أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - كتاب الأزمة المالية العالمية والتحديات الاقتصادية الراهنة في الدول العربية















المزيد.....

كتاب الأزمة المالية العالمية والتحديات الاقتصادية الراهنة في الدول العربية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 21:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تقديم: بقلم العميد الدكتور كميل حبيب
شرّفني العميد الدكتور مصطفى العبد الله الكفري أن أقوم بتقديم مولوده الجديد هذا إلى القراء والعميد الكفري رجل أكاديمي بامتياز وحامل قضية تنظيم البيت العربي على الأقل اقتصاديا. وهو إلى ذلك، يدرس ويتفحّص ويتأمل في التحديات التي تواجه العالم العربي ويسلط الضوء على نقاط الضعف وعوامل القوة فيه ومن هذه التحديات القديمة – الجديدة الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على اقتصادات الدول العربية و إذا كان لبعضهم أن يدعي أن تأثير الأزمة في بعض البلدان العربية لم يكن ذا أهمية بسبب حالة الانعزال التي تعيشها هذه البلدان، وعدم تداخلها في آليات التنظيم الاقتصادي الدولي، فهذا لا يعني إطلاقاً إن الأزمة التي هزّت النظام الرأسمالي برمّته لن تصل إلى خواتيمها قبل أن تنثر بذورها السلبية على أصقاع الأرض كلها .
وانطلاقا من هذه المسلمة يأتي هذا الكتاب ليوفر للباحث مادة علمية يستند إليها للتأمل في المسائل الاقتصادية الضاغطة على الأنظمة السياسية في العالم الثالث. وإذا ما علمنا أن 80% من ثروات العالم يملكها 20% فقط من السكان الذين يعيشون في الدول الصناعية الكبرى، فإنه ليس بإمكان الدول ذات الاقتصاديات الناشئة وضع رأسها في الرمال وفق قاعدة أن الأمر لا يعنينا.
إن مرحلة الاعتماد الاقتصادي المتبادل التي سبقت مرحلة العولمة قد دقت جرس الإنذار في الدول النامية خاصة فيما يعني التأثيرات المباشرة والسريعة للدول الصناعية في حركة الاقتصاد العالمي. أمّا في عصر العولمة فقد شهد العالم تحولات جذرية طالت الظواهر كلّها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتكنولوجية التي تمتد تفاعلاتها لتشمل معظم دول العالم ومناطقه. وبهذا المعنى فإن العولمة تعبر عن مرحلة تاريخية فيس تطور العالم جوهرها تحقيق المزيد من الترابط والتداخل والتأثير المتبادل بين الدول والمناطق المختلفة.
هل يمكن للبلدان العربية مواجهة تحديات للعولمة؟ استثمرت البلدان العربية بكثافة في تنمية اليد العاملة المحترفة والجامعات والبحث والتطوير كوسائط لنقل الثقافة واكتسابها. وهكذا فإن هناك الآن بنية فكرية كبيرة يمكن البناء عليها. وأكثر معالم هذه البنية الفكرية بروزاً كونها مجزأة ينقصها الترابط والمكانة الدولية. والأهم من ذلك إنها منعزلة عن الاقتصاد القومي العربي.
ويسود العالم العربي اليوم موقفان من العولمة:
1- موقف الرفض المطلق وسلاحه الانغلاق الكلي وما يتبع ذلك من ردود فعل سلبية.
2- موقف القبول التام لعولمة وما تمارسه من اختراق ثقافي واستتباع حضاري، شعاره "الانفتاح على العصر والمراهنة على الحداثة".
ولا مفرَّ من تصنيف هذين الموقفين ضمن المواقف اللاتاريخية التي تواجه المشكلات، لا يرى صاحبه مخرجاً من المشكلات إلا بالهروب منها، إمَّا إلى الوراء وإما إلى الأمام. فالانغلاق موقف سلبي غير فاعل، ذلك فعله الموجه ضد الاختراق الثقافي والاقتصادي ... أي محاربته ... لا ينال الاختراق ولا يمسه ولا يفعل أي فعل، بل فعله موجه كله إلى الذات قصد تحصينها. والتحصين إنما يكون مفيداً عندما يكون المتحاربان على نسبة معقولة من تكافؤ القوى والقدرات أمَّا عندما يتعلق الأمر بظاهرة عالمية تدخل البيوت جميعها وتفعل فعلها بالإغراء والعدوى والحاجة، ويفرضها أصحابها فرضاً تخطيطاً واستراتيجياً، فإن الانغلاق على هذه الحالة ينقلب إلى موت بطيء قد تدخله بطولات مدهشة ولكن صاحبه محكوم علية بالإخفاق.
