أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - فولكر بيرتس يقدم احاطة -قحت- لمجلس الامن














المزيد.....

فولكر بيرتس يقدم احاطة -قحت- لمجلس الامن


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 23:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قدم السيد فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المنظمة الدولية المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان (يونتماس)، الى مجلس الامن في مارس 2022 احاطة تحمل نتائج استطلاعاته التي توصل عبرها للكيفية التي تقود لإعادة صياغة الدولة السودانية. وعندما تطلع على الاحاطة تشعر انها تطرح نفس الأفكار التي تطرحها هذه الايام قوى الحرية والتغيير (قحت).

ان احاطة بيرتس تستخف بوعي السودانيين باقتراضه ان الدولة تتحدد طبيعتها ويتحقق نظامها الأساس بالاستبيانات واستطلاعات الراي (questionnaires) وبأن هدف بعثته في هذا المضمار حقيقي وليس لرسم مسار الدولة السودانية بما يخدم مصالح الدول الكبرى. وننبه الى ان الدولة التي يتحدث عنها بيرتس هنا هي المتصورة للفترة الانتقالية وتشمل بجانب الترتيبات الدستورية هيكلة الأجهزة التنفيذية والتشريعية، والقضائية.

يُهزم الفكر عند اعتبار الدولة مجرد اختراع ذكي قام به البشر يُفرض على المجتمع من خارجه كإنجاز حصيف (rational) أو استحداث يعبر عن موقف أخلاقي يقوم على وعى حضاري (كما يعتقد بيرتس). فقيام الدولة واتجاهات تبدل مكوناتها عبر الزمن يحدث كنتاج موضوعي وضرورة تمليها لحظة معينة من تطور المجتمع. وهكذا، فان افادة بيرتس لمجلس الامن فيها كثيرا من السذاجة عندما ذكر فيها بانه توصل للمكونات الأساسية للدولة التي تناسب السودان (في الفترة الانتقالية) عبر استطلاع أراء "800 مشارك، وتلقى أكثر من 80 تقريرا مكتوبا" من مواطنين. لكن، هل يعقل تخيل إعادة تركيب الدولة السودانية، في واقع شديد التعقيد يعاني من انقسام وصراع مجتمعي حاد بين فئاته، بمثل هذا النهج البسيط.

فيما يخص ما أطلق عليه “تصحيح المسار الحالي" للسودان، يقول بيرتس في افادته، ان الاحساس الذي يتحدث به أمام المجلس هو إحساس من اسماهم " أصحاب المصلحة السودانيين القلقين على استقرار وبقاء بلدهم “؛ ويمضي ويذكر أن الحل يتحقق ب “العودة إلى النظام الدستوري والمسار الانتقالي، بحكومة مدنية ذات صلاحيات لقيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية ومعالجة الأولويات الحاسمة." ولم يوضح ما هو النظام الدستوري الذي يود استعادته. وكل ما ذكره من مبررات لهذه العودة أرجعه أساسا للتردي الذي الحقه الانقلاب العسكري بالبلاد. وبينما أن ما نسبه بيرتس للحكم العسكري صحيح وان كان جزءاً يسيرا من مخاز الانقلاب، نجده يتجاهل تجاهلا تاما الإشارة للدمار الذي الحقه الحكم الانتقالي بالبلاد قبل الانقلاب. وهو نفس الأسلوب الذي تسير عليه "قحت" في نقدها للانقلاب. فبيرتس اثار نفس النقد الذي يوجهه قادة "قحت" للانقلاب.

ان نقاط نقد بيرتس انحصرت في صورة رسمها للأحوال بعد الانقلاب أدت الى انخفاض سعر صرف الجنيه السوداني ورفع الدعم وممارسة العنف وقتل للمتظاهرين وسوء الأحوال المعيشية؛ وهي نفس النقاط التي تثيرها حرفيا (verbatim) جماعة "قحت" الذين يلاحظ ظهورهم (المكثف المفاجئ) هذه الأيام في مؤتمرات صحفية. وكمثال لتطابق بعض ما جاء في افادة بيرتس مع "قحت"، فان بيرتس أشار الى أنه بعد الانقلاب انخفض سعر صرف الجنيه بنسبة 35% ونسى ان التعويم الذي قام به الحكم الانتقالي في نهاية شهر فبراير 2021 أدى الى انهيار قيمة الجنيه بنسبة 700% وان التعويم الثاني الذي أشار اليه بيرتس أصله القانوني وضعته حكومة "قحت". وان رفع الدعم احدثته نفس الحكومة التي أطاح بها الانقلاب مما أدى لقفزة كبيرة في اسعار السلع الضرورية للحياة جعلت المواطنين ينخرطون في احتجاجات شعبية واسعة وعنيفة شملت كل المدن والأرياف السودانية في فبراير/مارس 2021. كما لم يتطرق بيرتس لقتل مليشيات الجنجويد وقوات الامن الأخرى للشباب تحت نظر حكومة رئيس الوزراء السابق حمدوك.

