أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحياة - التمييز بـ الدولة














المزيد.....

التمييز بـ الدولة


الحياة

الحوار المتمدن-العدد: 38 - 2002 / 1 / 17 - 08:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(العنوان: التمييز بـ الدولة )
(الكاتب: حازم صاغية )
(ت.م: 16-01-2002 )
(ت.هـ: 02-11-1422 )
(جهة المصدر: )
(العدد: 14182 )
(الصفحة: 9 )

شحن مقاتلي القاعدة إلي غوانتانامو في كوبا، لا يمكن العثور علي أي تبرير له. وحتي لو صحّت النظرية الأميركية في أنهم ليسوا أسري حرب، بقي أنهم أسري. وكل أسير، كائنة ما كانت جريمته، ينبغي أن يكون هناك قانون ما يقرر التعاطي معه.
الشيء نفسه يمكن قوله في هدم 05 منزلاً، أو أكثر، في مخيم رفح. إذ بأي حق، عسكري أو مدني، حربي أو سلمي، يتم انزال هذا الأذي الصريح والوقح بـ05 أسرة؟
لكن هناك ما هو أخطر، وأهم، من الاحتجاج والادانات، انه وجهة النظر الأميركية التي تزداد انقشاعاً، فيما تزداد إسرائيل التحاقاً بها لأسباب لا يصعب تبيّنها.
ووجهة النظر هذه تقوم علي استبعاد مقولة حقوق الإنسان التي تميزت بها إدارة كلينتون السابقة، أو علي التمييز بين عالم تجوز فيه وعليه حقوق الإنسان، وعالم آخر لا تجوز. أما خط التمييز فهو: الدولة. أو بالأحري: السلطة.
فأفغانستان الطالبانية بلد لم يعرف الدولة. والبلدان التي تزدهر في الإعلام اليوم تعاني كلها هذا النقص الكبير: إما علي شكل عجز عن نشر السلطة علي مدي التراب الوطني (الصومال، اليمن)، أو علي شكل ازدواج في الجسم السلطوي نفسه (إيران ما بين خاتمي وخامنئي، الحكومة المركزية والحرس الثوري... الخ). وما الفارق هنا بين الوضع السعيد لدمشق والوضع الكئيب للسلطة الفلسطينية، إلا أن الأولي أقامت سلطة برهنت أنها سلطة. والثانية، لأسباب عدة بعضها فيها وبعضها في إسرائيل، لم تفعل.
لكن أحكام القيمة والخلفيات التحليلية تفقد الكثير من أهميتها حين يصبح الموضوع السياسي وثيق الاتصال بالأمن، أي بالحياة والموت. والحال أن علم السياسة، وهو علم الدولة واقامتها، يقول هذا. فمؤسسوه أقاموا ضمناً أو علناً هذا التمييز بين الدولة كعائق دون الموت والدمار، والدولة كأداة لإنجاز أغراض كمالية أخري. فالإنسان، عند توماس هوبز مثلاً، يُخضع نفسه لحكم الدولة بوصفه الأداة الوحيدة للحفاظ علي الذات. فهنا فقط يمكن تجنّب الدائرة الوحشية للتدمير المتبادل التي كانت، لولا الدولة، لتنجم عن الاحتكاك بالآخرين. وبدوره رأي معاصره ومواطنه جون لوك أن الدولة تنبثق من الحاجة إلي الحماية. فهي، إذاً، العقد الاجتماعي الذي يوافق الأفراد بموجبه علي ألا يعتدوا علي الحقوق الطبيعية للآخرين في الحياة والحرية والملكية، فيما يضمن كل انسان حيّز حريته .
وقصاري القول إن واشنطن تتصرف الآن بموجب التمييز بين الذين أنجزوا الدولة ووفّروا الأمن، والذين لم يفعلوا. وكأن لكل من الطرفين حقاً خاصاً وقانوناً خاصاً. فالأولون تحق لهم المطالبة بحقوق لا تحق للذين لم ينجزوا ما هو أشد أساسية منها.
وإذا أمكن فهم هذا التوجه، بقي تبريره مستحيلاً. ذاك أنه يعتمد صراع الحضارات من دون أن يسمّيه، ويقسّم الإنسان وهو مفهوم كوني واحد، ويرد علي نقص الدولة بالمبالغة الدولتية التي يمكن أن تنحط إلي أجندة أمنية أو تسمو إلي مصاف توتاليتاري.
وفي بلوغ هذه المحطة البائسة التي نحن فيها اليوم، يستحيل القفز فوق المسؤولية الرهيبة للذين لم يقيموا دولاً، وراحوا طوال عقود يعززون القبائل ويتسلون بتمضية الوقت والتلاعب بالدم.



#الحياة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواصفات محتملة لقيادات جديدة ؟
- مصر : ختان الذكور معركة جديدة ... لنوال لسعداوي
- رئيسة الحركة النسائية تحض الأفغانيات علي خلع البرقع
- درس من بنغلادش ؟
- الاسباب كثيرة للوم سياسات اميركية غير عادلة
- افغانستان : تطبيق الشريعة بتبصر
- منظمات حقوق الإنسان تدين القمع المنظم في العراق


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الحياة - التمييز بـ الدولة