أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون ، بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!















المزيد.....

العراقيون ، بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 23:10
المحور: المجتمع المدني
    


العراقيون
بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!
تحليل سيكولوجي
أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

نعني بالتشاؤم هنا توقع الشر أو الخطر أو النحس او المرض أو الحسد، وكل ما يثير التطير لدى الإنسان من أحداث سيئة قد يخبؤها المستقبل، وعليه فأنه يحتاط لها بوسائل تؤدي إلى خفض القلق لديه، وتبعث في داخله حالة الشعور بالسيطرة على مصيره.
ولقد تابعت هذه الظاهرة عند العراقيين من سنين،فوجدت أن اكثر وسائل السيطرة على التشاؤم عندهم،تتنوع كالآتي:

1 . الحروز
يتضمن الحرز أشكالا وطلاسم وحروفا متناثرة وآيات قرآنية ، ويكتب بماء الزعفران ذي اللون الذهبي ، ويكون عرض ورقة الحرز بحدود 5سم وطولها يتراوح بين طول ورقة واحدة الى أكثر من متر ، ويلف بشكل محكم بقطعة قماش ناعم يفضل أن يكون من الحرير الأحمر ، ويحمل في الزند أو في قلادة أو يوضع في الجيب أو داخل وسادة النوم أو في الشيء المراد حمايته، ويقوم بكتابة الحروز الرجال عادة : (سيد ، أو شيخ ، أو ملاّ...).

ومع أن الوظيفة الأساسية للحرز هي منح صاحبه الشعور بالأمان للوقاية من العين والمرض والخطر ( والحرز لغة يعني التعويذة والمكان الحصين ) ، إلا أنه يستعمل أيضا " للجاهل " الذي يفز من نومه، و للمحبة مثل فتاة تريد أن يحبها شاب معجبة به، أو العكس، أو الزوجة التي تشك في أمر زوجها ، كما يستعمل " الحرز " لجلب الرزق أحيانا".

ومن طريف ما حصل لي في الثمانينيات أنني اشتريت سيارة تويوتا جديدة من الشركة! موديل 1981، وذهبت بها لزيارة صديق لي لديه اهتمام بكتابة الحروز لا سيما للبنات اللواتي يردن الزواج، أو الزوجات اللواتي بدأ ازواجهن يضوجون منهن. وعندما ركبت سيارتي مودعا" ، فتح صاحبي " الجقمقجة ــ الحافظة " داخل السيارة ووضع شيئا" صغيرا" بكبر الشخاطة ملفوفا" بقطعة حمراء ، فسألته: ما هذا ؟. اجابني : حرز.. يحمي سيارتك ويهنيك الله بيها.
والأطرف من ذلك،انني احتفظت بالحرز في داخل سيارتي!

والمدهش في صاحبي هذا أنه كان يفك عقدة الرجل المصاب بالعنّة النفسية التي تحصل للعريس في ليلة عرسه . وأذكر أنه جاءه مرة موظف بدرجة مدير قاصدا اياه من بغداد ، وهو في قرية قريبة من مدينة الشطرة ، مصاب بهذه العقدة التي فشل في علاجه منها أطباء بغداد ،على ما ذكر، فقام صاحبي بكتابة حرز ليضعه تحت الوسادة و آيات قرآنية كتبها بماء الزعفران ومرد اوراقها بالماء وامره ان يغتسل به هو وزوجته التي كانت معه ، وبعد أن خرجا من الحمّام أجلسهما معا ووضع يده اليمنى على رأس الزوج واليسرى على رأس الزوجة وأخذ يقرأ عليهما آيات قرآنية ثم أدخلهما الى غرفة خاصة ليناما فيها ..وفي الصباح كانت الهلهوله!!

كان ذلك في الثمانينات ( وأدعو لصاحبي الطيب بطول العمر ان كان حيا )ولم أكن حينها أعرف تفسيرا علميا لها ثم فهمت أن أسباب العقدة هذه تكون نفسية خالصة وليس بمقدور اختصاصي بالطب العام أن يعالجها وأحيانا يفشل في علاجها حتى الطبيب النفسي ، لأنها تقوم على مسألتين نفسيتين الأولى : الايحاء ، والثانية ايمان المصاب بها بقدرة المقابل على حلّها ، وكلتاهما قد حصل ، فصاحبي كان يجيد بالفطرة فن الايحاء ( بالمناسبة ، ما كان يشترط مالا بل يتركه لكرم الشخص) ، وأن شهرته التي وصلت من الشطرة الى بغداد تولّد الشعور بالايمان لدى المصاب بالعقدة بأن حلّها سيكون على يدي هذا الرجل الذي من أجله قطع المسافات .

2 .التبخير بالحرمل
وذلك بحرق بذور الحرمل في البيت وقت المغرب عادة ، وتستخدم لتوقي الإصابة بالحسد وابعاد الشر . أما لماذا وقت المغرب، فأظن إنها تتعلق بالاعتقاد بأن الجن يأوي إلى البيوت مع غياب الشمس، وهذا يعني أن التبخير بالحرمل يستعمل لطرد الأرواح الشريرة. وتعمد بعض الأمهات في حالة مرض ابنها فجأة إلى أن " اطكله حرمل " اعتقادا" منها بأن الروح الشريرة " الجني أوالعفريت " سيهرب منه إذا اشتم رائحة الحرمل ، أو أن المحسود سيذهب عنه شرّ حاسده .

