|
لبنان في رعاية الأسرة الدولية وسيبقى
سعيد علم الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 06:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في غرفة العناية القصوى إلى أن يتعافى من الأوباش ويشفى. ولن ينفعكم أيها المجرمون باحتراف: لا زرع انفجار، ولا عملية اغتيال، ولا بث فتنة، ولا جلب خراب، ولا إشعال حرب، ولا التهديد بالإرهاب، ولا تغيير الحكومة بانقلاب. لن ينفعكم كل ذلك عن عرقلة المحكمة الدولية برئاسة المحقق براميرتس من متابعة عملها الجنائي بهدوء والكشف قريبا عن حقيقتكم وإسقاط أقنعتكم الساقطة أصلا قضائيا، وبأحكام مبرمة سيسعد لها كل العالم. لكي تنتهي حرفة الاغتيال في شرقنا الغالي وتصبح من مخلفات التاريخ البالي. شعب لبنان أيها التافهون توحد في 14 آذار المشرق إلى الأبد. وهو محصن من فتنتكم ومهما تعاظم شركم واتقد، ومهما نفثتم سموما بشعار فرق تسد. لقد انتهيتم لأن أساسكم أيها الأشرار مبني على الكذب والنفاق والرياء وبيع الذمم للشيطان وشراء الضمائر بالدولار وقطع الجماجم والأرزاق والفساد والاغتيال والاستبداد والقتل وإراقة الدماء. مصيركم أسود كقلوبكم السوداء! وإلى أين ستهربون من غضب أبناء الأرض الشرفاء ولعنة رب السماء؟ فلكم جهنم الحمراء وعذاب النار ولشهدائنا الأحرار جنات تجري من تحتها الأنهار. لقد ارتكبتم يا أيها الفاجرون الكثير جدا من الأغلاط. وتماديتم تيها وغرورا وما زادكم غيكم إلا فجورا، وتابعتم مسلسل الاغتيالات والانفجارات قهقهة وسرورا ومنذ زلزال بيروت المشؤوم في 14 فبراير/ شباط المشهور. حيث اغتلتم وجها منيرا. لكن وكما يقال غلطة الشاطر بألف وغلطتكم بعشرات الآلاف. فأنتم تحت المجهر. انقلب سحركم عليكم، وقريبا الحقيقة ستظهر. لكم مزبلة التاريخ، ولشهدائنا المسك والعنبر. لبنان سيحلو بعناده أكثر، يعلو بقممه العالية ويكبر. وإذا كان قدرنا أن نقدم الشهداء من أجل قيامة لبنان السيد الحر العربي الديمقراطي المستقل فأهلا بالشهادة. فالشهداء الأبطال أيها الحشرات الصغار ومن لف لفكم من الفجار: هم زينة الاستقلال، أعلامنا المرفرفة أرزاً بشموخ في العلاء من كمال جنبلاط إلى بشير الجميل وحسن خالد وداني شمعون ورينيه معوض وغازي بوكروم ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني .... وإلى الأعلام التي ارتفعت مرفرفة بعنفوان الثلاثاء 06.09.5 في انفجار الرميلة وهم الشهداء الأبرار: شهاب عون، وسام حرب، نمر ياسين، وعمر شحاده من قوى الأمن الداخلي ونجا بأعجوبة المقدم الشجاع سمير شحادة. لقد أردتم من خلال هذه الجريمة الجديدة النكراء استقبال قرار براميرتس بتيه واستكبار، لن تؤدي فعلتكم الجديدة هذه إلا إلى إصرار الأسرة الدولية على العناية بلبنان أكثر ووضعكم قريبا وراء القضبان، وسنتذكر! لا يسعني كلبناني إلا أن أرحب بالقوات الأممية الصديقة كما رحب بها أهالي الجنوب الحبيب المعذب. لا يسعني أيضا إلا أن أعبر عن عميق شكري وامتناني لكل الدول المانحة في ستوكهولم جميعها دون استثناء من الأشقاء الذين أثبتوا أن الأخ في نصرة أخيه فهبوا لنصرته بشهامة وأخلاق عالية وكرم عربي أصيل في مقدمتهم دولة الكويت مرورا بالسعودية ومصر والإمارات وقطر وغيرهن وصولا إلى الأصدقاء المخلصين الأوفياء واندفاعهم الإنساني النبيل الذين أثبتوا أن الصديق وقت الضيق فنهضوا لنجدته بهمة وشد أزره في وجه الأشقياء، وفي طليعتهم فرنسا واسبانيا وإيطاليا وألمانيا والسويد وغيرهن من الدول والمؤسسات المالية العالمية اللواتي هرعن دون إبطاء للمشاركة والعطاء والانخراط العملي البنَّاء في المؤتمر الذي انعقد بعد انتهاء الحرب وبصورة عاجلة الخميس 31 اغسطس برعاية مملكة السويد لمساعدة لبنان المنكوب على النهوض على قدميه بعد الهبوط الفجائي الذي فُرض عليه يوم 12 يوليو بسبب المغامرات المؤامرات أو العكس والعكس أصح، وإعادة إعماره بعد هذا العدوان الإسرائيلي الرهيب الذي دمر دياره، شرد مليونا من سكانه، قتل وجرح وأعاق وأصاب إنسانه، عصف بمرافقه الحيوية ومصانعه وبنيته التحتية والفوقية وكاد أن يطيح بكيانه، كما يشتهي النظام السوري ويحلم. هذا النظام البعثي الذي لم يبلع حتى اليوم فكرة واضحة وضوح الشمس وهي: أن لبنان دولة سيدة مستقلة حرة ديمقراطية لها خصوصيتها ونكهتها ورسالتها. ومنذ فجر التاريخ رسالة حب للإنسانية وعطاء وتجارة ونشاط وصمود أمام البحر والأنواء. منذ أيام أحيرام ولم تزل إلى هذه الأيام رغم غدرات الزمان شوكة في عين الطامعين. الدول المانحة في ستوكهولم غمرت لبنان بسخاء وبشكل فاق التوقعات التي كانت قد حددت في الأصل مبلغاً وقدره 500 مليون دولار ارتفع ليصبح 940 