أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نضال نعيسة - منصب مستشار الرئيس














المزيد.....

منصب مستشار الرئيس


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 00:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هل يحتاج الزعيم الناجح و"التاريخي" الكفؤ والملهم لـ"مستشار" يقدّم له المشورة والنصح والإرشاد؟
لعلها واحدة من أكبر من الشعوذات والزعبرات التي يمكن للمرء أن يسمع بها، وتتناهى لسمعه بالإعلام، هو وجود منصب ما يسمى "مستشار" الرئيس، أو الملك، أو الزعيم، أو ما يقال عن وجود ناطق إعلامي باسمه، وكأنه لا يعرف ولا يجيد الكلام، أو ليس لديه الوقت للتوجه الإعلام، وربما "يكون "قرفاناً"، ومشمئزاً، على الغالب، من التحدث للعوام، وحول جدوى أن يكون هناك مستشار لرئيس، وملك، وزعيم ما، هنا وهناك، ما يعني ضمناـ انتفاء الحاجة للرئيس أو الملك والزعيم، نفسه، طالما أن هذا المستشار، هو من يقوم بأعباء "التفكير" ومن سيقرر ويفرض، ويشور على "الرئيس" ويتصدق عليه، ويجود عليه باستشاراته الفريدة، وحين ترى، أو تسمع ،هناك، في بعض الدول الفاشلة، والساقطة، والمنهارة، والمفلسة، بوجود "مستشار" لرئيس، هذه الدولة، فبالتالي، يجب تحميله، هو واستشاراته الخرندعية، وزر وتبعات، كل هذا الفشل والانهيار والانحطاط والسقوط والإفلاس، ومن ثم، محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، هذا في حال وجود قضاء نزيه وعادل، أصلاً، في دول مفلسة ومنهارة وساقطة وفاشلة.
وحقيقة، وللوهلة الأولى، قد يبدو أن هذه الوظيفة والمنصب مهماً وضرورياً في حال كون "الملك" والزعيم، جاهلاً وفاشلاً وغير كفء، وشبه أمي، ويفتقر لأبسط متطلبات اللباقة والحنكة ووغير ملمّ بالبروتوكول، وغير قادر على الكلام، والتحكم بوظائفه البيولوجية كما هو الحال في بعض المجتمعات، لكن الأهم من ذلك كله، من المفترض، أن كل إنسان أو شخص يصل لسدة الرئاسة والقيادة والزعامة، في مكان ما، هو شخص نخبوي، يتمتع بقدرات قيادية وشخصية وإدارية استثنائية، ويكون لديه مشروع و"برنامج" سياسي وسلطوي واجتماعي، واقتصادي، خاص به، يترك بصماته من خلاله على هذا المجتمع، والدولة، وليس بحاجة لمن "يشور" عليه ويوجهه، كما حصل مثلاُ في دولة سبقت وتجاوزت محيطها، وتخطته، كصين "دينغ شياو بينغ" وماليزيا "مهاتير محمد"(بغض النظر عن كونه من رموز التنظيم الدولي)، وإمارات "الشيخ زايد بن نهيان"، الذي كان لكل منهم بصماته النهضوية الواضحة على بلده ومجتمعه ونقلها من عصر إلى عصر آخر ومن مجرة لمجرة أخرى، دون الحاجة لمستشار، ثرثار، علاك تافه، لا يجيد سوى اجترار نفس الكلام، وترديد ذات المفردات، والطنطنة في كل المجالات.
وللعلم، لا بد من، ولا تنتفي الحاجة، أبداً، وفي كثير من الأحيان، لاستشارات وخبرات "تقنية" خاصة بالاقتصاد والمجتمع والسياسة، وحاجة الجميع لها، ولكن ليس لفرد واحد، وإنما لمجموعة ومستشارين "تقنيين" في ذات الفرع والاختصاص المطلوب، كما هو الحال، مثلاً، في منصب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، حيث يكون هذا المستشار، و المستشارة، عادة، على رأس مجلس أو مجموعة اختصاصيين تقنيين وخبراء " A Panel" بالاستراتيجيا والسياسة والاستخبارات ونحن هنا لسنا بصدد تقييم، أو الدعاية لـ، والإشادة بهذا المجلس "الخنفشاري"، بالذات، وإنجازاته الخنفشارية، قدر ما هو إيراد وتمثيل وتوضيح لآلية عمل وتفكير تبدو ناضجة وصحيحة، رغم سوء تطبيقها في هذه الحالة، وهي عمل الفريق، والجهد الجماعي الاستشاري الـ Team Work، المعروفة اليوم، في جميع المؤسسات والشركات وحتى الدول الناجحة حول العالم، والتي تتمثل سياسياً بعملية الانتخاب والقرار الديمقراطي "الجماعي"، ومجالس الشيوخ البرلمانات المنتخبة، ومجالس الشعب، واللوردات والكونغرسات والهيئات الاستشارية والـ Think Tanks ومعاهد الدراسات ووو المنتشرة هنا وهناك، والتي تتولى عملية ومهمة "الاستشارة"، والإحاطة بأي قرار من مختلف جوانبه، ما يعني أن مستشاراً واحداً، أو زعيماً، ومهما بدا، ملهماً وقادراً وكفؤاً فهو بحاجة للعمل والجهد والتفكير الجماعي، ومن دون النظر والاعتبار أيضاً، لمَلَكَات، وخبرات، وقدرات، وإمكانيات، هذا المستشار، أو المستشارة، هنا وهناك ومهما أوتي من مواهب وعبقريات، وقد سجل التاريخ خطباً فريدة، وأقوالاً خالدة ومأثورة، وإنجازات عملاقة، لهذا الزعيم أو ذاك، وليس لمستشاره، وناطق باسمه و"هدهده" الإعلامي.
ولا أدري، أحياناً، إن كان تداول، وطرح اسم مستشار هذا الزعيم أو ذاك، وزجه وإقحامه في الشارع، هو فقط لمجرد الترويج له، ومدحه، وتلميعه، أم هو لتحميله وزر وتبعات الإخفاقات والقرارات الخاطئة والكارثية التي تتخذ هنا وهناك، أي أن يكون "مكسر العصا" و "وجه القبح" الذي يمثل قباحات وشناعة ويتحمل أخطاء هذا الرئيس وذاك النظام، الذي عادة ما يكون في الدول الفاشلة والمنهارة، إذ نادراً ما نسمع، لو تتبعنا الأخبار، بوجود "مستشار" لرئيس وزراء في دولة ديمقراطية تعتمد على الانتخابات والقرارات الجماعية في حكم وإدارة البلاد وشؤون العباد....



