أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدكتور نوري جعفر ج 2















المزيد.....

المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدكتور نوري جعفر ج 2


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 17:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عند مواجهتها الضوء الساطع، وقد ناقش نوري جعفر ديكارت وفند رؤاه التي كان يظنها من ان الافعال العقلية ليس لها علاقة بالدماغ بل بعلم النفس الى ان يصل الى بافلوف الذي يعتبر ان النشاط الدماغي لابد ان يوضع بنظره في اطار الفسلجة شأنه شأن جميع وجوه النشاط الجسمي وبذلك ننتشله من علم النفس الذي لم يبلغ درجة حتى ينظر المشتغلين به في ذلك الوقت ، ما يريد ان يصل اليه د نوري جعفر هو (ان علم المنعكسات الشرطية ضروري ان يميز هذا العلم عن النزعات السايكولوجية المماثلة اللاعلمية ، التي ارتبطت به دون وجه حق، وهي نزعات ميكانيكية لاعلمية منها ، مثلا النزعة الفسلجية الميكانيكية التي انتشرت في الاتحاد السوفيتي في عشرينيات القرن الماضي) وارتبطت بأسم غترييف والمسماة علم الاشتراط Reflexolgy والنزعة الاشتراطية comitionalism وهي خليط من سلوكية ووطسن ومصطلحات بافلوفية ممسوخة .
القصدية والانعكاس ... دراسة مقارنة .


كذلك ينقد نوري جعفر النظرية التي مفادها: ان الانطباعات الذهنية والوظائف المخية التي تتسلمها من البيئة وجهان مختلفان لعملية واحدة ، ووجه الخطأ في هذه النظرية هو انها تخلط بين الصور الذهنية /اللامادية وبين ادوات تسلمها ، المادية المخية الجسمية ، او بين المحتوى والمضمون والاداة او العضو ، وهو نقد مهم يقده نوري جعفر لهذه النظرية عندما تخلط بين الصور الذهنية والعقل كمدرك مادي وهو بالتالي يحيلنا الى نظرية القصدية ، والقصدية هي ، " تلك السمة العقلية التي يتوجه بها العقل الى او حول او عن موضوعات وظروف العالم ، وهي قبل كل شيء ظاهرة بيولوجية مشتركة بين البشر وبعض الحيوانات الاخرى وابسط اشكالها هي الاشكال البدائية يولوجيا مثل الادراك الواعي والافعال المتعمدة ، الجوع ، العطش ومشاعر مثل الغضب ، الشهوة ، الخوف، وهكذا ، ( اذا رايت السماء تمطر فان الظاهرتين القصديتين اي: الرؤية والتفكير تتشاطران مضمونا مشتركا مفاده : ان السماء تمطر ويؤكد جون ر. سيرل في كتابه ( رؤية الاشياء كما هي) نظرية للادراك ، ان من المهم التاكيد على الطابع البيولوجي للقصدية ( يعتقد كثير من الفلاسفة بوجود بعض الالتباس العميق حول كيفية تعلق اي شيء في الدماغ بأي شيء في العالم خارج الدماغ، لكن هذا الغموض سيتبدد اذا ركزنا على تلك المشاعر الحيوانية البسيطة مثل الجوع، العطش وهما من الاشكال الاساسية للقصدية " ويضيف سيرل (تنتج جميع الحالات القصدية من دون استثناء عن عمليات دماغية ويتم ادراكها في الدماغ ، بما فيها الرغبة ، الامل، الايمان ) والقصدية هنا كانما هي الانعكاس الذي تحدث عنه نوري جعفر فهو يؤكد على ضرورة "عدم الخلط بين الصور الذهنية / اللامادية وبين العقل" ويؤكد ان الوظائف السايكولوجية نفسها هي شكل خاص من اشكال الطبيعة الحية تعبر فيه القوانين الفسلجية عن نفسها بشكل ارقى على هيئة قوانين سايكولوجية نشأت في مجرى التطور في اعقاب ظهور القوانين الفسلجية وعلى اساسها بفعل نشوء المجتمع الانساني. كما ويشير جعفر الى النظرية الثالثة ( ان العمليات العقلية الصور الذهنية:الجوانب السايكولوجية مادة يفرزها الدماغ على نسق العصارات الاخرى ، التي يفرزها الجسم اي : ان العمليات العقلية ظواهر مادية في الاصل من حيث المحتوى ، ظهرت هذه النظرية الفسلجية في المانيا اواخر القرن التاسع عشر وارتبطت باسم فوكت (1817-1895)وعرفت ب vulgar materialism المادية المبتذلة وللاسف فان الدكتور نوري جعفر لم يتوقف عندها الا انه يتبناها كأنعكاس كما تبين لنا وهي عبارة عن قصدية بوجهة النظر الحديثة . وينقد وبشدة النظرية الرابعة التي تقول بأنعزال قوانين عمل الدماغ عن القوانين السايكولوجية انعزالا تاما ومطلقا على اساس ان قوانين عمل الدماغ يقتصر مفعولها ماديا ولاتؤثر في الجوانب السايكولوجية ، ويفند هذه النظرية ويزدريها ، فلديه ان كل الافعال الانعكاسية مصدرها الدماغ حسب بافلوف فهي القصدية اذن ، ويعتبر ان هذه النظرية في جوهرها ميتافيزيقية تأملية لا ديالكتيكية ولم تمتد الى تفسير التاريخ واخفقت ايضا في ادراك دور الممارسة الثورية في تقدم المجتمع ولم تندمج بحركة الجماهير الديموقراطية الثورية ولم تاخذ على عاتقها مهمة تغيير المجتمع تغييرا جذريا اي : انها اخفقت لكونها ميكانيكية ميتافيزيقية ، تاملية في آن واحد في ان تفسر تفسيرا علميا ظاهرة التطور في المجتمع والطبيعة والفكر ، وهنا يعتبر سيرل (اذا كنت تنكر ان التجربة الهلوسية والتجربة الحقيقية قد تكونان متماثلتين من الناحيتين الفينومينولوجية والقصدية فاعلم انك قد ارتكبت خطأ) بمعنى اخر (ماذا يدور في الدماغ في حالة الهلوسة ، هو ما يحدث نفسه عند معايشة الامور الحقيقية ..) اي : ان هنالك مصدر عقلي لكلا الامرين، فكل شيء مرتبط بالعقل ويؤدي الى الادراك ، فالدماغ اساس العمل لكل الامور المادية وغيرها... ان الفكر في الديالكتيك كيان موضوعي قائم في حد ذاته ، وان العالم الخارجي نفسه في حقيقته تجسيد للفكر ، كما يقول هيغل والفكر حسب المادية الديالكتيكية هو عكس ذلك تماما ، انعكاس في ذهن الانسان عن العالم الخارجي فهو القصدية كما ارادها سيرل تماما.

