أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المنصور جعفر - بداية تأثيل ضد سمات نهاية الفهم















المزيد.....

بداية تأثيل ضد سمات نهاية الفهم


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 16:40
المحور: الصحافة والاعلام
    


هدف هذا النص المواشج لفلسفة اللغة والإعلام فتح امكانات نظر ونقاش ضد ديكتاتورية بعض السمات والمعاني البرجوازية الإستععمال والفائدة.

يحقق النص هذا الهدف بكشف وانتقاد جزء من ظاهرة إستعمال كلمات مثل "العالمية" أو "الدولي" أو إستعمال حرفي التعريف (الـ) لإكساب بعض الأمور أو الكلمات والتعابير سمات اطلاقية تقويها وتخفض امكان نقاشها والإعتراض عليها.


1ّ. تمحيص لتسمية "الصحافة العالمية":
على سبيل التمييز في بعض أمور الإعلام والسياسة يقال "الصحافة العالمية" حيث "العالمية" سمة تحكم وتضليل بحكم أربعة ملحوظات انتقادية هي:

(أ) العالمية وفق عدد القراء:
إن كانت الصحافة ومنصات الإعلام توصف ب "العالمية" وفاقاً لكثرة عدد القراء فإن الصحافة الصينية واليابانية والهندية عالمية جداً، رغم إن غالبية سكان العالم لايقرأون لغاتها !

(ب) العالمية وفق مطالعة مواد الصحيفة أو منصة الإعلام بانتظام في دول أو من دول مختلفة:
إن كانت الصحافة ومنصات الإعلام توصف ب"العالمية" وفقاً لتوزع مطالعيها في عدد من الدول تعبر حدودها إليهم أو يعبرون السايبر إليها من دول مختلفة، فإن بعض الصحافة الإسبانية والصينية والهندية والعربية والفرنسية تتشارك صفة "العالمية" بل تتفوق على حال الصحافة الأمريكية الكبرى والصحافة الإنجليزية التمركز (خلافاً للصحافة البريطانية الأخرى، الاسكوتلاندية والآيرلاندية والولشية او لكثير من الصحف الأمريكية).

(ج) في ربط العالمية بتعدد جنسيات كتاب الصحيفة أو المنصة الإعلامية:
إن كان منح صفة "العالمية" لصحيفة أو منصة معينة من قبيل إكرام تنوع متعادل بين جنسيات كتابها فإن هذه الصفة ستنقرض في عالم الصحف والمواقع الإعلامية المكون من حوالى ثمانية عشر ألف صحيفة كبيرة وملايين المنصات والمواقع كلها ذات جنسية أو حالة رئاسة لسانية أو إثنوثقافية سياسية معينة.

(د) العالمية المستحيلة:
اما ربط صفة "العالمية" بكون المادة الإعلامية الأصل تنشر في ذات كيان الصحيفة او المنصة الإعلامية بلغات عددا كلها أصل ! فهذا افتراض مستحيل لأن الإصدار الصحفي الإعلامي له أصل واحد ذو لغة معينة تناسب ادارة تحرير وقوانين وثقافة الكيان الإعلامي ودولته.

(هـ) المعنى الآخر:
وفق الملحوظات الأربعة إزاء وصف صحافة ما بإنها "صحافة عالمية" يبدو إن صفة "العالمية" لها معطى وفهم آخر سلبي المعاني أسوأهم مواشج للتحكم في تقرير أهمية وموضوعية الخبر أو الكلام الذي تتناوله الوحدة الإعلامية وهو تحكم يتحقق بزيادة أو بتبخيس بعض مكونات أو عناصر تاريخ أو مستقبل الموضوع الذي تتناوله ومن ثم تكون بعملية "التحرير" و"التوجيه" السياسي قد مارست قدراً من التضليل هو الحقيقة السياسية المشتركة بين هيئات منصات الإعلام.

(و) تبلور التحكم والتضليل:
بإطلاق صفة "العالمية" على جهد أو تصور معين يسود منطق الغالبية العددية وبه يقل النقاش بحكم جبروت الصفة التي تزعم لأصحابها الغالبية والسيادة العالمية.

(ز) نوع الاستعمال:
عادة ما تستعمل المؤسسات الإمبريالية والغرب أوروبية صفة "العالمية" للتفخيم والترويج، كما يكثر إستعمال صفة "المجتمع الدولي" لتبرير المواقف الإمبريالية أو لتبرير الخضوع والتبعية لها وقد تستعمل سمة الدولي لإرهاب الدول الضعيفة وتخويفها وقسرها أو لزيادة إضعافها.


