أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - رزق الهبل علي الطماعين















المزيد.....

رزق الهبل علي الطماعين


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 14:30
المحور: المجتمع المدني
    


((بلغت حصيلة ما اشتراه المصريون من شهادات ادخار ذات عائد 18٪ التي أطلقها أكبر بنكين حكوميين 57 مليار جنيه في 48 ساعة بحسب مسؤولين في البنكين، فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاستثمار في تلك الشهادات حلال)).
في ستينيات القرن الماضي أصدر البنك الأهلي .. شهادات إستثمار ( أ وب وج) إستطاع بها ان يجمع مدخرات الطبقة الوسطى .. بصورة غير مسبوقة ..
من الذين أستثمروا في هذه الشهادات .. كانت والدتي .. كان لديها كمية كبيرة من النوع (ج ) الذى يربح جوائز يسيل لها لعاب السذج .
عندما توفت.. و ذهبنا للبنك .. لتسييل قيمة الشهادات .. و جدناها قدإنقضي زمنها و لم تجدد .. فضاعت علينا ..
لقد سرق مصدرى الشهادات أموال سيدة مسنة .. غسلوا مخها بإعلاناتهم ..و أخفوا تعليمات تداولها عنها .. حتي سقط حقها كما لو كانت قد إشترت أوراق يناصيب يصبح لا قيمة لها .بعد إعلان الفائز .
هذا النصب تكرر في نهاية السبعينيات .. عندما رفعت أسعار الفائدة إلي 18- 20 % و قمت بنصاحة .. السذج ببيع الدولارات التي أحضرتها من عملي بالغربة ..و تحويلها لشهادات .. ثم سقطت قيمة فائدتها بعد أن جمعوا حصيلة مناسبة من أمثالي .. لتصبح من 12 – 6 % في اللحظة التي تصاعد فيها سعر الدولار لارقام خيالية .. وبت حزينا مهموما .
و هكذا تبينت مبكرا كيف يمكن خداع ساذج مثلي .. بالإعلانات .. و وسائط جذبه من إنتهازيته .. ثم عندما يتورط .. يفقد ما كسب .. مع تدهور القيمة الشرائية للجنية التي لم تتوقف منذ أن كان الدولار بأربعين قرش .. حتي أمس الأول عندما أصبح ب18 جنيه .
اللعب بعقول السذج الطماعين بالجرى وراء إستثمارات سهلة كنا نشهدة في الموالد عندما يبيع الشيخ محمود شربة تنزل حنشة و دود .. و هي ملح طعام .. أو عندما يستقطب بتاع الثلاث ورقات الفلاحين و يطمعهم في مكسب سريع ثم يجردهم من أموالهم ..
شركات توظيف الأموال بتوصية من كبار رجال الدين .. قامت بإفلاس المئات من السذج وتلاها بعض النصابين في مدن مصر و قراها نقرأ عنهم كل يوم في الجرائد و نتعجب .
أخيرا الحكومة نحت الجميع و تقوم الأن بالدور الرئيسي ..في جمع أموال الباحثين عن الثراء دون تعب و إنفاقة علي إنجازاتها المدعاة .
الحكومة منذ زمن محمد إبراهيم سليمان تستغفل السذج المتحمسين عندما تتاجر في العقارات و الأراضي الصحراوية ..
وعندما جمعت المليارات لتمويل تكريك قناة السويس ..و ها هي ( ريما ) تعود .. للخدعة الأولي و تسحب 57 مليار جنية في 48 ساعة .. من الخائفين المذعورين من تدهور الوضع الإقتصادى بعد إرتفاع قيمة الذهب و الدولار لمستويات مجنونة .
الشخص الساذج الذى يذهب للبنك .. و يضع أمواله سواء كودائع أو توفير أو حساب جارى .. لا يعرف أن كل مليم ينفقه .. أصبح مرصود من إخوانا البعدا .. يجعل كلامنا خفيف عليهم .. ..وأنه قد وضع راسه تحت ضرس الحكومة .
