أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - السياسة في العراق..لا دين ولا اخلاق!














المزيد.....

السياسة في العراق..لا دين ولا اخلاق!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 18:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السياسة في العراق
لا دين ولا اخلاق!


تعرّف السياسة بانها فن ادارة شؤون الناس،الذي تلتزم فيه سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية بدستور يوافق عليه الشعب بما يحقق لهم حياة كريمة وآمنة.
ويعرّف الدين بأنه مجموعة قيم ومباديء تحدد العلاقة بين الانسان وخالقه والناس،وأنه يعني وفق الاصطلاح الاسلامي الخضوع التام لله سبحانه والألتزام بتعاليم القرآن وأخلاقه.
وتعني الاخلاق في نظر الاسلام.. مجموعة المباديء والقواعد المنظمة للسلوك الانساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الانسان ، وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على اكمل وجه.
والثلاثة (السياسة والدين والأخلاق) تنضوي جميعها تحت خيمة( القيم) بأنواعها الستة من السياسية الى الجمالية،التي شغلت اهتمام الفلاسفة وعلماء السياسة والاجتماع وعلم النفس والأقتصاد ،لدورها الرئيس في صناعة الأنسان وتحديد سلوكه وتوجيهه،بوصفها نظام متكامل من الاحكام والقواعد الاخلاقية والمعايير يخلقه النظام السياسي.
والذي يدهشك ان الأمام عليّ في العهد الذي كتبه لمالك الأشتر النخعي لمّا ولاّه مصر، سبق علماء العصر في توصيف قيم الحاكم بثلاث قضايا اساسية:
الأولى:ان يتمثل الحاكم القيم الايجابية في شخصيته بوصفه القدوة التي تتماهى به الرعية وتقلده،
والثانية:ان القيم هي التي تحدد سلوك الحاكم مع الرعية،وهي التي تحدد موقف الرعية منه،
والثالثة:ان القيم هي الرابط او (الأسمنت) الذي يوحّد افراد المجتمع ،وبدونها يتهرأ النسيج الاجتماعي وتشيع الكراهية والعنف والعدوان.
فما الذي احدثته السياسة في العراق بعد 2003؟
في العام 2019 كنّا اجرينا استطلاعا ،كان بالنص:
( المتدينون ثلاثة أصناف:
• صنف يؤدي العبادات ويتجنب الزنا والخمر والقمار والمحرمّات..هدفه الفوز بالجنة.
• وصنف يزيد عليها بانشغاله بهموم الناس..يساعد المحتاج، ولديه نزعة انسانية.
• وصنف يدعو الناس الى التمسك بالدين،لكنه يمارس ويشرعن اعمالا تتنافى وقيم دينه.
أي صنف منها ترى هو الشائع الآن في العراق؟)
وكانت النتيجة ان غالبية المستجيبين(63%) ترى ان صنف (التظاهر بالدين الذي يدعو الى التمسك به ويمارس ويشرعن اعمالا تتنافى وقيم دينه) هو الشائع،وأن السياسة هي التي دفعت السياسيين الى أن يتخذوا من الدين وسيلة لأن يعيشوا مرفهين، ويمارسوا النصب والاحتيال وقتل الاخرين وتجهيل الناس وافقارهم، ولا يهمهم ان مات الناس بسبب شراهتهم. وانها هي التي دفعت كثيرين الى أن (يتلبسوا اللحى ويتمظهروا بلباس الدين والتقوى،مع انهم يعرفون بأن الناس تعرفهم أنهم منافقون). وهذا صحيح، فقد تجسدت فيهم مقولة النبي محمد: ( آية المنافق ثلاث، اذا حدّث كذب، واذا وعد اخلف، واذا اؤتمن خان).فهم كذبوا من اول حكومة تولاها حزب اسلامي في 2006،وأبرزهم رئيسها لدورتين الذي كانت الكثير من افعاله التي تخص الناس تخالف اقواله..كنّا وثقناها في مقال حمل عنوان (نوري المالكي..تحليل شخصية) نشر في (المدى).
وتنص الشريعة الأسلامية على ان يتمتع الحاكم بصيانة الذمة التي جسّدها الامام علي بمقولته يوم استلم السلطة(جئتكم بجلبابي هذا فان خرجت بغيره فأنا خائن) ولكم ان تنظروا أي قصور يسكنون!،وجسّدها الخليفة عمر بن الخطاب بمقولته(لو أن دابة في العراق عثرت لخشية الله ان يسألني لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر) ،ولكم ان تنظروا كيف احالوا اجمل وطن..خرابا!.

