أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم اليوسف - خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي















المزيد.....

خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1668 - 2006 / 9 / 9 - 10:46
المحور: المجتمع المدني
    


لم أتفاجأ البتة بالزّوبعة التي أثيرت بعيد تشكّل وفد ثقافيّ كرديّ ، لمقابلة نائب رئيس الجمهورية السورية د. نجاح العطار ، وكنت من عداد هذا الوفد , إلى جانب عدد من الزملاء الآخرين , وذلك لأسباب عديدة , في مطلعها , أنه ــ للأسف ــ لا يوجد حتى الآن أيّ هيئة ثقافية , تمثلنا , كعاملين في حقل الثقافة والإعلام الكرديين في سوريا , رغم دعواتنا المتتالية منذ عقد ونيّف إلى ذلك , دون جدوى !.
وإذا كان هناك , من يرى من بين أوساط المثقفين - وأنا معهم أن ّ ــ الحوار ــ مع السلطة غير مجد ,حقاً، وهو ما أقوله دوماً-قبل مشاركتي في الوفد وبعد ذلك أيضاً - إلا أن هناك كثيرين جدّاً، من كانت ردود فعلهم الشخصية ،أو الحزبية ، نتيجة تهميشهم ، و عدم استشارتهم في الأمر, بل وعدم تمثيلهم ,أو منهم من كان حريصاً علينا كمثقفين ، كما هو حال بعض أصدقائي الشخصيين ، وكلّ هؤلاء محقّون , بدورهم ، بل وإن كل وجهات النظر موئل احترام منّي , كشخص ،بيد أنني في المقابل ، أرى أن ينظر هؤلاء , برمّتهم ،و كلّ من موقعه ــ بعين الاحترام ــ إلى وجهات نظرنا , في ما إذا اختلفت, وعدم مصادرتها , مادامت لم تدخل في بازار المساومة على الثوابت القومية، والوطنية، والإنسانية، معاذ الله.. !.
ولعلّ بعض الأصوات الثقافية ، أو السياسية , بادرت، وقبل أن يصدر بيان أو تصريح ــ متّفق عليه ــ من قبل أعضاء الوفد الذي التقي د. نجاح العطار في قصر الضيافة ، في دمشق ، بتاريخ 6-7-2006 , شفاهاً , أو كتابة , مبدية وجهة نظرها الانفعالية , قبل أن تعلم ما تمّ من حوار أثناء هذا اللقاء , بسبب ردود فعل أولى انعكست عليها , أولاً وأخيراً , وكان يمكن ــ بدلاً عن ذلك ــ اللجوء إلى حوار شفّاف ديمقراطي، هادئ بين سائر المثقفين الكرد في سوريا، وليس عبر لغة العنف والتجريح التي تطالب هي نفسها بنبذها، ضمن رؤاها في مجال الحوار اللائق والحضاري...!
ولئلا يفهمني أحد ممّن لا يعرفني عن قرب , خطأ , أسارع بالقول : إن من طبيعتي منذ أن ولدت نزعة الفرار من كلّ سلطة , وهذا ــ تماماً ــ ما كان يجعلني لا أكترث حتى ضمن المؤسسة الحزبيّة التي عملت ضمنها - خارج إطار الاحترام الواعي المتبادل - بالكثير من الصوّى المتوارثة , وهو ما يميز أخلاقي ، و طبيعتي النفسية ــ بشهادة كل من عمل معي ...!.
أجل ــ سواء أكان ذو الصوة ، هنا ، مدير مدرسة , أم موجهاً تربوياً , أم مدير تربية , أم دائرة , أم محافظاً , أم وزيراً،أم إمبراطوراً، حيث شطبت على الدوام على ــ المساومة والتملّق ــ الحمد لله ، وأقولها بتحدّ ، إزاء أية سطوة في هذا المجال , مادمت ــ في الأصل ــ متمرّداً حتّى على سلطة الأب , لأدفع ثمن كل ذلك على حساب وظيفتي , وراحتي ,ولأرضى بالكفاف , بل وأقلّ، في حياتي، غير نادم البتة....!