فأى موظف من موظفي جهات الجباية المتعددة .. يستطيع .. بورقة صغيرة عليها ختم و شعار الجمهورية أن يضع حسابة .. تحت الحجز التحفظي ..و يمنعة من التصرف في أموالة ..
مع العلم أن فك هذا الحجز يحتاج لمعجزات و صبر في التعامل .. و قد يؤدى لاضرار غير متجنبه و غير محسوبة بواسطة الأرعن صاحب التحفظ . .
الحكومة .. و برلمانها الملاكي أصدروا المئات من القوانين و القرارات التي لا نعرفها .. و تتيح لجهات الجباية و غيرها مصادرة أموال المودع .. حتي لو بالخطأ في الإسم .. فيحصلوا من شخص غير معني .. ما كان مطلوبا من سميه .. و علية أن يثبت .. أنه ليس (بحمار) علي راى النكتة التي كانت شائعة في الستينيات .
(( وجد جمل يجرى تجاه الحدود .. فقيل له لماذا تهرب .. قال لانهم يقبضون علي الحمير .. و لكنك جمل .. فقال حليني علي بال م أثبت إنيى مش حمار )) .
بصراحة أنا لا أثق في هذا النظام المالي أو السياسي .. فغياب العدل .. و تكلفة التقاضي المرتفعة .. و توحش المسئولين عن الجباية .. و غباء الموظفين .. يجعل .. التعامل معهم مخاطرة كبيرة .
بقي تساؤل عن كل هذه الأموال التي كانت تحت البلاطة و يمكن جمعها في 48 ساعة .. هل يعني هذا .. أن المصريين متيسرى الحال و أغنياء ؟
و أنهم بناء علي ذلك يستطيعون دفع الملايين في شراء شقق الحكومة البائرة .. و البضائع غالية الثمن في المولات.. و الشهادات الإدخارية المبالغ في عائدها .. و الذهب و باقي المعادن الثمينة .. و يدفع الضرائب المجحفة ..ولا يشكو من الأسعار المتصاعدة... و اننا نعيش في أفضل حال .
أم أن هذا متيسر لعدد قليل من الذين إستطاعوا .. مراكمة الأموال من قهر المعوزين ..
الطبيب في المستشفي الإستثمارى .. و المدرس في السناتر و المدارس الأجنبية مرتفعة المصاريف .. و صاحب المكتب الإستشارى الذى يستغل و يسرق العاملين لدية .. و أصحاب الشركات التي نشأت حديثا في زيطة الإنجازات و تعمل بالواسطة و الذى منه ..و تجار المخدرات و الدعارة .. و الفئات المستثناه من كبار الموظفين التي ترضى عنهم الحكومة فتمنحهم من وسع ..
كل هؤلاء . بالإضافة للسماسرة .. و الوكلاء التجاريين ..و من يبورون الأرض الزراعية و يحولونها لمباني .. ينتشرون في مدن مصر من شمالها لجنوبها... و لديهم أموال بعضها جاء من طرق غير شرعية .
هؤلاء المتيسرون لا توجد إحصاءات لعددهم لقد جاءوا من رحم الفوضي ..و هم قد يمثلون 1% أى مليون شخص .. و هو عدد كبير ..أوحتي 10% أى عشرة مليون متنعم .. و لكن يظل الباقي من الطبقة الوسطي و المعدمة .. يضعون أيديهم علي قلوبهم .. من موجات الغلاء القادمة .. مهما قدمت الحكومة من إجراءات إحترازية فهي لن تمنع وصول الدولار لعشرين جنية فتزيد قيمة البضائع المستوردة .. و نحن نستورد أغلب إحتياجاتنا بما في ذلك القمح .
و هكذا
لن أستغرب أن يزيد الميكروباص و التاكسي تعريفته .. و بتاعة الخضار و الفاكهة أسعارها .. و اللبان و الجزار .. و مدرسي السناتر .. و الطبيب حتي في المستوصف .. بحجة زيادة قيمة الدولار