وما حصل ان حاكم العراق لثمان سنوات وامين عام حزب اسلامي قد خان الذمة بمقولته علنا (لديّ ملفات للفساد لو كشفتها لأنقلب عاليها سافلها)، ولم يكشفها لأنه خشي ان يفضحه خصومه بمليارات نهبها أعضاء في حزبه..فشاع الفساد في سابقة ما حصلت بتاريخ العراق والمنطقة. ومع ان حيدر العبادي (وهو من حزب الدعوة الأسلامي ايضا) وعد العراقيين ان يضرب الفساد بيد من حديد (حتى لو يقتلوني) فانه اعترف بأنه غير قادر، لأن (الفساد صار مافيا..يمتلكون المال والقوة والفضائيات...)،ما يعني ان السياسة في العراق بلا دين..بلا اخلاق..والفاجعة، ان حكامها بينهم من هو معمم وملتحي وصائم مصلّي وحاج ،ومن يدّعي انه من احفاد النبي محمد والأمام علي!

مقتدى والمالكي انموذجان

كان السيد نوري المالكي قد وصف السيد مقتدى الصدر بأنه (جاهل في السياسة) وكان يتجاهله عن عمد. وحين فاز التيار الصدري في الأنتخابات الأخيرة ،اصر مقتدى على تشكيل حكومة أغلبية،فعمل المالكي على تشكيل تكتل (الأطار)..وحاولت كتل الأطار التفاهم معه فوافق شرط استبعاد المالكي...الى يوم 10 /3/2022 ليعلن فيه ان المالكي ومقتدى قد تفاهما!..ما يعني ان السيد مقتدى الذي سخر من الحكومات السابقة ووصفها بأنها (خلطة عطار) واصر على تشكيل حكومة اغلبية شكلت أملا لخلاص العراقيين من افسد وافشل حكام في تاريخه..عاد لخلطة العطار،بتصافى التيار والأطار..ما يعني أن لا اخلاق في السياسة،حتى لو تم تبرير التفاهم بأنه ينهي الأنسداد السياسي.

ما سيحصل:
ستشهد الأسابيع القادمة تشكيل حكومة يرأسها صدري( السفير محمد جعفر الصدر..مرشحها الأوفر حظا) ان لم يعتذر لسبب اخلاقي او اعتباري.ومع ان كتل (الأطار) لم تدن الهجوم الذي استهدف مدينة اربيل واعترفت ايران علنا به، وأن تأثير الاطار سيقل في البرلمان، فان وساطات الكتل السنية ستواصل مساعيها مع السيد مقتدى ليعاد تقسيم الوزارات بين الأحزاب والكتل كما كانت عام 2018..وأن الضدين(النزيهون والفاسدون) سيعيشون شهر عسل تكون بعده الأتهامات..(و تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي)، وكأن العراقيون لم يقدموا اكثر من ستمئة شهيدا واكثر من عشرين الف جريحا في وثبة تشرين، وكأن 13 مليون عراقي دون خط الفقر لم تسرق أرزاقهم من ثروات العراق ،احزاب اسلام سياسي..ما يثبت مقولتنا ان السياسة في العراق كانت من 2006 الى 2022..بلا دين ..بلا أخلاق...وستبقى ما بقيت خضراء تحميهم بالكونكريت وافواج الحمايات والمليشيات و..عرّاب الدولة العميقة!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا..مظهر عارف
- العراقيون ، بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!
- العراقيون..بين روسيا واوكرانيا
- في العراق..كل ساعة عشر حالات طلاق!
- لأنهم معقدون..فانهم لا يتفاهمون!
- في عيد الحب..العراقيون ما اروعهم!
- اغتصاب الأطفال جنسيا - حادثة حوارء مثالا تحليل سيكولوجي
- قتل آخر زعماء داعش..لا ينهيها ياحكام العرب!
- في العراق..الصفقات تحدد تشكيل الحكومات
- حكام العراق..دوغماتيون
- ليس بارتداء الأكفان وركوب التكتك تبنى الوطان
- خفض امتيازات ورواتب اعضاء البرلمان - مهمة الصدريين والتشريني ...
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الأخيرة)
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الثانية)
- مصطفى الكاظمي تقويم اداء (الحلقة الأولى)
- المذيع بين الآن و..ايام زمان
- اتحا الأدباء والكتّاب ومؤسسة المدى ..مع التحية
- الفاسد السياسي..تحليل لعقله!
- حكام العراق دوغماتيون..يسمعون انفسهم فقط
- العرب..أمة نكوصية!


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - السياسة في العراق..لا دين ولا اخلاق!