أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب















المزيد.....

بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 494 - 2003 / 5 / 21 - 05:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                     
                                                    
                                                       

إيمان الكوردي بأمته و حقيقة ماضيه في إطار الإدراك الواعي يبعث في النفس شعورا بالثقة ، و رغم الغزوات و المآسي التي مرت  على الأمة الكوردية ، فأن الكورد اثبتوا قدرتهم و تأثيرهم على الأحداث .
الولوج في باب الجغرافية و التاريخ ينطوي على تفرعات شائكة و حساسة ، تختلف الآراء و تتضارب النزعات و الميول فيه ، و  الجهلة و الأميون لا يستطيعون الولوج فيه ، لأنهم لا يملكون التحليل العلمي و المنطق السليم  و لا يستطيعون اعتماد التسلسل التاريخي للأحداث و الوقائع ، لأنهم غير مؤهلين للتعبير وفق الاستكشافات و التنقيبات الأثرية و بالتالي لا يستطيعون الرجوع إلى دراسات المختصين و المستشرقين ، الذين كتبوا عن شعوب المنطقة بدون تعصب و بصورة موضوعية .

مصيبتنا تكمن في أنصاف المثقفين و الطارئين على السياسة ، الذين يكتبون بعض الخزعبلات ، و يطلبون من الذين لم يحصلوا على أي مؤهل دراسي ، بختم هذه الكتابات بأسمائهم لقاء ليلة ساهرة  ، لان هؤلاء الممهرين لم يحصلوا على أي تحصيل علمي كما ذكرنا ، فأنهم لا يعرفون مضمون ما يوقعون  عليه ، إن  مثل هذه الكتابات لا تستطيع تشويه و تزييف الواقع ، لذا تصنف مثل هذه الكتابات في باب التندر و الجهل و الغباء الفكري ، لأنها نابعة من الحقد الدفين من الذين لا يقوون على الفعل ، و يريدون بها الاستفزاز و التحرش لا غير ، و لا تؤثر مثل هذه  الكتابات في المجتمعات الحية ، و بالنسبة للكورد فأنهم متواجدون  على الأرض ، و يشكلون أحد المحاور  الرئيسية المهمة لحضارة و تأريخ المنطقة ، أما الذي ينسلخ من ماضيه  ، فمن الطبيعي  أن ينكر على العراقيين عراقيتهم .

تفاعل  الأمم مع بعضها  أمر ضروري و خاصة في منطقتنا القلقة و المضطربة أساسا ، لا سيما و أن هذه المنطقة موغلة في القدم ، و قد سادت فيها دول و أمم ، و مرت عليها حضارات و حصلت فيها هجرات و حروب و كوارث عبر التاريخ ، تركت بصماتها على المسار التاريخي  و التراثي بل حتى الروحي لشعوب المنطقة .

من الضروري أن نشير إلى وجود عناصر أثنيه  أخرى تعيش في كوردستان  الكبرى ، مثل العرب و التركمان و الآذريين و الآثوريين و الكلدان و الأرمن و غيرهم ، لهم حق حرية التعبير عن ذاتهم ، لأنه لا توجد في العالم مجتمعات نقية خالصة و من عنصر واحد ، لكن المشكلة تكمن في الذين ينكرون أصلهم و يخرجون من جلدهم و ينسلخون من أسرهم ، شعورا بالنقص أو لأسباب ذاتية  أو  موضوعية ، فما الضير من أن يكون الإنسان من أصول أعجمية أو من أصول غجرية أو كوردية أو عربية أو تركمانية أو آشورية ، و في نفس الوقت يفتخر بعراقيته ، لذا نحن نستنكر تصريحات الإيراني الجنسية محمد الفرطوسي ، الذي يدعي بأنه  وكيل مقتدى الصدر ضد اخوتنا المسيحيين ، و نرجو من اخوتنا التركمان  الرجوع إلى ديارهم في كوردستان إذا كان هناك من  مغبون ، لنكشف الحقيقة من الزيف ، لكي نكسر الجمود ونكشف تقوقع البعض  من الذين يلبسون ملابس الآخرين ، لأن مسار الشعوب متصل الحلقات و لا يجوز فصل بعضها عن البعض ، أو الخوف من نقل الحقيقة بسلبياتها و إيجابياتها و بحلوها و مرها .

يقول علم النفس بان  تراكمات الأحداث في مسيرة الإنسان ، و خاصة في إطار التربية الأسرية التي يتلقاها الفرد ، تنعكس و تؤثر في سلوكه اللاحق ، لذا جاء الأنبياء و الرسل و ظهر المفكرون و المصلحون ، لغرض تقويم الاعوجاج و توجيه الإنسان نحو الفضيلة و إبعاده عن الرذيلة و عن الكذب و الدجل و القفز على الواقع المعاش ، و لبناء الأسس السليمة للمجتمعات و صيانة الفرد و المجتمع من زلل البعض ، و كشف و نبذ السلوك المشين و الشواذ في التفكير و التصرف .