وعلى سبيل المثال هنا ، أتذكّر، أنه في صيف العام 1994تمّ تبليغي من قبل مكتب الاتّحاد الوطني الكردستاني في القامشلي ــ أن السيد مام جلال الطالباني ، يريد اللقاء في مساء تلك الليلة ، بالمثقفين الكرد في قامشلي , وطلب منّي أن أقوم بإعلام عدد من الزملاء بذلك ، على أن يكون ا للقاء في أحد المحال العامة، وهو مطعم وفندق مدينة الشباب، و على شرف مام جلال نفسه ، وكان ذلك تحديدا ً، بعد عودته من السعوديّة .....!
في الوقت المحدّد ، من الليلة نفسها ، توجهت أنا، وكلّ من الصديقين أحمد حيدر , ووليد حزني إلى مطعم مدينة الشباب الصيفي , حيث كان موعد اللقاء هناك، لأجد المكان يغصّ بالحرّاس"....." , وقبل أن ألمح عن بعد طاولة مام جلال- وعلى بعد حوالي مئة متر ، -سألت عمّال المطعم , عمّن سبقونا للقاء بمضيفنا , فروى لي أسماء عدد من الشخصيات الوطنية والثقافية الكردية , ,منهم من هو الآن في أوربا ،أو قامشلي ،وأن الضابط محمد منصورة هو موجود أيضاً، اعتذرت من أحد السادة الوزراء الذي كان ينتظرنا ، ويلحّ على استضافتنا مع المدعوين ،لأحجز طاولة خاصة، لي ولزميليّ , بعيدا ص عن تلك الطاولة، وألا ألتقي مام جلال، إلا بعد انتهاء السّهرة , وفي وقت متأخر من الليل ، حيث دعاني إلى غرفته , بعد أن عرف أنني لن ألتقيه في حضور هذا الضابط،، وقد تم ذلك بحضور الصديق عبدا لباقي حسيني , وقد تم توثيق هذا اللقاء الهامشي، آنذاك، في أحد أعداد مجلة ( زانين) الكردية.
عموماً ، ماكنت لأورد هذه الحادثة , التي يعرفها كثيرون , إلا لأوكد، ثانية , أنني واحد ممن ينفرون من المسؤولين ، أيا كانوا , ويرفضون التبرّك بحضورهم , وهي نزعة ولدت في داخلي ،منذ أن لمحت في حياتي أول دركي في قريتي، وهو ما حدا بي ألا أراجع مسؤولا ــ إزاء ما أتعرّض له وظيفياً ،منذ عشرين عاماً ، من نقل تعسفي , أو إبعاد عن قطاع التربية ، وسوى ذلك ، مما يجري لأي صاحب موقف ، أو قلم شريف ، كما أرى نفسي ...!!
تماماً ، بمثل هذه الرّوح , بدأت أصغي إلى كل من د سربست نبي ود. فاروق إسماعيل ، عندما دعياني ،لأخذ رأيي في ما إذا كنت سأشارك في وفد ثقافي لمقابلة د. نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية ،بغرض تقديم ورقة بالمطالب الثقافية لأبناء الشعب الكردي في سوريا ، حيث أن الدكتور سربست -كما أوضح في أول جلسة – قد أعدّ لهذا اللقاء ، عن طريق د أحمد.برقاوي ، أستاذ الجامعة ، وصديق الشعب الكردي
في صباح اليوم التالي ، وقبل أن أحضر أول اجتماع للوفد ،اتّصلت بكلّ من الأستاذ حسن صالح سكرتير يكيتي ، وخير الدين مراد سكرتير آزادي ، وبعد أن علمت بأن لقاءنا هذا ، يتمّ بالتنسيق مع الجبهة والتحالف الكرديين في سوريا ،وسوف يتمّ تغطية تكاليف سفر الوفد إلى دمشق على نفقتهما , وكان لابدّ من أن يكون هذا اللقاء متفقاً عليه من قبل سائر ممثلي الحركة الكردية في سوريا , مؤكداً لهما أنني لن أحضر هذا الاجتماع , في ما إذا رأيا ذلك , فأكّد كل منهما على طريقته ،بضرورة الحضور , بل والمشاركة , لأنني من وجهة نظرهما (( موطن )) ثقة،وهكذا بالنسبة للوفد ، ولكن من الضروري أن يتمّ التركيز على مسألتين هما:
