أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - هدية إيران للمالكي !















المزيد.....

هدية إيران للمالكي !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأيام القليلة الماضية خرج العراقيون متظاهرين في أكثر من مدينة عراقية ، سواء أكانت هذه المدينة تقع في شمال ووسط العراق أم في جنوبه ، ويكاد يكون سبب تلك التظاهرات واحدا ، وهو أن الشعب العراقي على مختلف أعراقه وطوائفه قد هده الوضع المتدهور في العراق من جميع وجوهه ، وانعدمت ثقته بحكامه الجدد على مختلف ألوانهم ومشاربهم .
هذا من جانب ، ومن جانب آخر أخذت أطراف من الذين كانوا للأمس القريب يشكون من ظلم وجور الطاغية صدام ، تصب ظلمها وجورها على رؤوس العراقيين الآن وفي بشاعة تجاوزت كل ما ارتكبه صدام بحقهم من جرائم لسنوات خلت ، فإذا كان صدام يقتل العراقيين من قبل في السجون ، وبعد محاكمات صورية ، فإن حكام العراق الجدد ، ومن خلال مليشياتهم المنتشرة على أرض العراق كجرب ينهش الصدور من العراقيين ، صاروا يقتلون العراقي في الشارع ، أو في البيت ، أو في محل عمله ، وبحجج واهية ، ومن دون سؤال الضحية وجوابه ، فهؤلاء يتقربون الى الله ! بقتل ضحاياهم وفق منطق آية الله خلخالي أو آية الله الآخر ، جنتي ، الذي قال في إحدى خطب الجمعة مستنكرا على الحكومة في العراق ، التي لا تملك من أمرها فتيلا ، إطالة أمد محاكمة صدام ، قال : نحن سألنا عباس هويدي ، رئيس وزراء الشاه ، سؤلا أو سؤالين ثم أفرغنا المسدس برأسه !
ولهذا فإن الناس في العراق ، باعتقادي ، صارت تقارن اليوم بين ظلمين اثنين : هما ظلم صدام من قبل ، وظلم الميليشيات ، ومن ورائها اليوم ، فإذا استطاع العراقيون أن يعدوا المقابر الجماعية في زمن صدام الساقط فإنهم اليوم يشاهدون في كل صباح مقبرة جماعية هنا وهناك ، والى الحد الذي عاد فيه صناع توابيت الموتى يشكون من قلة الوقت وعدم كفايته لديهم ، وذلك لزيادة الطلب على التوابيت بكثرة ، تلك البضاعة التي ازدهرت سوقها في كل مدن العراق ، وذلك لكثرة الموت والموتى فيه ، مما اضطرهم الى ابتكار تابوت جديد يتكون من طابقين أو من ثلاثة طوابق أحيانا .
والسبب في ذلك هو أن كل الميليشيات في عراق الدستور ، والبرلمان ، والحكومة المنتخبة بالتزوير للمرة الأولى فيه تمارس صناعة الموت هذه ، لكن الذي يغضب العراقيون ، خاصة في الجنوب منه ، هو أن المخابرات الإيرانية ( اطلاعات ) ، وعملائها الذين صاروا يتفاخرون علنا أمام الناس بانتمائهم لذلك الجهاز ، هم من بين أولئك الذين يقتلون الناس في وضح من النهار ، أو من بين أولئك الذين يهددون كل من يرفض تقديم الطاعة والولاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية !
إزاء هذا الذل المتصل أخذت الناس تترحم على صدام وأيامه ، ولهذا رفع بعضهم في التظاهرات الأخيرة صوره من جديد ، وراحوا يهزجون الأهزوجة التالية ( الهوسة ) : ( بعدك – صدام – إنذلينا . )
لم تذل إيران العراقيين من عامة الناس فقط ، ومن خلال مخابراتها الناشطة في العراق ، والمتغلغلة في الجيش والشرطة وأجهزة الأمن العراقية ، والمنتشرة في كل حدب وصوب من العراق ، وتحت لافتات مختلفة كثيرة ، وإنما وصل هذا الإذلال المتعمد الى الحكومات التي أعقبت حكومة صدام الساقط في العراق ، ففي عهد حكومة إبراهيم الاشيقر ( الجعفري ) تعدت القوات الإيرانية على حرمة المياه الإقليمية العراقية في شط العرب ، وأسرت مجموعة من الجنود العراقيين كانوا يحاولون التصدي لسفينة تهرب النفط العراقي من البصرة ولصالح أوساط في الحكومة الإيرانية ، ولم تكتف تلك القوات بأسر الجنود أولئك بل قامت بقتل أحدهم ، ولكن الخنع اليراع في حكومة الجعفري لم ينبس أحد منهم بكلمة احتجاجا على هذا الاعتداء الآثم ، خوفا من أن تطردهم إيران من مناصبهم الحكومية في العراق .