الدماغ ...... التجربة البصرية /شخصانية انطولوجيا .... السبب .. الموضوع المرئي (انطولوجي) اذ هنالك فكر في الدماغ ناتج عن العالم الخارجي.
في الشكل الثاني القصدية ستحللوهو الفكر حسب تعريف الديالكتيك الذي اوضحه نوري جعفر ...
الموضوع المرئي الخارجي .......... السبب ...... الدماغ = التجربة البصرية .
الفكر حسب الديالكتيك ..... القصدية ...... الموضوع المرئي الخارجي
شكل رقم 2 (م س ، ص27).
ومن الممكن ان تكون هنالك هلوسة دون موضوع خارجي يحفزها...
بلا موضوع....... القصدية . ............. الدماغ .(اسباب داخلية) .
حيث تكفي العمليات الداخلية في الدماغ لاحداث تجربة بصرية متطابقة في النوع مع التجربة البصرية التي ينتجها محفز خارجي للتجربة البصرية ، نفس المضمون القصدي للتجربة الحقيقية لكنها تفتقر الى موضوع التجربة البصرية .
وقد رفض نوري جعفر اراء ديكارت بالانعكاس فثنائيته الفلسفية (افتراضه ان الانسان مكون من عقل لامادي ومن جسم يناقضه في الطبيعة والوظيفة واسلوبه الفلسفي التاملي الملقح بارائه الفيزياوية ادت جميعا الى انحرافه عن طريق العلم الطبيعي الامر الذي احدث ضررا بالغا في علم النفس ، وذلك باستبعاد العقل من حقل الدراسة الموضوعية كما ان تقسيمه لافعال الانسان الى (ارادية) و(لاارادية) او جسمية او انعكاسية قد ادى الى ان تستأصل في اذهان علماء النفس الغربيين فكرة كون العمل الانعكاسي هو رد فعل اوتوماتيكي او عفوي يناقض العمل العقلي ويفتقر الى التدبر والروية)(نوري جعفر ، م س ، ص52. العلماء بعد ديكارت (اثبتوا ان مركز الافعال الانعكاسية تقع في القسم الاسفل من الدماغ ، في النخاع المستطيل والحبل الشوكي) الا انهم استمروا في التسليم بان الاعمال العقلية لاصلة لها بالدماغ وانها تقع خارج نطاق الفسلجة ، الا ان بافلوف ارجع الامور الى نصابها كما مر بنا.
اذن القصدية هي الانعكاس الذي تحدث عنه نوري جعفر قبل خمسين سنة من الان وبهذا الفكر المتقدم .
• كيف زاوج نوري جعفر بين الانعكاس وعلم الاجتماع؟
قبل ذلك علينا معرفة ان الانعكاس قد ادى الى حالة من الوعي ، وكذلك القصدية ، والوعي ترجم فيما بعد على شكل (اسس خطط اقتصادية ، ازالة الامية ، نشر التعليم، بمختلف مراحله، وتعدد اشكاله بين طبقات الشعب الكادحة ) حسب نوري جعفر .
والوعي حسب (سيرل) ينتج بجميع حالاته من عمليات عصبونية neuronal processes في الدماغ ، فالوعي ينتج من عمليات بيولوجية – عصبية بجميع حالاته.
كما (تتحقق جميع حالاتنا الواعية في الدماغ اذ توجد جميع الحالات الواعية المعروفة في ادمغة البشر والحيوانات ) م س ص 58 ، سيرل.
كما " ان الوعي بكل ملامحه الحساسة والغامضة والشخصانية انطولوجيا يعد جزءا بايلوجيا وبالتالي ماديا من العالم الحقيقي ، وعلى هذا النحو فهو يدخل في علاقات سببية مع الاجزاء الاخرى ، من العالم المادي، وهكذا على سبيل المثال فان جميع مدركاتي الواعي تنتج في ذهني بسبب تاثير المحفزات الادراكية في جهازي العصبي ، وهذه المدركات بدورها جنبا الى جنب مع غيرها من العمليات والتي بعضها واع والاخر غير واع، هي ما يسبب سلوكي المادي، انا ارى كوبا من العصير امامي ولذلك امد يدي اليه واشرب" سيرل، ص59.
فمد اليد الى العصير هو عمل قصدي واع من قبلي وهو حالة انعكاس شرطية ، رؤية العصير ، تفسير انه عصير في الدماغ ، انعكاس للحالة مد اليد ثم الشرب ، حسب تفسير نوري جعفر وتنتج حركاتي عن مقاصدي الواعية .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدك ...
- هوبزباوم والتاريخ ج 2
- هوبزبوم والتاريخ ... جدل ومعرفة - الجزء الاول.
- ثقوب في الشاشة رواية المكان والانسان
- حوار نادر مع المؤرخ جواد علي مجادلات في الفكر والتأريخ والعل ...
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، ح3 والاخيرة
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية ، الحلقة الثانية
- الدكتور كاظم حبيب والحركة القرمطية .. الحلقة الاولى
- كاظم حبيب وغياب العدالة الاجتماعية دوليا
- الحلو الهارب الى مصيره ... لوحيد غانم
- التربية أس التنوير وأساسه ج 2
- الموارد البشرية في العراق ثروة مهدورة ..... مع مراجعة للتجرب ...
- ا بين طلبة فرنسا ١٩٦٨ وطلبة العراق & ...
- قيس سعيّد .... ومقاربات الحالة العراقية ....
- التربية أس التنوير وأساسه ج 1
- ابن خلدون بين علي الوردي وفالح عبدالجبار وعبدالرزاق مسلم الم ...
- في ذكرى وفاته السادسة والعشرين ... صراع البداوة/ الحضارة في ...
- ازمات البلاد المتعاقبة تؤسس للعنة الاجيال القادمة
- الوسطية في الفعل السياسي العراقي
- الفوضوية والامير وحكومة الانسان


المزيد.....




- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ماما جابت بيبي..أضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...
- تفاعل مع استقبال رئيس الإمارات لشيخ الأزهر (فيديو)


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر جاسم قاسم - المنعكسات الشرطية وعلاقتها بالادب والفن .... في ضوء فكر الدكتور نوري جعفر ج 2