أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آصف ملحم - إشكالية الأصالة والاعتبار في الوجود والماهية














المزيد.....

إشكالية الأصالة والاعتبار في الوجود والماهية


آصف ملحم
باحث وكاتب

(Assef Molhem)


الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 14:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذه المقالة لن أسهب طويلاً في هذه المسألة، بل سأكتفي بإعادة صياغتها وطرح ما أمكن من أسئلة حولها، على أن أعود إلى معالجة هذه القضية بالتفصيل في عمل لاحق.
في عمل سابق (انظر المرجع 1) حاولتُ صياغة نظرية معرفية، أطلقت عليه نظرية العوامل المتعالية أو نظرية الفئات المعرفية، وتناولتُ مفهومي الوجود والماهية في إطارها، لذلك سنحافظ على المصطلحات التي طرحناها هناك.
وهكذا، فإننا نفهم وجود كائن ما (آ) بأنّ هذا الكائن (آ) مُلقَى في مكان ما حولنا. وفقاً لهذا التعريف، فقولنا: إنّ ذلك الكتاب الملقى على الطاولة (موجود) يعني أنه عنصر أو شيء أو كائن من أشياء أو كائنات العالم، أي أنه ينتمي إلى العالم أو أنه عضو فيه. ولكن عندما نبدأ الحديث عن شكل الكتاب أو لونه أو عدد صفحاته و ما شابه، فهذا يعني أننا بدأنا نتحدث عن ماهيّته. لذلك، فنحن أمام حقيقتين حِيال جميع الأشياء: (وجود الشيء) و (ماهيّة الشيء). بعبارة أخرى، تظهر الماهيّة في الإجابة على السؤال: ما هو هذا الشيء؟ وهو سؤال مختلف عن السؤال حول الوجود: هل يوجد (هذا الشيء)؟
مما لا شك فيه، للحصول على جواب على السؤال (ماهو هذا الشيء؟)، لا بد من افتراض وجود (كائنات) يمكنها طرح أسئلة من هذا النوع.
تأسيساً على ما سبق، يجب التمييز بين تعريفين مختلفين للماهية:
الأول – (الشيء، الكائن ... الخ) كما هو، أو ببساطة الشيء ذاته. في هذه الحالة يتطابق الشيء مع الماهية، فهما متحدّان أو متساويان، لذلك للتبسيط سندعوها بـ (الماهيّة). بعض الفلاسفة يدعوها بالماهية الخارجية، لأنها مستقلة عن الكائنات التي تفكّر بها.
الثاني – وهو (الجواب) على السؤال (ما هو؟)، فهذا الجواب أو الأجوبة هي نتيجة دراسة ذلك الشيء، لذلك فإن (الصورة) أو(التمثل) الذهنيين اللذين يرتسمان بنتيجة هذا النوع من الدراسة سوف نسميه (الماذية) – من كلمة (ماذا)، وهي الترجمة المباشرة للكلمة الانكليزية whatness. بعض الفلاسفة يسميها الماهية الداخلية أو الماهية الذهنية، لأنها ترتسم فقط في ذهن من طرح السؤال (ماهو؟) أو من درس الشيء أو الكائن المعني.
كذلك الأمر، لـ (الوجود) تعريفان مختلفان:
الأول – (الوجود الحقيقي)، أو الوجود الخارجي، أو ببساطة الوجود.
الثاني- (الوجود الذهني)، أو الوجود الداخلي، و سنسميه (الوُذُود)، تمييزاً له عن (الوجود).
أما فيما يتعلق بالمسألة التي نحن بصددها الآن، فيختصرها السؤال التالي:
أيهما هو الأصيل، الوجود أو الماهية؟
أو
أيهما هو الأولي، الوجود أم للماهية؟
فهل الوجود ناتج عن الماهية أم العكس؟
فهل يجب، عند التحقيق، أن نثبت الماهية أولاً أم الوجود؟
يعتبر السيد محمّد باقر بن محمّد الحسيني الاسترآبادي المعروف الميرداماد (1561-1631 ميلادية) أول من طرح هذه المسألة، وهو أستاذ صدر المتألهين الشيرازي، أو الملا صدرا. الميرداماد كان يتبنى القول بأصالة الماهية، إلا أن صدر المتألهين رفض القول بأصالة الماهية وأشاد أركان نظرية أصالة الوجود التي أضحت محوراً أساسياً لإبداعاته الفلسفية.
في الحقيقة، حيال هذه المسألة هناك أربعة فرضيات، وهي:
1-يكون كلا الأمرين (الوجود والماهية) اعتباريين.
2-كلاهما أصيل.
3-الوجود أصيل والماهية اعتبارية.
4-الماهية أصيلة والوجود اعتباري.
لكل فرضية من هذه الفرضية مرجّحاتها، كما أنها تؤدي إلى نتائج معينة. إضافة إلى ذلك، فإن كل منها سيقود إلى أسئلة جديدة، تستوجب الدراسة والفحص. لذلك سنكتفي، في هذه المقالة، بهذا القدر، على أن نعود إلى هذه المسألة في مقالات لاحقة، لأن الغاية هنا تعريف المسألة وتحديد بعض جوانبها فقط.

المراجع
1-الدكتور آصف ملحم، الوجود والماهيّة في إطار التفييء المتعالي ابستمولوجياً، موقع آصف ملحم للدراسات الفكرية، 2022. الرابط:
https://www.molhemassef.net/studies-researches/essence-and-existence-in-frame-of-epistemological-transcendence/



#آصف_ملحم (هاشتاغ)       Assef_Molhem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول آثار الحرب الروسية-الأوكرانية: مصر نموذجاً!
- الحقيقة الكاملة عن أحداث أوكرانيا!
- مرتزقة تركيا ... أرقام على قوائم الموت!
- هل سيكسر منتدى سان بطرسبورغ جليد الجمود الاقتصادي الدولي؟!
- الدور الغربي في تأخير نهضة القارة الأفريقية!
- دور روسيا في تعزيز التآثر الثقافي بين شعوب العالم!
- عندما تنتصر البلادة السياسية؟!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آصف ملحم - إشكالية الأصالة والاعتبار في الوجود والماهية