شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 19:45
المحور:
حقوق الانسان
أثناء توليها منصب مستشارة ألمانيا .تركت السيدة ميركل بصمة عظيمة في حياة وطنها أولا" سياسيا" وإقتصاديا" ومكانة عالمية لا تضاهي بحيث كانت ألمانيا هي قائدة أوروبا بلا منازع . وكذللك إمتدت بصمتها الخلاقة والمبدعة على أغلب شعوب الارض عندما إستقبلت ألمانيا عشرات الالاف من اللاجئين . من مختلف دول العالم .. حتى أن كثير من مواطني الدول المستقرة والأمنة والتي ليس فيها نزاع او حروب هاجروا الى ألمانيا بحجة أنهم سوريين... ومع ذلك احتوتهم هذه الدولة العظيمة والتي يصفها عناصر التنظيمات الاسلامية ,بالدولة الكافرة والملحدة ؟؟ هكذا يعبر القادة عن حبهم واحترامهم وخوفهم على شعوبهم..أولا" وعلى شعوب العالم ...
لقد اعتزلت المستشارة الالمانية ميركل جميع صفاتها السياسية والحزبية ، كما منصبها الرفيع ، عن نفسها ، وعادت ، في خطابها الأخير المؤثر والبليغ ، إلى جذرها الأول : سيدة عاطفية ورصينة تخاطب شعبها بقلق الأم وحرصها.. وجسارتها ، والأم جسورة عادة وقوية حين يلزم الامر ... لم تتفاخر مع أنه يحق لها . ولم تتعاظم وتتكبر على شعبها مع أنه يحق لها ...لم تتبجح ولم توعد شعبها بأشياء كما يفعل بقية الحكام ... بل كانت بغاية الاحترام والتقدير
تحدثت ميركل عن التضامن ، عن الحب والاخاء.. عن الاهل والجيران . عن المصاعب الجادة إلتي ’’ لم تعرف المانيا ولا الكون مثلها من قبل ’’ ، واعتذرت عن ’’ الاجراءات الصارمة وغير الديموقراطية إلتي فرضتها الظروف علينها جميعاً ’’ : منع السفر والتجمع وممارسة الاشكال المعروفة للحياة ، واخبرتنا ، بين تفصيل وأخر ، بالحقيقة إلتي نعرف ونخشى : الاحوال سيئة وقد تزداد سوءاً يوماً إثر يوم .
استمعت للخطاب ثم عدت وقرأته مطبوعاً ، وأعتقد ، وربما ما زلت تحت تأثير جوهره العميق .، بأنه الخطاب الاكثر مسؤولية وشمولية ودقة في هذه الاحوال البائسة إلتي نعيش.. وهو الاكثر قرباً ، بالمعنى الانساني الشفيف ، من المشهد الكوني القائم الان . ولعل الاجيال القادمة ملزمة ، حين ترغب بقراءة احوالنا هذه ، بالعودة اليه .
إنجيلا ميركل قائدة ومسؤولة تستحق الاحترام والتقدير والمديح
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