وتماما كالانغلاق هناك بالمقابل الاغتراب. إن ثقافة الاغتراب، أي إيديولوجية الارتماء في أحضان العولمة والاندماج فيها، ثقافة تنطلق من الفراغ، أي من اللاهوية، ومن ثمَّ فهي لا تستطيع أن تبني هوية ولا كياناً. ويقول أصحاب هذا الموقف إنه لا فائدة في المقاومة ولا في الالتجاء إلى التراث، بل يجب الانخراط في العولمة من دون تردد ومن دون حدود، لأنها ظاهرة حضارية عالمية لا يمكن الوقوف ضدها ولا تحقيق التقدم خارجها. إن الأمر يتعلق بـ "قطار" يجب أن تركبه، وهو ماضٍ في طريقه بنا أو من دوننا.
إن الجواب العربي عن سؤاله مواجهه العولمة يجب أن ينطلق من العمل داخل الثقافة العربية نفسها. فمن المؤكد انه لولا الضعف الداخلي لما استطاع الفعل الخارجي أن يمارس تأثيره بالصورة التي تجعل منه خطرا على الكيان والهوية. إن حاجتنا إلى الدفاع عن هويتنا الثقافية لا تقل عن حاجتنا إلى اكتساب الأسس والأدوات التي لا بدَّ منها للدخول في عصر العلم والثقافة، وفي مقدمتها العقلانية والديمقراطية. ويقول محمد عابد الجابري في هذا الصدد:" إن نجاح أي بلد من البلدان، النامية منها أو التي هي في طريق النمو، نجاحها في الحفاظ على الهوية والدفاع عن الخصوصية، مشروط أكثر من أي وقت مضى بمدى عمق عملية التحديث الجارية في هذا البلد، عملية الانخراط الواعي والنامي والمتجذّر، في عصر العلم والثقافة. "والوسيلة في كل ذلك"، يضيف الجابري، "واحدة: اعتماد الإمكانيات اللامحدودة التي توفرها العولمة نفسها، أعني الجوانب الإيجابية منها، وفي مقدمتها العلم والثقافة". إن الحكومات العربية مدعوة إلى بناء الشراكة داخل العالم العربي قبل إقامتها مع أوروبا كل دولة على حدة.
من هنا تنبع أهمية هذا الكتاب الذي يعالج إحدى تجليات العولمة السلبية (الأزمة الاقتصادية) وتأثيرها في البلدان العربية. وهو إلى ذلك يدحض مقولة فوكوياما حول الانتصار النهائي لليبرالية، ليطرح السؤال التالي: هل بدأت نهاية الليبرالية الجديدة؟ الأهم من كل ذلك إن العميد الكفري يقر أن نهاية الأزمة المالية التي هزّت الولايات المتحدة والعالم لم تنهِ عصر التحديات الاقتصادية في الدول العربية. وعليه، فإن المؤلف في بحثه الدؤوب عن الحلول يفند تسع تحديات تواجه العالم العربي، ومن الواجب معالجتها بشكل علمي ومدروس.
مما لا شك فيه، أنَّ هذا الكتاب يشكّل مصدر غنى للمكتبة العربية المحتاجة إلى دراسات علمية جريئة، عوّدنا عليها العميد الكفري في مؤلفاته السابقة. وكل تلك المساهمات الاقتصادية يجمعها هاجس واحد: كيفية زيادة حالة المنعة الاقتصادية عند البلدان العربية. وإنّني وإذ أشاركه هذا الهاجس، فإنني أكرر اعتزازي بصداقته، لا بل وأخوّته. وإنّني أكبر فيه اندفاعه دونما تساؤل لتفعيل علاقات التعاون العلمي بين كلية الاقتصاد في جامعه دمشق وكلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية. واسمح لي حضرة العميد أن اكرر مرة أخرى إن ما يفرقّنا هو "واو" كافرة، وأمّا ما يجمعنا فهو إرادة إلهية ... وما يجمعه الله لا يفرقه إنسان.
أنوجه إليكم بالتهنئة القلبية الخالصة على إنجازكم هذا الكتاب، وما يتضمنه من ثروة علمية يحتاج إليها طلاب العلوم الاقتصادية، وتزهو به مكتبتنا العربية.
تأليف: الدكتور مصطفى العبد الله الكفري،
كلية الاقتصاد - جامعة دمشق