• التأكيد على أننا كمثقفين لسنا بديلين عن الحركة السياسية
• لم نأت من أجل التصديق على قضية إعادة الجنسية للكرد !!!
ورغم ضيق الوقت، اتّصلت مع ممثلي الاتحاد الديمقراطي و اتحاد الشعب و الوفاق , فأكد كل منهم على طريقته، أنهم ليسوا ضد مثل هذه الحوارات ، مادام أن فيها مصلحة أبناء الشعب الكردي في سوريا..!
خلال الاجتماع الأول الذي تمّ في منزل أحد أعضاء الوفد , كنا بضعة مثقفين ، ممن يكتبون باللغتين العربية , والكردية ,قمنا بمناقشة فكرة توسيع ــ الوفدــ وانهالت الأسماء , من قبل الزّملاء لكنني علقت هنا قائلاً : نحن لا نستطيع أن نزعم أننا نمثل المثقفين الكرد في سوريا ،و إن التصويت من قبلنا غير شرعيّ , لأن لا مرجعية شرعية لنا , إذا ليس لنا أي نقابة , أو رابطة , أو هيئة , تخولنا لنتحدث باسم المثقفين الكرد ، وهناك من هو جديرــ فعلاً ــ أن يكون بيننا , ولم يطرح اسمه ، بل إنه و وفق معايير انتقاء أعضاء الوفد , فإن كل مثقفينا ــ وهم جميعاً وطنيون ، غيارى ،جديرون بالتمثيل الشّخصي في مثل هذا الوفد، وإن كان ذلك من ضروب المحال ....!
وتمّ اثر ذلك تشكيل إدارة الوفد على الشكل التالي:
- د سربست نبي – المنسّق- رئيساً للوفد
- البروفسيور فاروق اسماعيل – ناطقا ً رسمياً
- إبراهيم اليوسف – مسؤولاً إعلامياً( وإن كنت لم أعلن عن ذلك في ما بعد التصريح الذي صدر عن الوفد بعيد اللقاء ،لعدم رضائي عن صياغته النهائية
)
طبعاً ، كانت لي ، وربما لغيري ملاحظات كثيرة على طريقة تشكيل الوفد ، وكيفية الإعداد له ، ولكن ، تمّ تجاوز كل ذلك ، حرصا ً على إيصال الرّسالة المتفق عليها ، إلى أولي الأمر ، خدمة لمصلحة أبناء شعبنا الكردي في سوريا، وهي الأكثر أهمية، حسب الرأي المتفق عليه ،من قبل جميعنا ، دون استثناء.......!
يتبع..................



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الإسرائيلي على لبنان : دعوة إلى قراءة صائبة ومنصفة.. ...
- محمد غانم - وأسرار الرقم - - 6
- الشيخ معشوق الخزنوي : الصورة اللأخيرة
- سهيل قوطرش وداعاً
- الوجه الآخر للاعتقال السياسي
- كي تصنع وردة ربيعاً
- في رثاء موقع أنترنيتي سوري
- سورة فرهاد....!
- مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي
- الطبشورة-
- الاستقواء على معوّق...!
- رسالةإلى المؤتمر الرّابع للأحزاب العربية في دمشق
- أخي السوري .....لسنا بخير والله.....!
- .......!فتنة الكاريكاتير
- يوم كردي في روزنامة السيد الرئيس....!
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر اتحاد المحامين العرب..!
- عبد الحليم خدام : مقاربة لفهم شخصية واضحة في الأصل
- وقّع .......ولا ..تقع.......!
- ضدّ العدوان على - سوريون
- عبد الحليم خدام - فاسداً- : صح ّالنوم...!


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم اليوسف - خمس وأربعون دقيقة كردية في قصر الضيافة الدمشقي