واليوم ، وغب أن تسلم رئيس الوزراء في العراق ، نوري المالكي ، زمام قيادة القوات العراقية ، تلك القوات التي تملك طائرة نقل عسكرية واحدة ! نقلت المصادر الخبرية هذا الخبر ، وأنا هنا ضعه نصا أمام أنظار القاريء الكريم ، يقول الخبر :
( ديالى -- عراق نيوز
افاد مصدر عسكري موثوق ان الجيش الايراني اشتبك مع دورية عراقية امريكية مشتركة قرب مخفر هيلة جنوب مندلي مساء اليوم الخميس ,وقال المصدر ان الدورية المشتركة اكتشفت قوة ايرانية عند الحدود الدولية في المنطقة (حوالي 120 كم الى شرق من بعقوبة ) فاشتبكت معها ,وترك الامريكان القوة العراقية لوحدها في الميدان ,واسفر الاشتباك عن اسر 5 عراقين من ضمنهم ضابط والاستيلاء على عجلة عسكرية مع كامل اسلحتها ,فيما لاذت القوة الامريكية بالفرار !!!!!!!!!. )
ورغم هذا الذل فإن الحكام في عراق الديمقراطية الأمريكية الكسيحة يقدمون كل يوم فروض الطاعة والولاء لأسيادهم في إيران ، مستخدمين في مخاطبتهم لهم أعذب الألفاظ وأرقها ، فهذا الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء ، الدكتور علي الدباغ القادم قبل أشهر من طهران يسمي إيران : بـ ( الجارة العزيزة ) ، وهذا نائب رئيس الوزراء ، الدكتور الآخر ، برهم صالح ، يشنف أسماع حكام طهران ، أثناء زيارته لإيران على رأس وفد من الحكومة في العراق بغامر الشكر والعرفان لما قدمه هؤلاء الحكام له ولغيره من العراقيين إبان أن كانوا هم في المعارضة من دعم ومساندة ، ولكنه نسى قولة الدكتور حسن حبيبي ، نائب رئيس الجمهورية الإيرانية وقتذاك : ( إن العراقيين في إيران ضيوف غير مرحب بهم ) ، وقد جاءت قولته تلك بعد أن عادت طهران علاقاتها الدافئة بصدام رغم أنه جرعهم السم خلال ثماني سنوات من الحرب .
والحقيقة أن حكام طهران لا يزالون ينظرون للحكام في العراق بعين من الصغار ، فهم ، أي حكام طهران ، ينظرون لهؤلاء على أنهم أولئك العراقيون الذين لا يستطيعون التحرك داخل إيران أو الخروج منها إلا بعد موافقة الشرطي الإيراني الذي يمنحهم تلك الموافقة على هذا التحرك وذاك الخروج ، وهذه النظرة الدونية من قبل حكام طهران للحكام في بغداد هي التي تجعل الإيرانيين لا يحترمون سيادة العراق المنتهكة أصلا بوجود قوات الاحتلال الأمريكي ، وهي التي تدفعهم الى أن يتمادوا كثيرا في تدخلهم بشؤون العراق ، وإذا لم أكن صادقا فيما أقول فلتصدر الحكومة في العراق بيان إدانة واضحة للاعتداء الذي تعرضت القوات العراقية من قبل القوات الإيرانية التي اسر فيه خمسة من الجنود العراقيين ، وداخل الأراضي العراقية ، أو ليصدر القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، رئيس الوزراء الحالي ، نوري المالكي بيان الإدانة هذا ، فربما أرادت إيران من وراء هديتها هذه له ، وبعد أن أصبحت قيادة القوات العراقية بيده ، أن تختبر ردود فعله .
وأخيرا رحم الله شاعرنا العراقي الطرماح بن حكيم حين يقول :
وما للمرء خير في حياة ........... إذا ما عُد من سقط المتاع



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبلور الصراع الطبقي في العراق !
- للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
- إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
- إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
- وما أدرى العجم بالعرب !
- الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها !
- هاتوا الانقلاب العسكري !
- المقهى والجدل باللغة السويدية
- المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !
- رحلة ابن فضلان
- قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
- التابوت*
- مرأة كان اسمها ميسون *
- قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !
- نحو حكومة إنقاذ وطني !
- ما بعد الجعفري !
- حرب الأسماء في العراق !
- عند ضفاف المعدمين !
- النهج الأمريكي الجديد !
- إبن فضلان والعودة الى بغداد !


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهر العامري - هدية إيران للمالكي !