في برنامج ( جسور ) الذي يعده ويقدمه من بغداد السيد ( جاسم العزاوي ) من قناة أبوظبي ثمة مفارقات بعضها مثير للشفقة والبعض الآخر مضحك للغاية .
يجهد السيد العزاوي في أنتقاء الحضور بحيث تتم عملية الأنتقاء بدقة بغية أكمال فصول المسرحية الكوميدية التي يقدمها ، ومع كل هذا الجهد الذي يبذله السيد العزاوي في أنتقاء العناصر الهزيلة من أزلام السلطة البائدة والمرعوبين على أنفسهم من التهميش الحاصل لأعضاء الحزب الفاشي ، فأن أختياراته لأسماء أنتهت مدة صلاحيتها وماعادت تصلح للعمل الوطني السياسي في العراق وعافها الزمن أمثال الرفيق ظافر العاني والسيد القصاب والرفيق أمير الحلو والمناضل يوسف حمدان صاحب الحزب الشيوعي لصاحبه حزب البعث ليثبت للعراقيين والعالم العربي أن في العراق لم تزل بعض الأفاعي تنفخ وتدعو لعودة الطاغية وتتحسر على زمانه الهجين .
غير أن أكثر مايضحك المشاهد حين يلجأ السيد العزاوي الى الأستهانة بالحاضرين والأستخفاف بعقولهم حين يمارس عليهم دور المعلم لطلابه ويسالهم الأجابة برفع الأيدي من مع عودة صدام فترتفع الأيادي وهي تضحك !!
من مفارقات السيد العزاوي أنه لم يحضر الى برنامجه من الأسماء العراقية المحترمة سوى المناضل عبد الأله النصراوي – أمين عام الحركة الأشتراكية العربية ، والذي أستوعب اللعبة فلم يدخل في مسرحية العزاوي وتخلص منه بذكاء جعل العزاوي لايلوي على شيء .
أن مقاطعة الأسماء الوطنية والشريفة لبرنامج السيد العزاوي ليس دون معنى ، لأن جميع هذه الشخصيات والأحزاب تعرف اللعبة المكشوفة التي يلعبها .
لم يستطع السيد العزاوي أن يجد واحد من قيادات الأحزاب السياسية العراقية ليلتقي به ، مثلما لم يستطع أن يجد واحد من الزعامات الدينية العراقية ( السنية والشيعية ) ليلتقي به ، كما لم يستطع أن يلتقي بواحد من القيادات الكردية ، كما لم يستطع أن يلتقي بمواطن عراقي من الفقراء من سكنة مناطق الثورة ( الصدر ) أو الحرية أو الكاظمية أو الشعلة أو غيرها من أطراف بغداد ، وأقتصرت مقابلاته على عــدد معين مكشوف الأتجاه ومعروف الهوية نعرف جيداً كيف تتم عملية أختيارهم ، ونخبة متميزة من الناس ، غير أن أوسع طريفة تمكن العزاوي منها أن يتم أحضار العديد من المتحدثين من عناصر النظام البائد وأجهزته القمعية ليتحدثوا عن انعدام الحرية والديمقراطية في العراق بالوقت الحاضر وأنهم حرموا منها بعد سقوط السلطة البائدة .
ترى ماذا يريد السيد العزاوي ؟ والى أين سيصل ؟ ومتى تنتهي مهمته ؟ وهل أن جهة ما تقف خلف مهمته أم أنه يؤدي مايمليه عليه ضميره ؟
الأسئلة التي يوجهها العزاوي للجمهور المنتقى بدقة والواقع في حبائل اللعبة العزاوية لايريد منهم جواباً الا بكلمتين ( نعم أولا ) أختصاراً للزمن ووقت البرنامج ، وبرفع الأيادي حين يسالهم السؤال خير دليل على تهميشه لدورهم وأستخفافه بشخصياتهم وعقولهم ، ومقاطعة المتحدث منهم أذا خرج عن الخطة ، نرجو أن يستمر البرنامج الممتع ( جسور ) لصاحبة الأستاذ العزاوي فأهل العراق أدرى بشعاب بغداد من غيرهم .