد شعور الأسى والأكتئاب لديه، أما العاملين بها فلهم حكاية ثانية حيث تبدو عليهم علامات البلاهة تتجلى بعيونهم التي غابت عنها كل معالم الحياة مما يتسبب بالمزيد من الأخطاء والإهمال ، لا أعتب على العاملين ففي كثرة أعداد المراجعين قياسا بهم لابد وان يكون التقصير حاضرا لديهم بل ويتسابق التقصير مع اعمالهم إضافة إلى بقية النواقص التي يشتكون منها، فهل يصل الإنسان لهذه الحالة من اللامبالاة والأنانية وانعدام الشعور بالغير فيما لو كان أساسه صحيحا ويعيش حياة سوية؟
مؤكد سيصل لهذه الحالة واتعس منها في حياة صارت وكأنها حلبة للمصارعة تنهك قواه و تستنزف طاقته, عندما تمتلئ بالطاقات السلبية حيث يتبادلها الناس وتُستقطب لديهم بسهولة بعضهم من بعض وبالسهولة ذاتها تسحب منهم فتافيت أي طاقة ايجابية والتي بالكاد يحصل عليها البعض,ناس اتعبها الجهل والتخلف فصاروا عبأً على أنفسهم قبل أن يكونوا عبئا على غيرهم والمتضرر الأكبر هو هذا الغير الذي ابتلى بهم.
لفت انتباهي عبارة معلقة على جدار قذر ومتهالك لهذه الدائرة مكتوب عليها ‘‘هل صليت على النبي ‘‘! اجبت بسريرتي نعم ورب العباد الكل هنا يصلي ويصوم ووووووو ولكن….. ماذا بعد هذه اللا… كن؟
تنتظرنا بعدها الكثير من الهموم والمآسي التي يعيش بها أي إنسان في بلد غابت به حقوقه وينقصه كل شيء سوى من تلك العبارات المعلقة على جدرانه والتي لا نفع بها سوى لتخدير العقول التي هي اساسا لا ينقصها التخدير.
أكملت معاملتي بعد أن استنزفت قواي بغباء هؤلاء العاملين والذين لا يحملون عقولا برؤوسهم بل افرغت رؤوسهم من العقول وصعدت بالسيارة راجعة أدراجي وكأنني ظفرت بالفوز العظيم وإذا بالسائق تبدو عليه علامات الاضطراب النفسي جلية ، بل هي عدة اضطرابات وكانت حالته تستثير الأعصاب التي لم يتبقى منها سوى خيطا رفيعا يقاوم ما بوسعه، ولكني لم استغرب الحالة لكثرة تواجدها ولمستُ له العذر بعد أن صرت مؤخرا التمس العذر لهذا ولذاك لأخفف عن نفسي كاهل اشمئزازي وحدّته والذي بتُّ أشعر به مؤخرا من هؤلاء النفر، اعطيته الحق بداخلي لكونه يعيش بعالم لا يخلو من الظلم وحسّب بل من اضطهاد مضاعف وخصوصا من قبل الأقوى منه سلطة، فبعد أن أخذت الشرطة تلاحقه كلما توقف في انتظار الركاب، تعلو أصواتهم عبر الميكروفون يسنكرون فعل ويطالبوه بعدم التوقف حفاظا على سيولة السير وكأننا في بلد لا ينقصه شيئا ويخجل نظامه من وجود هكذا حالة، يعاود تلاعبه على الشرطة عسى أن تفلح محاولته ويحظى براكب قيمته الف دينار لديه فيمشي خطوتين ويقف مجددا وتتكرر العملية في ملاحقته أكثر من مرّة إلى أن يصيبه اليأس من أن يعتقوا سبيله فيشد الرحال منكسرا وعلامات الخسارة تبدو واضحة في ملامح وجهه ولكن دون أن ينبس ببنت شفة يعترض بها على ملاحقتهم له في لقمة عيشه رغم الانكسار والاضطهاد الذي يلحقه الاحقاده ولكنه لن يُفوّت حقده واضطهاده دون أن ينتقم من الأضعف منه؟
توقف في الطريق عند بائع صغير يرتزق من بيع المياه والمشروبات والسجائر وطلب منه شيئا يشربه وعلبة سجائرعساها أن تُخفف عنه القهر وبدون مبرر ولا اي مقدمات صرخ بعصبية بوجه الطفل لكونه تأخر قليلا بطلبه وأخذ يدردم مع نفسه وينعت الطفل بالجبن ووووو، لينفس عن قهره وليخرج حيفه به ويسقط عيوبه ومخاوفه على الأضعف منه ولكنه لن يكتفى بهذا النفس الصغير التي تجرّعه فأخذت اعصابه بالفوران والانفلات فتولى أمر الركاب ينهر هذا وذاك متحججا بالازدحامات دون أن يعترض عليه أحد لكونهم تعوّدوا الذل بدورهم.