3 .لبس المحابس(الخواتم)
يضع بعض العراقيين في أصابع أيديهم ( بينهم متعلمون ) محابس بلون شذري أو بخرزة زرقاء أو بفص من العقيق إما للتبرك أو لتوقي الإصابة بالعين أو لجلب الرزق. فاللون الأزرق أو الشذري وظيفته ابطال الحسد ، والعقيق بلون القريب من الجوزي وظيفته التبرك ،وألون خواتم أخرى يقرأ عليها (السيد ) آيات قرآنية وظيفتها المحبة وجلب الرزق.وقسم يضع المحبس تحت وسادته مع قطعة نقود معدنية وقطعة خبز صغيرة وينام ،فاذا استيقظ في الصباح يكون قد رأى حلما في المنام بخصوص القضية التي نوى ( الاستخارة ) بخصوصها .وتستخدم هذه الطريقة عندما يكون الشخص حائرا بين أمرين .
ولقد لاحظت مؤخرا عددا من السياسيين العراقيين يلبسون الخواتم التي يغلب على فصوصها اللون الأزرق أو الشذري، ولا أعلم ما اذا كان الغرض منها دفع الحسد لوصولهم الى مراكز قيادية في الدولة ما كانوا يحلمون بها، أم للحماية من الأخطار مع أن كل واحد منه لديه فصيل من الحماية المدججين بالسلاح وبأحدث الأجهزة الالكترونية.


4. الآيات القرآنية
يكثر العراقيون من وضع الآيات القرآنية في بيوتهم، لاسيما المعوذتين وآية الكرسي، ويفضلون أن تكون مكتوبة باللون الشذري، وغالبا" ما يعلقونها في غرف الاستقبال، أو في مدخل البيت. ويبدو أن الغرض السيكولوجي منها هو الوقاية من حسد الزائرين، ودفع الشر عن أهل البيت، وليس للتبرك كما يقول البعض، إذ لو كان الأمر كذلك لوضعوا آيات أخرى من القرآن، لكن هذه الايات بالذات تستعيذ بالله من الحسد ومن كل مخلوق مجبول على إيذاء الآخرين أو تمني السوء لهم.

5. نعيق الغراب وصوت الططوه.
يتطير العراقيون من نعيق الغراب لا سيما إذا كان اسودا" ويرمونه بالحجر إذا نعق قريبا" من الدار لاعتقادهم بأنه نذير شؤم. ويتطيرون أيضا" من صوت طائر صغير يسمونه " ططوه" له صوت مزعج كما لو كان صراخ امرأة مفجوعة يحملهم على الاعتقاد بأن هذا الطائر يحمل لهم خبرا" بأن أحد أفراد البيت سيموت أو انه معرض للخطر ، ولهذا تردد العراقيات الشعبيات حين يسمعن صوتها عبارة ( سجينه وملح ) لتخويف الطير بالهرب والنجاة بريشه.
في الحلقة الثانية..ستكون (النذور وخبز العباس..)
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون..بين روسيا واوكرانيا
- في العراق..كل ساعة عشر حالات طلاق!
- لأنهم معقدون..فانهم لا يتفاهمون!
- في عيد الحب..العراقيون ما اروعهم!
- اغتصاب الأطفال جنسيا - حادثة حوارء مثالا تحليل سيكولوجي
- قتل آخر زعماء داعش..لا ينهيها ياحكام العرب!
- في العراق..الصفقات تحدد تشكيل الحكومات
- حكام العراق..دوغماتيون
- ليس بارتداء الأكفان وركوب التكتك تبنى الوطان
- خفض امتيازات ورواتب اعضاء البرلمان - مهمة الصدريين والتشريني ...
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الأخيرة)
- مصطفى الكاظمي- تقويم اداء (الحلقة الثانية)
- مصطفى الكاظمي تقويم اداء (الحلقة الأولى)
- المذيع بين الآن و..ايام زمان
- اتحا الأدباء والكتّاب ومؤسسة المدى ..مع التحية
- الفاسد السياسي..تحليل لعقله!
- حكام العراق دوغماتيون..يسمعون انفسهم فقط
- العرب..أمة نكوصية!
- المفكر .. حين لا يكون موضوعيا الدكتور عبد الحسين شعبان مثالا
- الحزب الشيوعي العراقي..هدية سيكولوجية لمناسبة مؤتمره الحادي ...


المزيد.....




- الاتراك يتظاهرون أمام قنصلية الإحتلال الإسرائيلي في مدينة اس ...
- ما خيارات اللاجئين السوريين إلى لبنان في ظلّ التصعيد؟
- وزير الخارجية الايراني عراقجي لامين عام الامم المتحدة غوتيري ...
- وزير الخارجية الايراني عراقجي لامين عام الامم المتحدة غوتيري ...
- لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و ...
- لافروف يلتقي نظيره الجزائري على هامش الدورة 79 للجمعية العام ...
- أردوغان يندد بالهجمات الإسرائيلية على لبنان ويطالب الأمم الم ...
- السعودية تنفذ حكم الإعدام في مواطنين مصريين
- لبنان.. لجنة الطوارئ تعلن تسيير قوافل مساعدات إلى مراكز إيوا ...
- الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لتقديم مساعدات إنسانية طا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون ، بالحروز والحرمل..يسيطرون على التشاؤم!