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث العلمي كعملية إبداعية
- احتياطيات دول العالم من العملات الأجنبية
- وثائق بنما.. الملاذات الضريبية، أضخم التسريبات للبيانات والم ...
- قراءة في كتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، للفيلسو ...
- الاقتصادات العربية في عصر المربكات الكبرى
- المفكر العلامة ابن خلدون (732 - 808 ه) (1332 – 1406 م) يسهم ...
- حوادث دمشق اليومية خلال 21 سنة من القرن الثامن عشر للحلاق ال ...
- التكامل الاقتصادي العربي في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة
- الترجمة فعل ثقافيّ لغويّ حضاريّ يربط بين الحضارات والشعوب
- الأسهم في سوق الأوراق المالية
- أبو نصر الفارابي من العلماء الألمعيين الذي يعدون فخراً للإنس ...
- كيف تعمل منصات النفط الكبيرة للحفاظ على النظام لتحقيق الأربا ...
- الأزمات المالية في الاقتصاد الأميركي تاريخ الأزمات يعيد نفسه
- الحصاد الاقتصادي في سورية خلال العقد الأول من القرن الواحد و ...
- الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أزمة ثقة نخرت نظام الائت ...
- هل فشل النظام الاقتصادي العالمي؟ أم ما زال يعمل بكفاءة؟
- الأمن الغذائي العربي
- (إلى أين يذهب العرب؟) كتاب يمثل رؤية ثلاثين مفكّراً عربيّاً ...
- الأزمة القادمة التي لا نعرفها، وباء الكورونا (الفيروس الاقتص ...
- النتائج المبهرة للاقتصاد الصيني


المزيد.....




- الصين تحظر تصدير مواد للصناعات العسكرية إلى أميركا
- فايننشال تايمز: هل بدأت روسيا بدفع فاتورة الحرب؟
- الوون الكوري الجنوبي يهوي عقب إعلان الأحكام العرفية
- مصر تكشف عن موعد استحقاق ودائع سعودية بقيمة 5.3 مليار دولار ...
- تونس.. عائدات السياحة تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياس ...
- وزير مالية إسرائيل: البرلمان سيصوت الأحد على موازنة 2025
- قرار صادم.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية بالبلاد ...
- استمرار تدهور مناخ الأعمال بقطاع السيارات في ألمانيا
- بحضور ماكرون.. السعودية توقع اتفاقيات مع شركات فرنسية
- مصر.. ساويرس يمنح الجامعة الأمريكية أكبر تبرع في تاريخها ويت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - كتاب الأزمة المالية العالمية والتحديات الاقتصادية الراهنة في الدول العربية