2. كلمات أخرى:
(أ) توجد كلمات وصفات أخرى تشبه سمات إستعمالها نفس سمات استعمال كلمة "العالمية" كونها تقدم بشكل وحيد المعنى. وهي كلمات وعبارات حساسة منتشرة في الصراعات الإجتماعية وأكثرها شيوعاَ: "الحرية"، "الديكتاتورية"، "احترام التنوع"، "التعددية"، "الماركسية"، "الديموقراطية"، "الإسلام"، "الشعب"، "القدر"، "الشريعة"، "حماية العقيدة"، "المصلحة الوطنية"، "العدالة"، "الموضوعية"، "التنوع"، "النموذج"، "الجميع"، "الحضارة"، "الأنا"، "الإنسانية"، "الصهيونية"، "الحقوق التاريخية"، الحقيقة"، الإمبريالية، "العلمانية"، "الآيديولوجيا"، "الوحدة الوطنية"، "الإرهاب"، "الأمن القومي"، "المصلحة العليا"، "حرية الفكر"، "العقل"، "العلم الحديث"، "الأدب العالمي"، "الثقافة"، "السلام"، ""السعادة"، "عنق الزجاجة"، "الثورة"، "الاستقرار"، "البراغماتية"، "الحزب"، "البلاغة"، "الحكمة"، "الدين" كل كلمة منها - وكلمات حساسة أخرى- تقدم كمفردة مطلقة ختامية المعنى، تخفض أو تبطل النقاش مصورة نفسها كأنها "الشمس" أو "النهار" بسؤدد ان وجود النهار لايحتاج إلى دليل.


3. الكلمات المحصنة جزء من صراع:
(أ) وضع الكلمات النسبية الحساسة في شكل إطلاقي فاصل أو في سمت فاروقي وتحصينها بـ(آلـ) التعريف هو تعبير سياسي عن فهم معين يقدم نفسه بهذه الكلمات المحتكرة والدعامية ذات السيطرة والتحديد حيث يصيغها كحوامل لفهم مركزي/أصولي إنفرادي احتكاري مسيطر وحاكم يهمش حقيقة كونها مجرد حوامل وأشكال لفظية نسبية تعبر عن جزء من أفكار طبقات وقوى ومجتمعات متصارعة ليس لها حق في منح نفسها سمة البداهة أو سمة الفهم النهائى أو وضع نفسها كحاكم مطلق لمجريات معرفة وفهم الأمور وتحديد طبيعتها وطبيعة الحكم على طبيعة معناها.

(ب) في أحادية معاني كلمات العظمة والتهميش في اللغة العربية تحول هذه الكلمات من صيغتها البرئية الأولى ككلمة ذات معاني منفتحة إلى صيغة "المفردة" الحاكمة ذات المعنى الفريد الواحد ويتم تعريفها وتحصينها بحرفي التعريف (الـ) وبهما تمتاز الكلمات بوضعية فاصلة أو حاكمة للسياق حسب إحتكارها للمعنى، ملكة تتجبر إذ تتحول من حالة "كلمة" إلى حال "مفردة" تستخدم للتحكم في قوى أو في صراعات المجتمع.

(ج) هذا الشكل الجليل ذو الألف واللام الذي يعطي سياق الكلمة الفاصلة جبروته ويضعف موقف السياقات الأخرى، المسائلة أو المنافسة أو المصادمة للسياق المتجبر، كونها تصير من حيث الجرس والفاعلية النفسية/لذهنية سياقات نكرة دون قوة وجاه التعريف الذي يحف كلمات السياق المركزي وحدها ويعطيها سمة "لا شريك لها".
-

4. الخاتمة:
في عملية تنمية أنشطتها ورسائلها تحتاج بعض هيئات السياسة والإعلام إلى تمحيص وتأثيل كلمات السمات الرافعة أو السمات الفاصلة وإعادة إكتشاف تاريخ وحاضر ومستقبل إستعمالاتها.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان وأوكرانيا دول ميليشية
- السودان .. أوكرانيا
- نهايات القديم وبداية الجديد
- وادي النيل
- الأمن الجديد
- ضد التنخب
- من متاهة الأزمات إلى المخرج
- ملامح المستقبل
- مبادرة ال18
- نخبنة الشعبوية
- تأثيل بعض الإصطلاحات
- الإغتصاب
- تجاوز النخبوية والشعبوية
- علي صالح كرار النور
- الليبرالية تنتج اللاجئين وترفضهم
- بعض تصنيفات المهاجرين والخواجات
- عمل الحُكم
- ريثما ..
- تأثيل كلمة -إنقلاب-
- من أسباب فشل إنتفاضة السودان


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - المنصور جعفر - بداية تأثيل ضد سمات نهاية الفهم