من السابق، فأن تماهى بيرتس مع "قحت"، التي تقع تحت سيطرة حزب الأمة الطائفي المعادي بحكم تكوينه لثورة الشعب ولا يريد لها ان تبلغ مراميها، يعطى فكرة عن المخطط الذي تجرى هندسته، من قبل الانقلابيين، بالصورة التي تضمن ان أي هيكلة قادمة للحكم يجب ان تلتزم بالسير على خطى سياسة حكومة حمدوك التي أخضعت البلاد للهيمنة الأجنبية؛ وجدير بالذكر أن هذه السياسة المذعنة لمشيئة الخارج تمثلت في استقدام بعثة "يونتماس" والرضوخ الكامل لشروط صندوق النقد الدولي وقانون الانتقال الديمقراطي في السودان الصادر من الكونجرس الأمريكي في ديسمبر 2020 والتطبيع مع إسرائيل والاتفاقيات العسكرية المتعلقة بالبحر الأحمر وبتشغيل ميناء بورتسودان.

وكلمة أخيرة حول موقف الأطراف السياسية المختلفة من بعثة "يونتماس". فهناك أطراف متعددة تعارض البعثة من مواقع مختلفة واجندة حزبية محددة. فمثلا: ينتقد الانقلابيون بيرتس على أساس تجاوزه لصلاحياته بهجومه على أداء سلطتهم في افادته لمجلس الامن، وإذا أردنا أن نكون دقيقين فان هذا الموقف للسلطة الانقلابية وراءه الإسلاميين الذين تتم حثيثا اعادتهم للمشاركة في السلطة. فالإسلاميون غاضبون على بيرتس لأنه استبعدهم من القائمة التي يستبينها. لكن الموقف الثوري الصحيح هو الرفض المبدئي القاطع للبعثة بمنطق لا تغيب عنه الصورة الكلية لما يجرى في السودان منذ 2019 لوضع البلاد تحت الهيمنة الخارجية التي فرضتها الدول الكبرى على البلاد. إن الهدف من "يونتماس"، في التحليل النهائي، اخضاع السودان سياسيا لمشيئة الدول الكبرى المتزايد صراعها حاليا حول التوسع في السيطرة على دول العالم الثالث، واقتصاديا تمتين ربط السودان برأس المال العالمي في تابعية تحقق الأهداف الربحية للشركات الدولية الكبرى.



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيم البدوي: أفكار مفلسة وفساد
- مصر ودوامة الاقتراض
- قيمة الجنيه السوداني والتفسير التوتولوجى
- فولكر بيرتس: يريد ادخال -الحضارة- للسودان
- السودان: في الذكرى 66 لانتفاضة جودة 1956 ومسألة -الدولة المد ...
- فولكر بيرتس: الأَبْلَه والأحمق
- السودان: مبادرة الهيبك (HIPC) وسياسة استدامة الدَيْن
- لجنة تفكيك نظام الإنقاذ السودانى: المساءلة القانونية والنقد ...
- الاتحاد الأفريقي وتعزيز شرعية الكيان الصهيوني
- السودان: الجيش وحرب الفشقة والبيان الفضيحة
- مصر الرسمية ليست صديقة للسودان
- إنها الرأسمالية يا عزيزي
- مقاطعة إسرائيل : السودان أولاً
- السودان: أجمل وأبشع ما قيل في مجرى انتفاضة ديسمبر
- السودان: مسألة الحرب والاقتصاد لدى أرجوزات المجلس السيادي
- هل يكون السودان مقرا للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا ( ...
- الحكم الانتقالي يواصل تسهيل إحكام سيطرة مصر على السودان
- الازمة الاقتصادية الرأسمالية جراء الكوفيد 19
- ممارسة التضليل حول علاقة فيتنام بالبنك الدولي (1-2)
- الانتخابات الامريكية: دستور 1789 على المحك


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - فولكر بيرتس يقدم احاطة -قحت- لمجلس الامن