تكتمل الصورة بصوت شيخ يُلقي بحثا دينيا عبر المذياع عن يوم القيامة ويستمع له الركاب بوجوه مكفهرة، يتوعدهم بجهنم التي تتربص من ورائهم والموت الذي يقف أمامهم ومستكثر عليهم حياتهم، وما يزيد الطين بلل أنه ينصحهم بأن ينتبهوا لأنفسهم ويتوبوا ويُكفروا عن ذنوبهم ولا أدري هل جحيم حياتهم لا يكفي للتفكير وهل هناك بعد ما هو أكثر سوء من جحيم الدنيا هذا؟
فحين لا تكتفي الشيوخ بما يحصلون عليه يزيدوا جرعات المخدر ويرفعوا أصواتهم لتعلو فوق اي جديد يمكنه أن ينتزع منهم السلطة ليضمنوا محصولهم بها، فلا يكفيهم الجحيم بعظمته بل لو كان هناك شيئا أكثر رعبا منه لأخترعوه ؟ َ
ثم اتأمل بائع لانهي يومي به وهو ينادي على بضاعته والتي هي عبارة عن دجاج لم يتبقى منه سوى بضع من ريشات تشعر باليتم تكسو جلد مهترئ لدجاجة سلبت منها الروح قبل ذبحها، ينادي البائع دجاجة ذبح ب3ونص و3 بعشرة، ويا بلاش ولا ارخص من روح الكائنات الحية في بلد غابت به كل معايير حقوق الإنسان فما الذي نتوقع أن يكون مع حقوق الحيوان، لا حقوق لهربل سيلعنوا سلفه وينتقموا منه شر انتقام كتعويض للقهر الواقع عليهم, ينتجون أرواحا لهذه الكائنات بسرعة تصل للآلاف يوميا وعندما تُبث الروح بهم يزرقونها بهرمون التكبير دون إطعامها حيث تبدو عليها وبوضوح علامات الإرهاق من الجوع والخوف وبالتالي تُسلب روحها وتتحمل آلام ذبحها وآلام جوعها والرعب الذي يحدثه بها منظر الذبح، عذاب لروح كائن مقابل دولارين فقط.
فهل سمة الشر هذا هو طبيعة بالبشر أم تطبع؟
بلد صار به الجميع يشعر وكأنه يعيش في مقبرة كبيرة، لا عفوا فالمقابر أجمل بكثير وأكثر تنظيما من الأماكن التي يعيش بها الأحياء لكون اهل الأموات يعتنون بمكان قبورهم أكثر مما يعتنون بأماكنهم .
ربما تبدو الحكاية من وحي الخيال ومبالغ بها وربما لا يلتفت لها الغالبية أو يمروا من أمامها مرور الكرام لكونهم تعوّدوا وتعلموا على ان لا يتأملوا أحداثه أو تعوّدت عقولها على الاستسلام وعدم التفكير، وأحداثها وقعت أمامي ولم أزد عليها ولا كلمة ونقلتها بحذافيرها مع إضافة الرتوش التي تأتي بعد أن نتعمق بكل حدث.



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيلة التستر على الأخطاء
- بدون عنوان
- وهل هناك عيدا للأم في مجتمع لا أمان به للنساء ؟
- قانون تأميم النساء
- ولا يزال عيدكُ حزين
- مُطلِقة بكسر اللام وافتخر
- بعض من معاناة نساؤنا
- تأملات في مواقف الحياة
- السكوت على الخيانة بحد ذاته خيانة
- ذبح العقول مرتبط بذبح العجول
- تفعيل قانون العنف الأسري من أجل عراق خالي من العنف
- عن الأحداث الأخيرة
- غياب العقل وغياب الضمير معاً
- القوانين وتأثيرها على تهذيب أو استهتار الرجال
- فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا
- ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة
- بحث في كتاب (الأنثى هي الأصل ) للكاتبة والأديبة نوال السعداو ...
- صورة مُزرية لذكر شرقي
- وفاة البروفيسور عالم الفيزياء Stephen Hawking خسارة كبيرة لل ...
- لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاده العراقيه - وقفة تأملية لأبشع ما أفرزته الحياة