مليونا، كما أعلن وزير الخارجية السويدي يان الياسون، الذي قال عقب الاجتماع "انه تعبير عن التضامن وان هناك الكثير من عوامل النجاح للحكومة اللبنانية". نعم لبنان بأمس الحاجة لتضامن الأسرة الدولية معه ماديا وسياسيا ومع حكومة السنيورة الممثلة الشرعية لأكثرية شعبه والتي تتعرض في هذه الأيام الصعبة إلى هجمة مسعورة من قبل عملاء سوريا المطالبين بحكومة وحدة وطنجية. هذه الدول المانحة العطوفة شعرت بهول المصاب، وتألمت لما حل في بلاد الأرز من خراب فأكدت بمشاركتها أن لبنان ليس وحيدا وله الكثير من الأصدقاء، ولانتشاله من الكارثة التي يتخبط بها لا بد من تضامن الأسرة الإنسانية معه جمعاء، كيف لا وجسده الغض الطري، ونظامه المدني الديمقراطي، وكيانه الفريد الحضاري، وشعبه النشيط الحي، العاشق للحرية بآفاقها والكرامة الإنسانية بأبعادها، يعمر وهم يدمروا ويتعرض يوميا: - للانتهاك الحربي الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا وحصارا وإذلالا وذلك بسبب سلاح حزب الله وصواريخه وميليشياته وعلاقاته المشبوهة التي حولت لبنان إلى أرض مستباحة لإسرائيل وسوريا وإيران. - للاختراق السوري الجاسوسي عبر لحود الغير شرعي وعن يمينه بقايا نظام الاغتيال الأمني اللبناني المخابراتي السوري وعن يساره الأذناب والعملاء في الأحزاب اللبنانية والتنظيمات الفلسطينية ، الذين هم طوابير خامسة تحتية وفوقية. - وللتغلغل الفارسي الإيراني بالدولار الطاهر الأمريكي عبر حزب الله وما اقترفه هذا الحزب ويقترفه يوميا بحق لبنان من عرقلة لقيام الدولة والاحتيال عليها وعلى الشرعية والقرارات الدولية بشتى الحجج الفاقدة للمنطق والإلهام الإلاهي. ولهذا فإذا لم يُطبق حزب الله الطائف بحذافيره إسوة بجميع اللبنانيين ويسلم سلاحه بالكامل إلى الدولة وينخرط في مشروعها فسيظل حزب إيراني سوري خوارجي دخيل على الجسد اللبناني لا يهمه مصلحة لبنان ولا الدفاع عنه بل توريطه في الحروب والنزاعات مع إسرائيل والعالم أجمع كما حدث وشاهدنا جميعا بأم العين شاهدين وشهداء. ولنكن صرحاء أكثر مع حزب الله! إن السلاح بيده سيظل عامل فتنة وعقبة في وجه السلم الأهلي الحقيقي. ومن يملك السلاح خارج الشرعية الدستورية يملك أدوات الفتنة ويستطيع أن يشعلها متى يشاء! ومن هنا فلمصلحة حزب الله قبل غيره تسليم سلاحه لدولته لأنه بذلك يرفع هامتها، تقوى به ويقوى بها ويبعد كل الشبهات عنه في عصر الانفجارات والاغتيالات. هذا الثالوث الذي ذكرناه الإسرائيلي السوري الإيراني يعض بأنياب لا تريد الانفكاك عن جسد لبنان وتتناوب عليه من كل الجهات نهشا وشد، مجهزة بأفاعي من مختلف الأحجام والأنواع تبث سمومها لتفرق شعبه كلما توحد، ولتغتال قادته إذا وقفوا بوجه مشاريعها، ولتشل دولته كلما حاولت النهوض، ولتقلب حكومته إذا كانت وطنية نزيهة شريفة ديمقراطية كحكومة السنيورة معبرة عن آمال وطموحات الشعب. هذا الثالوث الملوث بمؤامراته مستمر ومنذ أكثر من 30 سنة، بألاعيبه وحججه القبيحة ووسائله الدموية وخططه الجهنمية في تدمير الشخصية اللبنانية مما فرض على الأسرة الدولية التحرك بعد أن أصبحت ألاعيبه مكشوفة لأعمى القلب فكيف لنساء ورجال السياسة ولكل ذي بصيرة وضمير؟ وهكذا كانت القرارات الدولية من 1559 إلى الأخير 1701 لردع هذا الثالوث الشيطاني عن لبنان الأمل والحرية والأمان.
#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة السنيورة الراقية باقية، يا أهل الرابية
-
الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه
-
فرسان الشرق الأوسط الثلاثة
-
نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟
-
السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
-
لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
-
خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
-
لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
-
ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
-
العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
-
الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع
...
-
الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
-
أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
-
إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
-
فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
-
ثورةُ الأَشجارُ
-
الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة
-
عندما حاولَ الدَّجاجُ الْطيران
-
الأمير الكبير وكسرى الصغير
-
ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|