سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7194 - 2022 / 3 / 18 - 14:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقدر الأهمية الاستثنائية لقضية الامن بالنسبة لمعظم بلدان العالم وکونها الاساس والمرتکز الذي تقوم وتعتمد عليه معظم الامور والاوضاع في أي بلد، فإنه وفي نفس الوقت فإن هناك بلدان ومن خلال أنظمتها السياسية مهوسة بالامن الى درجة إنها تقوم بالربط بين أية أحداث أو تطورات داخلية أو خارجية وبين أمنها، والذي يلفت النظر کثيرا بهذا الصدد إن هکذا بلدان وعندما ندقق في أنظمتها الحاکمة نجدها في النهاية أنظمة دکتاتورية وإن ماتعنيه وتقصده بالامن القومي المهدد إنما هو أمن النظام الحاکم ذاته وليس أمن البلد!
"يجب أن تكون قويا، لا يتم استعارة الأمن والسلطة ولا استيرادها ولا استجداءها"، هکذا ورد في صحيفة"إيران" الناطقة بإسم الحکومة الايرانية وأضافت بأن" استراتيجية ايران النهائية وغير القابلة للتغيير هي زيادة التقدم والقوة الذاتية في جميع المجالات الاستراتيجية، بغض النظر عن الإغراءات الساذجة أو الغادرة للتخلي عن عناصر ومكونات القوة الوطنية."، لکن وعندما ندقق في هذه الطروحات، نجدها بأنها تبرر لعسکرة إيران ولمساعيها المبذولة من أجل الحصول على الاسلحة الذرية وقبل ذلك کله التسويغ للتدخلات في بلدان المنطقة وتأسيس أذرع لإيران في هذه البلدان.
بنفس سياق صحيفة"إيران" فإن صحيفة"کيهان"القريبة من المرشد الاعلى للنظام الايراني ، فقد دافع حسين شريعتمداري، رئيس تحرير الصحيفة، عن إطلاق الصواريخ على أربيل ولم يکتف بالدفاع عن العملية التي لاقت إدانة وشجبا عراقيا وإقليميا ودوليا، بل إنه هدد "المسؤولين العراقيين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب إدانتهم للعدوان، كما حذر دولا أخرى في المنطقة من مواجهة تصعيد مماثل"، وهو بتهديداته هذه يشبه کثيرا الرئيس الروسي بوتين في غزوه لأوکرانيا وتهديداته لدول أخرى بنفس الشئ!
استراتيجة إيران النهائية وکما عبرت عنها صحيفة"إيران"، الناطقة بإسم الحکومة الايرانيـة، هي في الحقيقة إستراتيجة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اليوم الاول لتأسيسه، وإننا لو قمنا بمراجعة تأريخ هذا النظام طوال ال42 عاما الماضية، لوجدنا أن هذا النظام کان يتذرع بأمنه المهدد وبالاخطار والتهديدات المحدقة به من الخارج ومن دول المنطقة في وقت إنه کان بنفسه من شکل ويشکل تهديدا وخطرا عمليا على أمن وإستقرار المنطقة برمتها وإن بلدان المنطقة ومنذ اليوم الاول لمجئ هذا النظام صار أمنها وإستقرارها مهدد وعند التدقيق في الاسباب وراء ذلك فإننا نجد إن تدخلات هذا النظام کانت ولازالت هي السبب وبمختصر العبارة فإن إيران في ظل نظامها الحاکم يتصرف وفق المثل المشهور"ضربني وبکى، سبقني وإشتکى"!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