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تساهم الدراما السورية بأكبر عملية تزوير وتضليل بالتاريخ؟
- للوقاحة حدود: من هو الأكثر عنصرية؟
- ذكريات ونهفات مع المعلمين
- عار وخطر التعليم القومي العربي الاشتراكي
- خرافة الله: كذبة قُريش الكبرى
- حمد بن جاسم وسلَطة الموسم
- الكيانات الموازية: الدولة داخل الدولة
- روسيا اللا عظمى
- والد آيات بريء: وهذا هو القاتل الحقيقي؟
- تأديب القيصر: ماذا يحصل في كازاخستان؟
- الإله الجاهل: خرافة العقل والسماء
- أزمة الله: لماذا لميخلق الله الإنسان كاملا؟
- الإسلام : آخر معارك البقاء
- المرزوقي خلف القضبان: انتصار جديد لمحور السعودية-مصر-الإمارا ...
- اللغة العربية: لغة أجنبية للسوريين
- الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه


المزيد.....




- الإمارات.. خفض أسعار الوقود
- لماذا يتردد البريطانيون في الرد على حرب ترامب التجارية؟
- الذهب يصعد إلى قمة تاريخية
- هل سيخفض ترامب قيمة الدولار؟ وما أثر ذلك عربيا؟
- أوغندا توقع اتفاقا مع شركة إماراتية لشراء حصة بمصفاة نفط
- آخرهم ملياردير الصلب... هل تفقد بريطانيا نخبتها المالية؟
- مبيعات التجزئة في اليابان ترتفع خلال الشهر الماضي
- أسواق آسيا تغرق في دوامة الخسائر والذهب يحلق لقمة جديدة
- لاغارد عن رسوم ترامب: لحظة حاسمة للقارة لتقرير مصيرها
- انخفاض أسعار النفط رغم تهديدات ترامب


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نضال نعيسة - منصب مستشار الرئيس