راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.
(Rush Odin)
الحوار المتمدن-العدد: 7198 - 2022 / 3 / 22 - 21:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنا من خلفيّة شيعية أهلي مثل أي عائلة مسلمة. لمّا كنت في مرحلة الثالث ابتدائي أجبروني على العباية وفي الصف الرابع أجبروني على تغطية وجهي بغطاء كامل. حتى النقاب ممنوع!! في الجامعة سمحوا لي بالنقاب وبعد سبعة سنين سمحوا لي أن ألبس عباية على الكتف. من صغري وأنا أتعرض للضرب والتهديد والترهيب من أجل الصلاة إلى أن كرهتها. بالمقابل أخي الأصغر مني يلبس مثل ما يحب و يخرج أين ما يحب و يلعب مثل ما يحب وأنا لا!!
كنت أفكّر بلماذا الله يريد هذا؟؟ لمّا صرت بالمرحلة الثانوية كنت أقارن بين المذهب الشيعي والسني و أدافع عن مذهبي و أدخل بنقاشات وأقرأ كثيراً لمحاولة الترقيع. ثم تحولت للمقارنة بين الإسلام وباقي الأديان في المرحلة الجامعية. هنا بدأ إيماني بالدين يقل. كنت احاول ابحث عن ترقيعات بخصوص معاملة الدين للمرأة من ضرب وتعدد الزوجات و مِلك اليمين. حاولت أن أتجاهل هذا كله و أن أتوقّف عن البحث.
لكني انتقلت لمجال التاريخ وصرت أقرأ عن أديان الحضارات القديمة السومرية والبابلية والآشورية وغيرها. قرأت ملحمة جلجامش و وجدتها تتكلم عن الطوفان والسفينة! من هنا عرفت أن الإسلام ما هو إلا تجميع لأساطير الحضارات القديمة! شعرت بصدمة واتجهت للإنكار تقريبا سنة كاملة وأنا ما زلت على الدين. بعدها تشجعت و بدأت أدخل في نقاشات مع أختي و اكتشفت أنها مثلي لادينية (ليس لها دِين). لما كنت مسلمة كنت أعيش تأنيب ضمير دائم. كنت أفزع من نومي لأي صوت أسمعه من الخارج أحسبه يوم القيامة .. أنا الآن مرتاحة لكن مضطرة للتمثيل بأني أصلّي و أصوم لأجل أهلي.
_______
ملاحظة هامة: هذه السلسلة من القصص تم تسليمها لنا من أصحابها لغرض النشر. نحن نقوم بمراجعتها وتحريرها بفريق من المتطوعين وليس مجهود فردي وحسب. نقوم أيضا باستبدال المصطلحات العامية بمقابلها بالفصحى لمراعاة قواعد النشر وتسهيل الفهم لشريحة أكبر من القرّاء. كنّا ننوي نشر هذه السلسلة من المقالات في صفحة مستقلة وليس في صفحتي الشخصية لكن واجهنا مشكلة في التواصل و التنسيق مع القائمين على الموقع لهذا سنواصل النشر بهذه الطريقة ونعتذر عن أي إرباك قد يحدثه هذا.
#راش_أودين (هاشتاغ)
Rush_Odin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