كسب العيش باحتراف مهنة اقره شرائع السماوية و الوضعية ، و التاريخ يقول بان الكثير من العادات و التقاليد و الحرف و المهن السائدة في عصر ما ، قد تكون إيجابية لتلك الحقبة التاريخية ، و باكتشاف الاختراعات و تطور الحياة نحو الأفضل ، تصبح هذه العادات و المهن و المفاهيم غير منسجمة مع روح العصر الذي يليه و هذه سنة الخالق في خلقه .

في خضم الأحداث السياسية  العاصفة و اكتشاف المقابر الجماعية في وطننا الجريح ، نسمع أصواتا نشاز لأيتام البعث من القابعين في دهاليز النسيان ، الذين نجوا من غضب الشعب موقتا ، بحكم تواجدهم خارج العراق ، من المؤمنين بقول الطاغية ( العراقيون كلهم بعثيون ) ، و من الذين لا تأثير لهم و لا وزن مهما أحدثوا من ضجيج وصخب ، يتصرفون كأن أساليب القمع و التهميش التي مارستها السلطة السابقة لا تشفي غليلهم .

الطارئ على الثقافة و الشارب من منابع البعث ، لا تهمه مصلحة العراق و العراقيين ، و مستعد لبيع الوطن بأرخص الأثمان و حتى إن كانت بزجاجة نبيذ ، لذا نجد أمثال هؤلاء  يحاولون حصول زواج قسري بين ما تعلموه من البعث و شطحا تهم في أحلام اليقضة  و أفكار ندمائهم ،  لا سيما حينما ينتعش خيالهم غير الخصب بسبب أو لآخر ، فمهما لبس هؤلاء رداء المعارضة ، فنحن العراقيين نقرأ الممحي ، و نعرف الذين كانوا للامس القريب  مخبرين أذلاء لدى الأجهزة الأمنية للنظام المقبور ،  و ثم أدلاء متطوعين لدى جهاز أف  بي آي  ، متصورين بان الإدعاء بالديمقراطية و حقوق الآخرين تقنع الناس بنسيان ماضيهم المشين ، كأن القوى الحية في المجتمعات العراقية ، غير موجودة على الأرض و لا تعرف هؤلاء .

العراق عراقنا و شعبه شعبنا و المستقبل يكون لنا جميعا و بإرادتنا ، و أثبتت الوقائع و الحالة المعايشة ذلك ، لأن التواجد على الساحة و الفعل هو الذي يؤثر ، أما الضعفاء ليس لهم تأثير ذبابة ، و خاصة إذا كان مغمورا و مخمورا ، و الأيام سوف تثبت من كان يقول الحقيقة  و من كان دجالا ، و الزمن كفيل بفرز الصالح و الطالح .

تعازينا مقرونة بالتشفي بسقوط الطاغية  للذين كانوا يهتفون هلهولة للبعث الصامد ، و تهانينا القلبية الصادقة بسقوط الديكتاتورية  لشعبنا العراقي بكل أطيافه و ألوانه الزاهية .

الناقر على الدف شيمته الرقص ، و ليس صوت الدف مثل الضرب على الطبول أو مثل  المارشات العسكرية لإبادة الشعوب ، لذا لا يستطيع  ناقر الدف استلاب  معالم حضارة الشعوب  ، و رحم الله من عرف حدوده و إمكانياته و قدر نفسه . 




#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات ...
- سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
- لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطني ...
- تفعيل اتفاق الحزبين الكرديين تعزيز لوحدة العراقيين
- عراق الغد و علاقاته الإقليمية
- سياسة الدولة الطورانية العنصرية هي من عقلية الطربوش
- تركيا وسياستها الغبية
- تركيا الطورانية و طابورها الخامس
- كيف يشعر الإنسان بالراحة وذراعه في قبضة الآخرين
- الطورانية شكل من أشكال العنصرية
- هناك فرق شاسع بين قوة الحضارة وحضارة القوة


المزيد.....




- لمكافحة الفيضانات في كنتاكي.. مالك يغرق مطعمه بالماء العذب ع ...
- -قمة القاهرة- تدعو لوقف إطلاق النار في غزة.. وتتمسك بـ-مظلة- ...
- مسيرات روسية تخترق دروع دبابة -أبرامز- الأمريكية
- تقرير يكشف شهادات لجنود إسرائيليين حول التدمير الممنهج لغزة ...
- ماكرون في الحسين… زيارة رئاسية بطابع شعبي في قلب القاهرة
- لحظة احتراق الصحفي أحمد منصور
- محكمة روسية تخفف عقوبة السجن بحق جندي أمريكي... إشارة أخرى ل ...
- لم يحدث منذ 1929.. رسوم ترامب تهز بورصات العالم
- ترامب يهدد باستخدام -الفيتو- ضد مشروع قانون التعريفات الجمرك ...
- المبعوث الأممي غير ‏بيدرسون: ناقشت مع الرئيس أحمد الشرع الان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب