أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فن النوم على المسامير














المزيد.....

فن النوم على المسامير


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر المجالس والمنتديات الثقافية العراقية والعربية خصصت محاضرة على الأقل لموضوعة الغزو الروسي لأوكرانيا, لكن بعض المحاضرين والمحاورين سرعان ما أغرقوا في قضية التعاطف مع الشعب الأوكراني منددين بالغزو الروسي لأراضيه حتى تحولت المحاضرات وكأنها مجرد جلسات تضامنية مع الشعب الأوكراني وللتنديد بـ (الوحش بوتن) ومآتم للحزن والبكاء والعويل على الشعب الأوكراني المسكين والمُبهذل.
لست ضد التعاطف بطبيعة الحال مع قضية الشعب الأوكراني, ولن أترك لأحدٍ أن يزايدني على مسألة الإيمان بالديمقراطية وحق الشعوب في تقدير مصيرها وإدانة الغزو بكل أشكاله, فأنا إبن العراق وكنت فيه حينما خاض أغلب حروبه الأخيرة وحينما تسبب له صدام الدكتاتور بكثيرٍ من الكوارث.
غير إنني وأنا أستمع لبعض المحاضرين الذين توسمت فيهم سعة الأفق والمعرفة ومهنية البحث والتقصي, متطلعاً إلى معرفة المزيد من عُقد هذه القضية الأخطر على أمن العالم برمته, سرعان ما أُصبت بخيبة الأمل لأن هذه المحاضرات وبعض الحوارات ذهبت إلى التركيز على جوانب التعاطف مع ماساة الشعب الأوكراني وإلى الحد الذي صرنا فيه وكأننا في جلسات تضامنية مع الشعب الأوكراني لا أكثر, وأمام خطب تنديد بالدكتاتور بوتن وإشادة بالديمقراطي زيلنسكي ليس إلا.
لقد نسينا ان الحدث الأوكراني يصلح الآن لكي يكون (اكاديمية علوم سياسية) قائمة بحد ذاتها حيث يمكن من خلالها فهم الصراع العالمي على حقيقته ومآلات تشكيل العالم الجديد, وربما بداية انتقاله من نظام القطب الواحد إلى العالم متعدد الأقطاب وما يرافق ذلك على صعيد التغيرات التي ستحصل على صعيد ترتيب أهمية القوى وطبيعة التحالفات.
وتحت شعارات الإيمان بالديمقرطية والإنحياز لها ضد الدكتاتورية عَوّمْنا, بل وضَيّعنا, الاسباب الحقيقية لحصول هذا الغزو وكأن (بوتن) مجرد مجنون روسي تتحكم به عقدة القياصرة وحلمهم بالوصول إلى مياه الخليج الدافئة, أو يتلبسه وهم إعادة الإتحاد السوفيتي إلى سابق عهده, وهو كان قد استيقض ذات صباح فلبس جبة الجنرال وأمسك بعصا المارشالية وأشار بها إلى حيث تقع أوكرانيا صائحاً أريد زيلينسكي حياً أو ميتاً.
وأجد أنننا ومن خلال عناوين كراهية بوتن والإنتصار للشعب الأوكراني والتغني بقضايا الديمقراطية واللبرالية قد وقعنا في فخ تعويم القضايا ذات الأهميات الإستراتيجية على أمن العالم كله.
نحن العراقيون كأننا صرنا خبراء بالدعوات التي تعوم حق الشعوب تحت لمعان هذه الشعارات, لكن علينا أن نعلم أن تلك الشعارات لا تصلح وليس من الحق ان يجري تحت يافطاتها تنفيذ الحق الذي يراد به باطل. وكنا بالأمس قد خبرنا كيف جرى تحت عنوان إستثمار كراهيتنا للدكاتور صدام تبرير احتلال العراق وتسليمه تحت مسمى الديمقراطية ويافطاتها إلى حفنة من اللصوص والعملاء. وكنا قد أدنا غزو صدام للكويت في أثنائه, لكننا لن ننسى كيف إستثمر الكويتيون والدول التي ساندتهم هذه الكراهية من أجل تضيع حق العراق وإستلاب أراضيه وحقول نفطه وإطلالاته البحرية.
حذارِ حذارِ أيتها الأخوات والأخوة أن يجري تضيع الحقوق الأساسية للشعوب والبلدان وطمس الأسباب الحقيقية للصراعات تحت عناوين إنسانية يجري إستثمارها حتماً لإخفاء الوجوه الحقيقية لهذه الصراعات.
وفي مجالسنا الثقافية نحن نحتاج إلى أكثر من كلمات التضامن أو برقيات الحزن. نحتاج إلى فهم أفضل للعالم من خلال بوابات أزماته الصعبة, خاصة ونحن كنا قد خبرنا مأسي الحروب وأهوالها ومصائب الغزو وكوارثه.
ولن يصير من الحماقة أبداً, أو فِقَر التفكير, لو أننا تفحصنا الكارثة الأوكرانية بمناظير كوارثنا العراقية الفائقة الجودة وفهمنا على صعيد المبادئ العامة, ورغم إختلاف التفاصيل والمشاهد الخاصة, كيف يعلو في أحيانٍ عدة صوت الحق الذي يُراد به باطل.
وربما سنصل إلى بناء حقيقة تقول أن بإمكان الديمقراطي أن يضيع بلده أيضا.
ذلك أن ضياع البلدان ليست من إختصاص الدكتاتور لوحده.
وفي مكان آخر كنت قد كتبت أن أوكرانيا هي واحدة من البلدان التي يجب ان يقودها زعيم سياسي يعرف كيف يتقن فن النوم على فراشٍ من المسامير.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية في العراق والدولة العلمانية
- ميكافيلي .. الرجل المجني عليه
- (الإسلاسي) و (العُلَيْمانية) : مفهومان قيد الإنشاء
- الأقلية الأكثرية
- فكر المظلوميات من جيفرسون المؤسس إلى بوش الإبن المفلش
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...
- قاطعوا الإنتخابات ولا تكونوا كذابي زفة
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني ...
- عوامل ساعدت على إنتشار التشيع في العراق أثناء الحكم العثماني
- فشافيش*
- سياج بيتي (2)
- كان يا مكان .. سياج بيتي
- كابول وبغداد .. عن معنى الدولة ومعنى الطرف الثالث والسلاح ال ...
- الرئيس الصح في الزمن الخطأ .. القسم الثالث والأخير
- الرئيس الصح في الزمن الخطأ*
- 17 – 30 تموز الرئيس الصح في الزمن الخطأ
- إسمع بالمَعِيدي خير من أن تراه
- التمرحل السياسي والنظرية اللوئية
- النظرية اللَوْئِية وقراءة تاريخ العراق المعاصر
- عن حسن العلوي وهلوساته


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فن النوم على المسامير