إنها فوضي مقبلة ..فمن تضرر و من لم يتضرر سيرفع قيمة بضاعته .. ما عدا نحن الذين نجلس جنب الحيطة و نسمع الزيطة من أصحاب المعاشات .. فإذا أضفنا لذلك ضحايا البطالة فإنني لن أعجب عندما يفتح هذا المجال علي مصراعية للأعمال غير المشروعة و السرقة و الخطف .. ثم نتساءل هو حصل إيه للناس .
كل سنة و حضراتكم طيبون ..
إبقوا زوروا العاصمة الجديدة و العلمين .. فناطحات سحاب هناك و الشوارع الواسعة و النافورات .. و الأسواق و القصور .. ومقر البرلمان الصيفي والشتوى .. حاجة تفتح النفس ..
أو تحمسوا لماتش مصر و السنغال و العنوا كروش اللي إختار تشكيل غلط و تسبب في الخسارة رغم إنه واخد علي قلبة قدكدة دولارات و يوروهات ..
أو شاهدوا مسلسلات رمضان و إعملوا هيصة لان واحدة كشفت ساقها أو دراعها ....
و إنسوا إن الدولار بقي بأكثر من 18 جنية متمسكين بحكمة ((يعني حنعمل إيه ننتحر)) ..(( أهو نصيبنا و قسمتنا ))
ففي غابات الدول الرأسمالية .. إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب .. وفي مصر 90% من سكانها فريسة سهلة للذئاب المحلية و العالمية ..منذ أن قررصناع السياسة الإقتصادية الهبل.. بلع الشص وتنفيذ تعليمات البنك الدولي و إستيراد أزمات المجتمع الرأسمالي التي كنا في حماية منها .
يقولون (( لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين )) و نحن لا نتعلم و نلدغ الف مرة فين بقيت الفلوس عايزين نوصل لميت مليار جنية يا حضرات .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستغلين تعلموا و نحن لا نقبل العلام
- 344 سنة فوضي ..ولم نتعلم .
- شهر رمضان واحسانات الحكومة
- عندما تصبح الحياة عبئا
- لا أرى ، لا أسمع ، و لن أتكلم .
- يا ريتك يا أبويا .. راحت عليك نومة
- ثلاثين ثانية سعادة .
- تعددت الأنظمة .. و الفكر واحد
- الصيغة المصرية للديموقراطية
- هذا التواجد التافه ..ليتني قلت (لا) .
- الحرب في بر مصر
- إستمرار الحكم العسكرى ..أهو قدر
- تأملات في ذكرى ثورة
- مافيا الهدم و الجمهورية الجديدة
- هل مصدرالقيم والأخلاق هو الدين ؟
- مش قلتلكم بلاش قنزحة .
- المسكوت عنه في إتفاقية السلام
- إنهم معروفون لنا، وبعضهم درس عندنا
- و عاد يناير ليجد الوضع علي حاله
- محنة تحقق كابوس(الجد )


المزيد.....




- “لهذه الفئات الجزائرية ” ???? التقديم على المنحة الجزافية ال ...
- تقرير: ألمانيا أصدرت مذكرة اعتقال بحق أوكراني بشبهة تورطه في ...
- زاخاروفا تأمل أن يكون اهتمام الأمم المتحدة بالوصول إلى مقاطع ...
- إسرائيل تزعم: كنا على بعد أمتار من اعتقال يحيى السنوار
- الرشق: تحقيق هآرتس يؤكد ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في غزة
- الأمم المتحدة تعلق على استهداف كييف للمدنيين في لوغانسك بقذا ...
- ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة: مجارز إسرائيل لم تكن ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت 68 بعثة إنسانية من الوصول إلى غز ...
- مذكرات توقيف وأحكام إعدام وسجن لمتهمين بالتعاون مع الدعم الس ...
- اعتقال ألف شخص جراء عنف أقصى اليمين في بريطانيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - رزق الهبل علي الطماعين