راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 23:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تستقبل الامة العربية شهر رمضان الفضيل هذا العام وهي أكثر وجعا مما كانت عليه في السنوات السابقة؛ فهي تحترق داخليا بنيران الطائفية والقبلية والفقر والاستبداد، وتسيطر عليها روح الانهزام والاستسلام، وتنزلق أكثر وأكثر الي الحضيض، وتظهر للعالم أجمع ضعفها وعجزها على تحقيق الانتصارات والمساهمة في صنع التاريخ.
تظهر العلامة الأولى لانقسام وتشتت الأمة العربية للعالم اجمع في شهر رمضان من خلال الدمار المتواجد في اقطارها؛ حيث سخرت الأنظمة العربية المستبدة مواردها البشرية والاقتصادية لإجهاض وافشال الربيع العربي لقطع الطريق على شعوب المنطقة لاختيار حكامهم وفرض ارادتهم.
وتدخل النظام السعودي والاماراتي في حروب مدمرة على العراق وسوريا واليمن، ودعما نظام العسكر بقيادة السيسي فور انقلابهم على المرحوم محمد مرسي اول رئيس منتخب في تاريخ مصر، ووقفا إلى جانب خليفه حفتر في ليبيا، وعبد الفتاح البرهان في السودان، وحاول النظام السعودي تشديد الخناق على لبنان وتدميره من خلال حصاره سياسيا واقتصاديا، والمساس بنسيجه الاجتماعي وإدخاله في حرب طائفية، وتحويله إلى ساحة حرب بالوكالة ضد إيران.
وتواصل سقوط الامة العربية في قاع بئر الذل والخذلان بتطبيع الامارات والبحرين والمغرب والسودان مع الكيان الصهيوني، ودعم اقتصاده لتثبيت احتلاله لفلسطين، وتهويد ومسح التاريخ الإسلامي من مدينة القدس التي هي بالنسبة للمسمين أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأوصى النبي محمد عليه السلام المسلمين بشدّ الرحال اليها بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي.
بالإضافة الى ما سلف ذكره، أطلق النظام السعودي العنان لجحافله السياسية والإعلامية لتشجيع الدول العربية على إعطاء إسرائيل مواطئ اقدام جديدة في اقطارها، وشيطنة المقاومة الفلسطينية ومحاربتها تحت ذريعة الإرهاب، وفتح اجواءه لعبور طائرات الصهاينة ومرورها فوق التراب الذي دفن فيه نبي الله محمد عليه السلام وصحابته رضوان الله عليهم.
اما على الساحة الدولية فلا وزن يذكر لامة ال400 مليون عربي؛ حيث يطغى الفشل على هذه الدول التي لم تقدم لشعوبها او للعالم أي شيء يذكر في العلوم والاقتصاد والثقافة، واكتفى حكام الامة بالانصياع للإملاءات الامريكية والإسرائيلية من اجل المحافظة على عروشهم.
ولهذا تحول شهر رمضان الفضيل الذي من المفترض ان يكون شهر العبادة والغفران والإحسان والمحبة والتسامح الى مناسبة سنوية حزينة مؤلمة تذكرنا بمآسينا وضعفنا وتشتتنا وعجزنا عن التصدي لأعدائنا وحماية أنفسنا والارتقاء بأوطاننا.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